حسناً فعلت إحدى شركات تأجير الليموزين عدم توظيف أي سائق لا يعتني بنظافة مظهره وباستخدامه العطور الرجالية... ووضعت هذه الشركة التي أكن لها كل تقدير واحترام لافتة كبيرة على كل سيارة من سياراتها كتب عليها النظافة من الإيمان والعطر تكريماً للإنسان. وربما لو رجعنا إلى الأسباب التي فرضت هذه الشركة على جميع سائقيها بتطبيق هذا النظام, والذي جعل من هذه الشركة أن تحتل أعلى مرتبة في شركات التأجير ويتسابق على استئجار سائقيها بسياراتهم الكثير من الشركات الكبرى والفنادق والبنوك وكذلك العائلات والأفراد. وتقفز عدد سيارتها في خلال خمس سنوات من 12 سيارة إلى 1300 سيارة نظيفة ومعطرة، واليوم قمت بجولة وزيارة لهذه الشركة والتي استطعت أن اطلع بأم عيني على ما أقدمت عليه هذه الشركة من حدث أنقذ البشرية قاطبة من تلك الروائح العفنة والمقززة التي يتمتع بها بعض الأشخاص, خصوصاً سائقي الليموزينات وسيارات الأجرة، حتى أولئك الذين يتم إحضارهم من بلادهم ليكونوا سائقين خصوصيين لدى العائلات السعودية, إذ نقاسى نحن السيدات، والمفروض علينا ان نكون في صحبة هذا السائق، الذي يتمتع عادة بغريزة تحرمه من غسيل بدنه أو حتى رش بعض العطورات على جسمه, الذي لم يتعرف على قطره ماء منذ زمن طويل، والنتيجة المزعجة هي ان نقاسى نحن النساء من هذه الروائح العفنة. واليوم أحب أن أتحدث عن أهمية العطر في حياة الإنسان... امرأة كانت أو رجلاً... طفلاً أو عجوزاً الجميع سواء... سواء عند الرائحة الطيبة أو السيئة، فمثلاً حينما تدخل إلى أي مكان مبيعات لشراء حاجة لك أو لأسرتك, وتقابلك تلك البائعة أو البائع برائحة طيبة, ينتابك شعور بالراحة ورغبة في الشراء والتحدث والبقاء أكثر مدة في المحل, بينما العكس في الرائحة السيئة، إذ يتحول المكان والبضاعة والبائع أو البائعة إلى نكبة وشعور بالتأفف والتقزز، وربما تصاب بالصداع والدوخة والإغماء. إذاً العطر له مردود إيجابي وليس كل عطر هو عطر, بل هناك عطور مميزة تجذب الناس إليك, ويتساءل الآخرون عن جنسيتها وسعرها, لونها, حجمها, والأهم انك تبدأ في كسب احترام وتقدير من حولك، بل الأكثر من ذلك انك تصبح شخصية مهمة ويبدأ الآخرون بوصفك بالإنسان الواعي والمثقف والذي يعرف كيف يكسب الآخرين ويجذبهم إلى آرائه وأفكاره ومنتوجاته، ويجب اختيار العطر المناسب للإنسان المناسب... مثلاً عطر الشباب والشابات، عطر النساء الكبيرات في السن، عطر الأطفال، عطر السهرة والزواج، عطر الليل والنهار، عطر السياسيين والرياضيين والفنانين والأدباء والمثقفين، ومن الضروري ان تكون العطور مناسبة لشخصية الإنسان وثقافته وحيويته.. إذ إنها علامة على الاقتناع والنجاح وحب الآخرين إنها مواصفات الوعي والنجاح. يجب أن يضع كل إنسان في عين الاعتبار اختيار العطر المناسب لشخصيته، وهذا ليس صعباً ولكنه في نفس الوقت ليس سهلاً. ريماز وليد - الرياض