تعقيباً على الخبر الذي نشر في الجزيرة قبل شهر حول تفعيل النقل العام في العاصمة أقول تعتبر سيارات النقل العام سواء الباصات أو سيارات الأجرة من مظاهر البلد لأنها وسائل التنقل داخل البلد للزوار والمواطنين، تملي علي وطنيتي أن أقول إنه مؤسف جداً بأن النظام الخاص بعربات النقل غير دقيق وغير متكامل. فمثلاً سيارات الليموزين تم توحيد ألوانها بالأبيض وكتب على أجنابها عبارة أجرة. بتصميم رديء جداً، ومعظم سيارات الأجرة متهالكة تجد بعضها تجوب الشوارع وهي مشوهة ومصدومة وليست نظيفة من الخارج ولا الداخل وسائقها يشبه سائق إحدى آليات الطرق لأن من داخل بعض سيارات الأجرة ينبعث رائحة نتنة خصوصاً إذا كان السائق مدخنا كما أنه لا يوجد نظام ينص على توحيد زي (لباس سائقي سيارات الأجرة (الليموزينات) ولا توحيد زي سائقي أوتوبيسات النقل العام. ومعظم سائقي الأجرة لا يهمهم أي نظام فهم يهاجمون الناس في الشارع بسرعات عالية ويتجاوزون الإشارات الحمراء ويقذفون بالنفايات من شباك المركبة على قارعة الطريق ويفرغون طفايات السجائر أثناء وقوفهم عند الإشارات فهل من نظام يكفل إعادة النظر في ألوان الليموزينات مع اعتماد كتابة أجرة بتصميم أفضل؟ ولماذا لا تكون الليموزينات بألوان مختلفة؟ ولماذا لا تربط الليموزينات بشبكة اتصال؟ ولماذا لا يمنع نصف سيارات الأجرة من التجوال؟ ويُعمل لها نظام بحيث تكون حركاتها حسب الطلب بالتليفون أرجو أن يحد من سلبيات سائقي سيارات الأجرة عاجلاً. أما النوع الآخر من وسائل النقل الداخلي فهو مدعاة للسخرية حقاً لأن جميع سائقيها بالرغم من أنهم مواطنون إلا أنهم مستهترون بأي نظام لأنهم عندما يقودون تلك الباصات أو ما يسمى (بخط البلدة) فهم في صراع مع سائقي الأجرة وصراع مع السيارات الأخرى لأنهم يقودون تلك الباصات بسرعات عالية ويستعملون أبواقا مزعجة بالإضافة لضجيج شكمانات تلك الباصات وكثافة العادم الناتج عنها وموديلاتها قديمة جداً وبقاؤها في الخدمة اعتمد على قوة حجة أصحابها بأنهم فقراء وذوو دخل محدود وتمثل المصدر الوحيد لأرزاقهم. وتلك الباصات لا يتوفر فيها قطعا أي شرط من شروط السلامة وشكلها ومواصفاتها بدائية جدا وبقاؤها في الخدمة يشكل خطراً مستمراً في كل الطرق. إنني أهيب بالإدارة العامة للمرور أن تنظر بعين الاعتبار لما سبق ذكره وتعيد النظر في تطبيق النظام للحد من السلبيات المتفاقمة ومن خلال هذه المقالة أريد أن أطرح سؤالا على المسئولين عن المرور لماذا لا يتركز نشاط منسوبي المرور من الأفراد الراجلة ومستخدمي الدراجات النارية والعاملين على سيارات المرور إلا في أسابيع المرور فقط ويهملون الشوارع والتقاطعات في أرجاء المدن في غير أسابيع المرور إن تواجدهم مهم جداً لحفظ أمن الطرق وتواجدهم في الشوارع يسهل أيضاً حل مشاكل الحوادث مع ضمان انسياب السير. ولأهمية باصات النقل الداخلي طرحت فكرة في مقال سابق مفادها أنه يجب على وزارة النقل أن تؤمن ما يكفي لتغطية طرقات العاصمة من الباصات بعدما يعمل لذلك دراسة ميدانية يتم على ضوئها تحديد العدد المطلوب على أن يكون نظام تلك الباصات مختلف تماماً بحيث توزع في مسارات مختلفة بألوان مختلفة أيضاً ويمكن بيعها بأسعار ميسرة على أصحاب الباصات القديمة كنظام التقسيط وتوحيد زي سائقيها مع ابتكار شعار للنقل العام يلصق على جوانب تلك الناقلات وتربط عن طريق جهات الاختصاص بنظام مساراتها التي تكتب على جوانب الباصات وخلفياتها كما أنه من الممكن تأجير الأجزاء المناسبة من جسم المركبة للدعاية والإعلان وباستكمال ما سبق ذكره يمكن الاستغناء عن الباصات القديمة وإتلافها. كفانا فوضى مرورية وعبثا بنظام السير لأنه ولله الحمد بين الحين والآخر يتم افتتاح مزيداً من استكمال طرق العاصمة التي تؤدي بدورها إلى فك الاختناقات المرورية ومرونة سير المركبات. - إبراهيم محمد السياري