الكثير من الشعراء الجيدين يعملون بجهد على تثقيف أنفسهم وتطوير معلوماتهم والتفقه في اللغة العربية واللهجات الشعبية... ودراسة كتب النقد والمراجع في الأوزان والقوافي، سعياً إلى تسويق أنفسهم نقاداً في حال احتاجت القنوات الفضائية الشعرية التي بدأت بالتكاثر بشكل لافت إلى النظر إلى نقّاد وباحثين وحكّام في المسابقات الشعرية أو حتى في متابعة ساحة الشعر وقضاياها المختلفة. نحن لسنا ضد ذلك، بل على العكس مسألة مفرحة أن هناك شباباً يسعون إلى تطوير مواهبهم وتنوير الآخرين أيضاً بمقاييس الشعر الجيد من الشعر السيئ والضعيف. ولكن نخشى أن تكون حماسة بعض الإخوة الشعراء حماسة وقتية وأشبه باشتعال سلك مغنيسيوم يتوهج بشدة ولكنه ينطفئ في لحظة ولا يدوم اشتعاله إلا ثواني بسيطة بسبب أن المهتم بالنقد يسعى إلى منفعة وقتية كالظهور في برامج جماهيرية كبيرة، وكنا نتمنى أن يأخذ الشعراء المتمرسون في قضايا النقد والخبرة في القوافي والأوزان... فرصهم التي يستحقونها حتى يستفيد منهم الشعراء وتكون ثقافتهم ومعارفهم وسيلة لتطوير الشعر ورفع مستوى الإنتاج الشعري، خصوصاً أننا نعتبر أن واحداً من أكبر أسباب تخلف الشعر الشعبي واستمرار تقليد الشعراء لكل شاعر جيد والحرص على تتبعه وسرقة فكره ووقته من مفردات ومعاني وصور وقوافٍ مبتدعة هو غياب النقد وعدم وجود نقاد يصدمون ساحة الشعر بالحقائق ويواجهون أبطالها بالحقيقة، فلقد مللنا وزهقنا من كثرة السرقات التي نتعرض لها... خصوصاً في الإنترنت الذي شرها أكثر من خيرها. فلقد فتح الباب على مصراعيه للحرامية والمقلدين والعابثين. وإذا ظل النقد غائباً فإن القرعا... سترعى... على كيفها في روضة أجود من روضة الخفس في ربيع 2007 ولا عزاء لأم قرون الشعبية... ولا تهون الفصحى! ريميّة حصة هلال