تشكل عملية النقد في الأدب خطوة هامة لبناء كتابة راقية، ويجمل النقاد على ضرورة وجودها على مساحات الكتابة والشعر في فضاء الأدب. في عملية البناء الشعري وفي زحمة الشعر الآن، نجد أن هذه العملية أصبحت شبه غائبة أو تكاد معدومة، ولعلي هنا أعتقد بأن ذلك الغياب هو نتيجة لغياب(الناقد) نفسه وذلك بسبب (الرفض) الواضح وعدم القبول من شريحة كبيرة من الشعراء، بل تذمر عدد كبير منهم من هذه العملية، ولذلك نجد أنه في هذه الفترة غاب النقاد وتواروا عن الأنظار لتصبح الفرصة الآن كبيرة لكتابة الشعر الذي أصبح مزيجاً من الجيد والرديء. القصيدة وهي تلك التي تعتبر الواجهة الحقيقية لإبداع شاعر، والصورة التي تعكس مدى ثقافته الشعرية، أصبحت الآن بعيدة كل البعد عن عملية النقد الذي يفترض أن يكون وأن يقبلها الشاعر، ومن هنا فإن ذائقة المتلقي أصبحت تعاني وأصبحت تفتقد للتمتع القرائي للنص الشعري الراقي والجميل إلا في النادر، وفي المقابل نجد أن هناك من الشعراء المبدعين من ابتعد عن النشر. وعملية رفض أو قبول النقد أصبحت سائدة الآن سواءً على صدر الصفحات الشعبية في الصحف و المجلات أو على مواقع الشعر في الأنترنت، حيث نقرأ ذلك (التذمر) والسخط وعدم الرضا..بينما الصحيح هو قبول النقد وأخذ الطرح النقدي في شكل حواري بروح أدبية للوصول إلى قناعة تامة. إن رقي الكتابة وجودتها لاتتم إلا بعملية النقد ووجودها ونحن ندرك أن هناك علاقة قوية بين الكتابة والنقد، ومن هنا كان لابد من وجود تلك العملية النقدية على مساحات الأدب وخصوصاً النقد الشعري لأن القصيدة الأن أصبحت تكتب فقط لنشرها أي أن الشاعر أصبح همه الوحيد هو اسمه والنشر في أي مكان، دون الأخذ في الاعتبار بمعايير ومقاييس الكتابة تلك التي لابد ان تكون على ركائزها الأدبية الصحيحة، حيث قد يكون هناك إهمال في صياغة القصيدة مثلاً كأن يكون بها خلل في بحرها أو قافيتها أو فكرتها ومعناها ووزنها. إذاً ومن هنا فإن عملية النقد(الغائبة) الآن لابد من عودتها، ولابد أن يكون لها حضور مكثف في سماء الشعر حتى نرى الرائع والمبدع من الشعراء ومن القصائد التي يبحث عنها كل متلق ومتذوق للقصيدة الشعبية. أخيراً: سفر حلمي على طيفك..ظهور الفجر وشروقي أنا والله على حبك..أعيش الوقت بإشراقي أجي لك شوق..في ليل سرى به رعد وبروقي أدور لك..ولاشفتك ..ياكود إن لاح براقي