الصفحة: 4 - المحلية يتناقل سكان مركز بني عمرو في محافظة النماص شمال منطقة عسير، أساطير مخيفة حول جبل يسمى"حرفة"يقع في منطقتهم، ويعتقدون أنه سكن للجن. ويؤكد السكان هناك أن ما من شخص يقترب من الجبل الذي تحيط به غابات إلا ويشعر بالخوف، هذا إذا ما أصابه في أسوأ الحالات أذى. ويروي المواطن مرضي عبدالله العمري أحد الذين يسكنون بجوار الجبل قصة حدثت له قبل أعوام عدة ل?"الحياة"بقوله:?"في أحد الأيام عند عودتي إلى منزلي في وقت متقدم من الليل، وجدت أربعة أشخاص من الجنسية التركية، على طريق قريب من الجبل، فسألتهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان، فردوا بأن لهم ثلاثة رفقاء صعدوا إلى الجبل ولم يعودوا". ويضيف العمري:?"توجهت معهم إلى الجبل للبحث، لنجد أحد أصدقائهم الثلاثة ملتصقاً بصخرة نزفت يده دماً وهو يحاول التخلص منها"، مشيراً إلى أنه بعد قراءة آية الكرسي والمعوذات انفك الوافد التركي من الصخرة. وذكر أنهم أبلغوا الجهات الأمنية والدفاع المدني لمساعدتهم في البحث عن المفقودين الآخرين، مبيناً أن فرق الإنقاذ انتقلت إلى الموقع ووجدت أحدهم يجلس عند سيارتهم لا يستطيع الحركة أو الكلام، زاعماً أنهم بينما كانوا يبحثون عن الثالث إذا به يأتي - على حد قوله - كالطائر ويرتطم بزجاج سيارتهم. وأشار إلى أنه بعد هذا تم أخذ الوافدين إلى مقر الشرطة وحرروا محضراً بالحادثة، ذكروا فيه أنهم شاهدوا أشياء غريبة عند الجبل وكانوا يسمعون أصوات رفاقهم ينادونهم لكنهم لم يستطيعوا الكلام. وقال المشرف التربوي في إدارة التربية والتعليم في محافظة النماص محمد العمري الذي يسكن بجوار الجبل، إن هناك قصصاً كثيرة عن أحداث وقعت بين أفراد قريته والجن، مفيداً أن هناك اعتقاداً سائداً لدى سكان المنطقة بأن الجن تسكن داخل جبل"حرفة". وأوضح أن من القصص المتداولة عن هذا الجبل هي: أن إحدى الفتيات اللائي لم يتزوجن كانت تستقي من الماء على طرف إحدى الآبار وإذا بخاتم يدور في البئر، وعند محاولتها الإمساك سُحبت إلى داخل الماء. وذكر أن عائلتها بحثت عنها داخل البئر ولم تجد لها أثراً،"وبعد مرور أسبوع من اختفائها دخل على والدها في منزله ثعبان كبير وعند محاولة الرجل قتله، إذا به يتكلم ويخبره بأنه جني من جبل حرفة وأن ابنته المختفية موجودة لديه وأنه تزوجها وأبدى استعداده لتقديم أي خدمات له". من جهته، أوضح المؤرخ الدكتور صالح أبوعراد، أن حَرْفة اسم لجبلٍ صخريٍ ضخم، يقع في بلاد بني عمرو في الجزء الشمالي من محافظة النماص، وتُحيط به أشجار الغابات. وذكر أن الجبل شهد أحداثاً تاريخية،"إذ ساد خلال الحروب الجاهلية بين القبائل، أن أهل المنطقة إذا أرادوا النصر على قبيلة تغزوهم فعليهم جر جيشها إلى الجبل". ولفت إلى أن هذا الجبل من المعالم السياحية التي تدور حولها الأساطير الشعبية المتوارثة غالباً من أجيال السابقة وتفيد أنه مسكون بالجن، مؤكداً أن هذه الأساطير ذات قصص عجيبة وما زال يتناقلها بعض أبناء المنطقة وزرعت الرهبة والخوف في قلوب البعض، موضحاً أن هناك من يظن أن الجبل مكاناً لتعلم الشعر من خلال الاتصال بالجن، إذ يؤكدون"أن من أراد أن يكون شاعراً فعليه النوم في هذا الجبل حتي تسكنه الجن".