تتواتر القصص والأساطير بين أهالي مركز بني عمرو بمحافظة النماص حول جبل (حرفة) الواقع في بلاد (ابن رافع)؛ حيث لعب الخيال دورا في نسج القصص التي تعتقد أن الجبل مسكن للجن. ومع توالي الروايات أصبح الجبل مادة للتخويف، ويروى أنه ما من أحد اقترب من هذا الجبل إلا وتوجس في نفسه خيفة، كما أنه ليس باستطاعة أحد من خارج القبيلة أن يقترب منه في الليل. ويروي المواطن مرضي العمري أحد الساكنين بجوار الجبل قصة حدثت له قبل أعوام، يقول: “في أحد الأيام عند عودتي إلى منزلي في وقت متأخر من الليل وجدت أربعة أشخاص من الجنسية التركية يجلسون على قارعة الطريق، فسألتهم عن أسباب وجودهم إلى هذا الوقت المتأخر من الليل في هذا المكان، فأجابوا بأن لهم ثلاثة رفقاء صعدوا إلى الجبل ولم يعودوا، فتوجهت معهم إلى الجبل للبحث عنهم، فوجدنا أحدهم ملتصقا بصخرة ولا يتكلم، ويده تنزف دما لمحاولته التخلص من هذه الصخرة، عندها قام أحدهم بقراءة آية الكرسي والمعوذات، فانفكت يده من الصخرة”. وأضاف أنهم قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية والدفاع المدني، حيث انتقلوا إلى الموقع، ووجدوهم عند سيارتهم، وأحدهم جالس لا يستطيع الحركة والكلام، وبينما هم يبحثون عن الثالث إذا به يأتي (على حد قوله) كالطائر ويرتطم بزجاج سيارتهم، فتم أخذهم إلى مقر الشرطة والدفاع المدني وتحرير محضر بما حدث لهم في الجبل. ويضيف العمري أنه عند سؤال الأتراك الثلاثة عما حدث لهم في الجبل أفادوا بأنهم شاهدوا أشياء غريبة لا يمكنهم وصفها، وانتابهم الخوف والرعب عندما كانوا يسمعون أصوات رفاقهم ينادونهم لكنهم لا يستطيعون الكلام. ويشير محمد بن رافع المشرف التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة النماص، الذي يسكن بجوار الجبل، إلى أن هناك قصصا كثيرة عن أحداث وقعت بين أفراد قريته والجن، ومن المعروف عند الذين يقطنون المنطقة أن الجن يسكنون داخل هذا الجبل، ويذكر ابن رافع أن قصة متداولة عن هذا الجبل تقول إن إحدى الفتيات اللائي لم يتزوجن كانت تستقي الماء على طرف إحدى الآبار، وإذا بخاتم يدور في الماء، وعند محاولتها الإمساك به اختطفها جني داخل الماء، وعند بحثهم عنها لم يجدوا لها أثرا داخل البئر، وبعد مرور أسبوع من اختفائها دخل ثعبان كبير على والدها في منزله، وعند محاولة الرجل قتل هذا الثعبان إذا به يتكلم ويخبره بأنه جني من جبل (حرفة)، وأنه قد تزوج ابنته المختفية، مبديا استعداده لأي خدمة يرغبها الأب من الجن. وأشار المواطن عبدالرحمن بن عون العمري إلى أن هذا الجبل عبارة عن صخرة صماء تحيط بها الغابات من جميع الاتجاهات، ويجاوره من الجهة الغربية الشمالية جبل أصغر منه يسمى (الثدي) وهو كذلك جبل صخري، كما يوجد في الجهة الشمالية باب حرفة منحوت في نفس الجبل.