هو علامة بارزة، ومشهد شامخ لكل من يمر بمركز بني عمر، شمال محافظة النماص، نسجت حوله كثير من القصص والأساطير، التي باتت حقيقة عند كثير من الناس؛ لكثرة تداولها، إنه جبل حرفة ذلك المعلم البارز الواقع في مركز بني عمر الذي يقع بالقرب منه قرية الحصباء، ساهم شكله المتفرد عن بقية الجبال المحيطة وارتفاعه ووعورته في إضفاء هذا الغموض، وبالتالي وجدت الأساطير حوله شيئا من الصدق في المجتمع، لا سيما في قديم الزمان، حيث أسهم تدني مستوى التعليم، أو انعدامه وانغلاق المجتمع على ذاته في نشر الإشاعات وتصديقها. وتدور مجمل الإشاعات والأساطير عن جبل حرفة في أن هذا الجبل مسكون بالجن! ولهذه السكنى والوجود في الجبل وعلى سفوحه من كلا الثقلين تدور عشرات الروايات والقصص، خصوصا لدى كبار السن منها سماع أهل القرية المجاورة للجبل قديما أصوات الطبول والدفوف تقرع من قبل الجن في الجبل، كما يزعمون في بعض الليالي وهم يمارسون ألوانا من الفنون الشعبية. وجبل حرفة كما يصفه أحد ابناء القرية عبارة عن صخرة صماء تحيط بها الغابات من جميع الاتجاهات، ويجاوره من الجهة الشمالية الغربية جبل أصغر منه حجما يسمى الثدي، لأنه على شكل ثدي، وهو كذلك جبل صخري، ويوجد في الجهة الشمالية باب حرفة، وهو معروف عند أهالي المنطقة بهذا الاسم، منحوت في نفس الجبل. وفي هذا الشأن يقول الدكتور صالح بن علي أبو عراد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد وأحد المهتمين بتراث وتاريخ المنطقة أن (حَرْفَة) اسم لجبل صخري ضخم يقع في بلاد بني عمرو في الجزء الشمالي لمحافظة النماص الواقعة شمال منطقة عسير، ولهذا الجبل شكل متميز، حيث تحيط به أشجار الغابات، وله شواهد تاريخية، فمن أيام الحروب الجاهلية بين القبائل يقال إن أهل المنطقة إذا أرادوا تحقيق النصر على قبيلة تغزوهم فعليهم أن يسحبوهم إلى هذا الجبل، ويضيف أبو عراد أن هذا الجبل معروف ويعد من المعالم السياحية التي تدور حوله أساطير شعبية، حيث لا تزال تنتشر قصصها العجيبة ورواياتها الغريبة بين بعض أبناء المنطقة وزوارها، تزعم تلك القصص أن الجبل يعد موطنا لسكن الجن، كما أن هناك من يظن أن من ينام في ذلك الجبل سيصبح شاعرا بتأثير الجن، واستمرت تلك الإشاعات حتى أصبح المكان مكانا يخوف به الناس. وفي الوقت الحاضر تمكن كثير من هواة المغامرة من ابناء المركز والمجاورون والزوار من صعود الجبل، وأثبتوا أن كل ما قيل عنه لا يعدو كونه إشاعات وأساطير لا أساس لها من الصحة. وتمنى أبناء مركز بني عمرو النظر في تطوير الجبل وما جاوره لاستثماره سياحيا، مع الحفاظ على طبيعته لكونه أحد المعالم البارزة في بلاد بني عمرو. ولصفات هذا الجبل الأشم وشهرته فقد تناوله عدد من الشعراء في قصائدهم، ومن هذه الأشعار ما قاله الشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني في إحدى قصائده حيث يقول: يا حرفه اللي تحد الوادي الشامي كودن خذتني على بيبانه إعظامي لكن ما امشي له إلا وأنت قدامي والنار ما تحرق إلا رجل واطيها ويقول آخر في قصيدة مطولة شملت عددا من الجبال والمعالم في المنطقة يا مرحباً ياللي تسلّي علومه من فرحتي بك هلّت العين دمعا أرتج منها شحر وطاحت عزومه وتصدّعت حرفه ثلاثين صدّعا ويرتج من الترحيب وادي تنومه وأرتج منها الضور من قبل منعا