لا يستطيع الزائر لمعرض نظمته الإدارة العامة للسجون على هامش ندوة"السجين والمجتمع"لأعمال نزلائها ، إلا أن يبدي إعجابه بما صنعته أيديهم التي تعترف بخطئها وتعلن التوبة عبر لوحات يمتزج فيها الندم برجاء أن يتقبلهم المجتمع بعد خروجهم من السجون. 250 متراً مربعاً، تزينت بلوحات وأعمال حرفية، كالأحذية والمحافظ والشموع ونماذج صغيرة للسفن الشراعية وعدد من المشغولات التي شاركت في ابتكارها سجينات. وأوضح المدير العام للعلاقات للشؤون العامة في الإدارة العامة للسجون العقيد سعيد الحربي ل"الحياة"، أن هذا المعرض هو نتاج ما تعلمه السجناء في ورش تدريبية فنية، فجَّرت الكثير من مواهبهم وصقلتها لتخرج هذه الأعمال الفنية. وأضاف أن المعرض نوع من التحفيز وتشجيع السجين على الإبداع وحب العمل، للانخراط في مجالات الحياة المختلفة بعد الخروج من السجن، كما أن سجناء عدة تدربوا على دورات فنية في الكهرباء والنجارة وغيرها، وأجادوا الكثير منها، وصارت سلاحاً يعتمدون عليه في كسب الرزق الحلال. ولم يكتف بعض السجناء بما صنعوه او رسموه، فكتب بعضهم رسائل إلى المجتمع يعبرون فيها عن ندمهم وتوبتهم، ومنها واحدة لسجين من السجن العام في"الباحة"أكد فيها أن دموعه لن تجف سريعاً. وأضاف:"لن أنسى ما حييت هذه اللحظات، لحظات اجتمع فيها السرور والحزن. أفرح للافراج عن زميلي وصاحبي واحزن لفراقه المرير، كم تسامرنا؟ وكم شجع احدنا الآخر على الصبر والعزم على البدء من جديد؟ كم تدارسنا كتاب الله في حلقات التحفيظ الموجودة هنا داخل السجن، وكم حرصنا سوياً على المشاركة في كل الانشطة الثقافية في السجن؟". فيما ذكر سجين آخر من سجون جدة في رسالته"صحيح اننا اخطأنا في حق انفسنا ومجتمعنا، لكننا والله نادمون والى الخير سائرون وعن الشر وطريق الظلال مبتعدون وكارهون، فليت مشاهدي لوحتي يعلمون... هنا في هذا السجن عرفت معنى الخير، وعلمت كم هو ألذ واعذب وما ينقصني سوى فرصة أخرى من مجتمعي". وتساءل سجين ثالث"هل سيقبلني مجتمعي ويبتسم لي كما فعل مع إبداعاتي؟ هذا هو السؤال الذي سيحتاج إلى إجابة تبعث الأمل وتشحذ الهمم؟"، وأضاف:"أود أن يتقبلنا مجتمعنا كما تقبل وتعاطف مع منتجاتنا".