توقف أكثر من مائتي ألف زائر خلال 72 ساعة منذ إشراقة شمس الجنادرية 27 أمام إبداعات نزلاء ونزيلات السجون، التي تناثرت بين جنبات معرض السجون السنوي بالجنادرية. وقد راهنت المديرية العامة للسجون من خلال المعرض على إيصال أصوات السجناء بطرق مبتكرة فمنهم من جعل الألوان تتخاطب مع المجتمع الذي انعزل عنه، فيما عبر آخر عن محبته لوطنه وقادته، وهو يقضي عقوبته خلف القضبان بلوحات فنية. وما بين 400 لوحة فنية تناثرت بين جنبات المعرض، وسجلت العشرات منها إعجاب الكثيرين من الزوار الذين حرصوا على قراءة ما تحويه رسائل السجناء للمجتمع، وما تتحدث عنه كل لوحة بلغة صامتة يجسد غالبية السجناء قصصهم المؤلمة وندمهم على ما اقترفوه. وقال مدير إدارة الشؤون العامة بالمديرية العامة للسجون رئيس فريق العمل بمعرض أعمال النزلاء والنزيلات بالجنادرية، العقيد أيوب بن حجاب بن نحيت “إن المديرية العامة للسجون هذا العام قدمت في معرضها أكثر من 400 عمل، تنوعت بين اللوحات الفنية والأعمال الحرفية والمشغولات النسائية والشعبية، كما شهد المعرض تواجد أربع جهات رسمية وأهلية، لها إسهاماتها في تدريب السجناء وتوظيفهم لديها في المعمل والمصانع التي أنشأوها داخل السجن، المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ومصنع الدقل للجلديات ومركز العلياء الحرفي، ونادي الإبداع ببريدة.” مبينا أن المديرية حاولت في هذا العام خلق نوع من التجديد في معرضها بالجنادرية، عبر تنويع معروضاتها وعرض أغلبها للبيع، كما استحدثت قسما خاصا بالنشاط الإعلامي، حيث قدمت عددا من المطبوعات شارك فيه السجناء والسجينات، وفيلما وثائقيا يعرض بعض اللقاءات من داخل السجن. وأضاف بن نحيت ” إن أعداد الزائرين للمعرض تتزايد كل عام لما يحمله من طابع خاص يكشف ما وراء أسوار السجون من إبداعات تحتاج إلى مثل هذه المناسبات لتظهر للملأ وترى النور، لأن هذه الإبداعات والمنتجات تعبر عن معاناة النزلاء والنزيلات وندمهم على فداحة الخطيئة التي ارتكبوها وكانت سبباً في دخولهم السجن، كما تشرح مدى الاستفادة التي تلقوها خلال وجودهم بالسجن، وذلك بانخراطهم في البرامج الإصلاحية والتأهيلية التي تقدم لهم بغية إصلاحهم والاستفادة من طاقاتهم، التي ما إن توجّه فسيكون هناك إنجاز ظاهر ينعكس إيجاباً على المجتمع بصفة عامة وعلى السجين وعائلته بصفة خاصة. مشددا على أن المديرية العامة للسجون هي إحدى قطاعات وزارة الداخلية الهامة التي يتمثل عملها في الجمع بين العمل الإنساني والأمني في آنٍ واحد، وتعمل على استقبال فئة من فئات هذا المجتمع الحبيب، حادت بهم الظروف وتكالبت عليهم صروف الأيام، وجعلت منهم خطراً على مجتمعهم لكثرة أخطائهم، وعند استقبال المديرية العامة للسجون لهذه الفئة فإنها تعمل معهم من نقطة البداية فتناقش حالتهم الاجتماعية والاقتصادية والأسرية التي لا بد أن تكون صاحبة السبب الأكبر في ولوجهم السجن لتعالجها وتقيمها من بعد عوج، ثم تجهزهم لتقبل ما نقص عليهم من تعليم وثقافة وتؤهلهم عبر برامج تأهيلية وإصلاحية لتجعل منهم فئة مهنية ذات كفاءة قادرة على خدمة مجتمعها بكل جدارة وإتقان. جانب من توافد الزوار على المعرض (الشرق) العقيد أيوب بن نحيت