بمناسبة أسبوع النزيل الخليجي الموحد (3) قامت الجزيرة بزيارة لإصلاحية الحائر برفقة ضباط سجون دول مجلس التعاون الخليجي حيث رافقتهم في جولة داخل عنابر السجناء وأماكن التأهيل، والتقينا بمدير عام إصلاحية الحائر العقيد سلمان بن عبد العزيز العواد والذي تحدث إلينا قائلاً: أولاً: أرحب بكم وأقدر لكم هذا الاهتمام من صحيفة الجزيرة وبما تقوم به من جهد لإبراز هذا الاسبوع وإلقاء الضوء على الخدمات المقدمة للنزلاء وأريد أن أقول: إن السجون تحظى باهتمام خاص من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية حيث يؤكد علينا بأن نهتم بهذا الانسان الذي زلت به الأقدام أن يكون سجيناً.. وأن يعطى من الاهتمام والعناية به تعليماً وتأهيلاً نفسياً حتى يعود إلى أسرته سليماً بعيداً عن الجريمة كما أن للمتابعة المستمرة من قبل مدير عام السجون اللواء ابراهيم الحمزي بتكثيف البرامج والأنشطة داخل الإصلاحيات جعل من الإصلاحيات خلية عمل وتعليم مؤكداً بأن الهدف من هذا الاسبوع هو إشعار المجتمع بأن هذا الانسان غلط، ولكن يبقى إنسانا، وينبغي ألا يرفضه المجتمع أو الأسرة أبداً، كما أن هذا الاسبوع هو لتعريف الناس بما يدور ويعمل للنزلاء داخل السجن، .. وعلينا أن نغير النظرة عند المجتمع بأن هذا الانسان هو ابن لهذا المجتمع، وهذا الوطن، وعلينا أن نحتضن هذا السجين بعد خروجه وأن يخرج من هذه الإصلاحية وهو مسلح بشهادة تأهيلية تؤهله أن يعمل وأن يعيش مع أسرته. أريد أن أقول: إن النزيل في هذه الاصلاحية يتمتع بالحرية ويعيش في بيئة إصلاحية لا عقابية وشريعتنا تكفل حرية الإنسان واحترام حقوقه. وأوضح العواد بأن هناك شريحة كبيرة من المجتمع يعرفون أن السجين خلف القضبان ولا يعرفون ماذا يقدم له من إصلاح وعلاج وتأهيل حتى يعود للمجتمع سليماً معافى والظروف المحيطة بالسجين مشيراً إلى أن هناك برامج إصلاحية ذات مستوى عال تعليمية وتأهيلية.. وبرامج تدريب على الحاسب الآلي والسباكة والكهرباء ونظم المعلومات والإلكترونيات بحيث يحصل السجين على شهادة من المعاهد المهنية دون أن يكتب فيها أي عبارة تتعلق بالسجن أو القضية.. كما أبان بأن هناك رعاية صحية متكاملة داخل السجن وتحويل الحالات التي تحتاج إلى علاج جراحي إلى المستشفيات المتخصصة، وهناك رعاية نفسية واجتماعية يتولاها اخصائيون اجتماعيون.. وهناك برامج نظام بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وتوعية الجاليات. وأشار إلى أن السجين لا يعاني من السجن ولكن يعاني من نظرة المجتمع خاصة بعد خروجه.. ولكننا بالتعاون مع عدة جهات تعمل على إزالة هذه النظرة.. سواء من أفراد المجتمع أو ذويه.. لأنهم يعتبرون ما ارتكبه السجين وصمة، وهذه يجب أن تعالج لأن الانسان مبتلى، وإذا ابتلي الإنسان علينا أن نعينه وقد يندم الإنسان على ما فعله ويعود إلى رشده. ويحتاج السجين هذا أن يفهم إلى أنه إنسان زلت به القدم وحكم عليه.. وندم ويتطلب منه العودة إلى أهله وذويه ومجتمعه بعزيمة ولكن علينا أن نتعاون معه بعد خروجه وألا نجعله يعود إلى ما كان عيله.. وهذا شيء مهم أن نضع البرامج والخطط والتوعية مثل إقامة مثل هذه الاسابيع. وحول سؤال هل تعانون من أي مشاكل بين السجين وأسرته؟ أجاب العواد: مجتمعنا مجتمع مترابط وإسلامي وله عادات ونحن لا نعاني من هذه المشكلة.. صحيح هناك بعض الحالات تحصل فيها قطيعة بين السجين وأسرته ولكننا نعمل على إصلاحها من خلال الزيارات الخاصة ومن خلال الباحثين الاجتماعيين بالتواصل مع ذوي السجين وعمل زيارة خاصة له.. كما أن هناك اتصالا يتم بالهاتف بين السجين وأسرته لتقريب التواصل، وقد نجحنا في إعادة بعض الحالات من القطيعة بين النزيل وأسرته إلى حالاتها الطبيعية. وقال: إن نظام التوقيف قد أعطى الاحقية للسجين التواصل مع أهله وأقاربه، وهناك الإجازات التي تعطى للسجين لزيارة أقاربه خاصة المثاليين أو الملتحقين ببرامج الاصلاحية مثل خروج السجين (للعزاء) أو زواج أقاربه أو المرضى من والديه. فالعزاء يسمح له (72 ساعة والزواج 48 ساعة وخارج المدينة التي فيها سجنه 72 ساعة).. وهذه ميزة لن تجده في سجن من السجون العالمية.. وهناك زيارات للبيت العائلي لمن أمضوا ثلاثة شهور في السجن وهي زيارة شهرياً لمن لديه زوجة واحدة ولمن لديهم أكثر من زوجة عدة زيارات وهذه منطلقات يتم مراعاتها في سجوننا.. وهذه أمور تساعد على أن يكون هناك تواصل بين السجين وأسرته.. كما أن هناك زيارات للسجين وأسرته يتم ترتيبها داخل الإصلاحية. وحول سؤال عن أثر برامج التدريب على نفسية السجين بين العقيد العواد قائلاً: بدون شك أي نشاط سواء اجتماعيا رياضيا تعليميا يخفف من الضغوط على نفسية النزيل، وهناك فرق بين السجين الملتحق بالبرامج والسجين غير الملتحق بالبرامج حيث نجد تحسنا في الأخلاقيات والسلوك والنفسيات. هل هناك أشخاص يرفضون استلام ذويهم بعد نهاية محكومياتهم؟ - تحصل.. ولكن حالات نادرة.. وخاصة حالات عقوق الوالدين.. ولكننا نعمل على تقريب وجهات النظر بين السجين وأسرته ويتم معالجتها عن طريق مكتب الإرشاد والتوجيه داخل الإصلاحية. عن أغلب القضايا التي لا زالت تشكل نسبة كبيرة للدخول للسجن..؟ - قال أغلب الموقوفين لدينا هم من أصحاب المخدرات والسرقات.. ولا نريد أن نقول بعض القضايا خفت عن السابق لا زالت القضايا متنوعة، والمؤشر يشير إلى انخفاض بعض القضايا بسبب الوعي خاصة قضايا الشيكات بدون رصيد. وحول إسقاط السوابق عن بعض القضايا وعدم عودتهم إلى السجون مرة أخرى ؟ قال لا شك: إن هذه المشكلة أو المعضلة قد حلت إشكالاً كبيراً للمفرج عنهم للبحث عن عمل وهي تشكل ما نسبته 90% وهذه جهود تبنتها وزارة الداخلية لتخفيف معاناة السجناء بعد الإفراج عنهم خاصة لمن ثبت سلوكهم وحصلوا على مؤهلات وليس لهم قضايا جنائية كبيرة.. وقد ساعدت كثيرا لأن أكثرهم في السابق عندنا يحصل على وظيفة يجد أمامه العقبة السابقة المسجلة عليه، ولكن حالياً إسقاط السابقة وفق النظام والضوابط التي منحت ساعدت المفرج عنهم للحصول على الوظيفة والاستقرار النفسي والعائلي.. وخاصة لمن يشملهم العفو الملكي كل عام.. وحول معايير العفو الملكي للسجناء وضوابط الإفراج؟ - العفو كل سنة له ضوابط وشروط معينة يتم تطبيقها على السجناء.. ويرعى فيها المحكوميات والسوابق والقضية وهي في الغالب في صالح النزيل.. وبحيث لا يشكل خروج السجين ضررا على المجتمع مثل القضايا الكبيرة وأصحاب السوابق المتكررة، هناك لجان تعمل على الإفراج وحصر الأشخاص المستفيدين من العفو من الإمارة والسجون والشرطة ومندوب من مكافحة المخدرات للنظر في قضايا المفرج عنهم.. وليس هناك محاباة لأي سجين أو تدخل فيها الواسطة حتى أصحاب الديون لهم ضوابط وتعليمات لا يمكن التسديد عنهم إلا وفق هذه الضوابط ولا تدخل في العفو. كم يشكل النزلاء الأجانب من السعوديين داخل الإصلاحية؟ - في الواقع بأن هناك ما بين 40 إلى 50% من نزلاء الإصلاحية في الحائر أجانب، وقضاياهم مختلفة ومتنوعة.. ونحن في الإصلاحية وفي برامجنا نقدم لهم الخدمة التأهيلية والعلاجية والتعليمية طيلة محكوميته، كما أن أغلب السفارات التي لهم رعايا داخل السجن دائماً نجد منهم التعاون فيما يطلب منهم لترحيل رعاياهم بعد انقضاء السجن وحتى متابعة قضاياهم والأجنبي الذي تحصل عليه مشكلة جنائية يبعد عن البلاد ما عدا الحوادث والدية لا يرحلون، وهناك حالياً دراسة لشروط الإبعاد عن البلد للموقوفين في القضايا والمحكومين. هل تعانون من دخول الممنوعات للسجناء؟ - سجوننا مثلها مثل السجون في العالم لا تخلو من أي مشاكل خاصة محاولة تهريب الممنوعات نحن نعاني، ولكننا لها بالمرصاد من خلال أجهزة حديثة للكشف عن الممنوعات والتفتيش الذاتي للرجال والنساء ولدينا عدة طرق. وحول مدى تطبيق الأسورة الإلكترونية على السجناء؟ - قال هذه فكرة جيدة وناجحة ولم تطبق لدينا في سجن الحائر ولكنها على وشك وفائدتها هي تخفيف الضغط على السجون مثل الإقامة الجبرية بحيث يحدد له مساحة معينة للتحرك فيها لا يتجاوزها وسيتم تطبيقه على أصحاب القضايا البسيطة في البداية.. ومن ثم تدرس الإيجابيات والسلبيات. ماذا عن الانتقال إلى السجن الحديث؟ - السجن الجديد الذي تم تنفيذه في الحائر هو بمواصفات عالمية وفيه تقنية عالية الجودة، بحيث يكون السجين مرتاحا في إقامته أو ممارسة نشاطاته اليومية، وسيتم الانتقال له ونقل السجناء بعد شهرين وهو كاف لاستيعاب القضايا وفرز قضايا السجناء كل على حدة.. وسوف نستفيد من الإصلاحية القديمة في مجالات عدة. هل هناك حالات وبائية ظهرت بين السجناء؟ - نفى العواد أن يكن هناك حالات وبائية بين السجناء لأن هناك رقابة صحية ومتابعة للحالات التي تحتاج للعلاج. ماذا عن إنشاء مصانع حديثة داخل الإصلاحية الجديدة؟ - الإصلاحية الجديدة مدينة متكاملة فيها مجالات كبيرة لإنشاء مصانع وورش تدريب متكاملة.. وقريباً نوقع اتفاقيات مع عدد من الجهات للتدريب وإنشاء مصانع داخل السجن. البرامج المهنية توجهنا إلى داخل الورش وغرف التدريب والتقينا المقدم شار بن عبدالغني الشهري مسؤول البرامج المهنية داخل الإصلاحية فقال لدينا عدة برامج مهنية مثل النجارة والإلكترونيات ميكانيكا.. تكييف، تبريد، والكهرباء والحاسب الآلي وإصلاحها مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية في هذه البرامج ما يقارب من 550 متدربا يوميا.. وقد تصل معظم الدورات إلى ستة وثلاثة شهور تطبيق ميداني.. وبعض الدورات تصل إلى سنتين. ضباط سجون دول المجلس من جانب آخر عبر ضباط دول مجلس التعاون الخليجي المشاركون في أسبوع النزيل عن سرورهم وإعجابهم بما شاهدوه وما سمعوه من المسؤولين عن رعاية السجناء في المملكة. وقالوا: إن ما شهدناه خلال جولتنا في سجن الحائر الجديد شيء مذهل وفريد وسنعمل على الاستفادة من البرامج التأهيلية والإصلاحية وما رأيناه شيء يثلج الصدر وجدنا برامج متميزة ووجدنا عزيمة ورغبة عند هؤلاء النزلاء في التعلم شيء جميل أن نستفيد من تجارب بعضنا البعض. النزلاء يتحدثون لنا وأثناء تجولنا في عنابر السجناء وأماكن نشاطاتهم تحدثنا معهم وسألناهم عن قضاياهم فوجدنا أن معظم قضاياهم سرقات ومخدرات غالبيتهم سرقة سيارات والمحلات التجارية وسطو على المنازل، ولكن الشيء المفرح بأن معظم هؤلاء الشباب نادمون على ما فعلوه... وهم يمارسون يومهم في برامج تدريبية في شتى المجالات المهنية والفنية على أيدي مدربين من قبل المؤسسة العامة للتدريب المهني. وجدنا فصول التعليم والتدريب مجهزة بأحدث المعدات وقال هؤلاء السجناء إذا كان هناك من نصيحة فإننا نقول للشباب ابتعدوا عن رفقاء السوء وانتبهوا لأنفسكم نحن تورطنا وضيعنا مستقبلنا ولكننا عازمون على إصلاح مافاتنا من حياتنا من خلال ما وفرته الدولة لنا من التعليم والتدريب وسنعود أعضاء نافعين لأنفسنا ووطننا ولأسرنا. معلومات عن إصلاحية الحائر الجديدة )) الرائد ثامر بن محمد العنزي.. مدير الشعبة الهندسية بالإدارة العامة لمصلحة السجون تحدث عن إصلاحية الحائر وما تحتويه من مميزات والطاقة الاستيعابية لهذه الإصلاحية الجديدة فقال إصلاحية الحائر مسطح البناء 189 ألف متر مربع مساحة الأرض الإجمالية مليون و500 ألف متر.. تكلفة المشروع مليار و300 مليون ريال.. يتكون المشروع من وحدات سجنية، مبان خاصة لكبار الشخصيات ومباني خدمات للتدريب المهني ومبان خاصة للخدمات والاستقبال والمطابخ والمختبر والمرافق الخاصة بالتدريب ومركز الدفاع المدني ومحطات للتحلية ومهابط للطائرات العمودية، ومواقع للخدمات الصحية والصرف الصحي ومعالجة المياه ومحطات الوقود. وحول الطاقة الاستيعابية قال: إن الطاقة الاستيعابية ما يقارب 7270 نزيلا وممكن رفع الطاقة الاستيعابية إلى 2400 نزيل بحيث يكون مجموع الطاقة الاستيعابية لهذا المشروع حوالي 9900 نزيل وهذا سوف يحقق راحة تامة للنزلاء.. وسيتم تصنيف كل وحدة سجنية على حدة. ومن مميزات السجن أنك تستطيع أن تصنف القضايا والفئة العمرية. وحول سؤال هل سيكون هذا المشروع فيه سجن نساء قال نعم سيكون هناك وحدات لهن وسيكون هناك أقسام يحتوي على الخدمات الترفيهية والتعليمية مشيراً إلى أن هناك في الموقع 4 ورش كبيرة جداً ضمن المشروع سوف يتولى تشغيلها معهد التدريب المهني وطاقتها 1250 متدربا يومياً، كما أن هناك منطقة الحظائر والأنعام والدواجن ونهدف منها تربية هذه الدواجن وتحويلها إلى تغذية للسجناء من خلال الإنتاج ومن ثم الطبخ. وحول المميزات التي توجد في هذا السجن وليست موجودة في بعض السجون أوضح الرائد العنزي بأن تصميم هذا السجن راعى الاستندر العالمي وخاصة الأمريكي، وإدخال التكنولوجيا الحديثة المتطورة من الناحية الأمنية والاجتماعية والصحية وسوف تخفف القوة المشغلة للسجن خاصة الطاقة البشرية الأمنية بحيث يستطيع عدد قليل القيام بالعمل من خلال التحكم والاعتماد على التكنولوجيا. كما أن هناك الخدمة الصحية من خلال مستوصف خاص للرجال والنساء وغرف عمليات وعيادات تخصصية وغرف إشاعات وغرف تنويم والحالات الحرجة مثل ما قلت موجود مهبط لطائرات الإخلاء الطبي لنقل أي مسجون للعلاج في أحد المستشفيات، كما أن هناك غرفا للخلوة الشرعية وجعل الزيارات والتخاطب مع النزيل من خلال هاتف وزجاج عازل للكشف بين السجين وأسرته.