اتجهت السعودية إلى بث ثقافة الأمن الفكري في المدارس عبر تنظيم أسبوع للتوعية بخطر الفئة الضالة، في خطوة يصفها المراقبون بالأهم، بعد تعالي أصوات تطالب بالاتجاه إلى الأساس أو الجذور، التي هي النواة الأولى لتكوين المجتمع. أسبوع التوعية الذي انطلق صباح أمس في مدارس الرياض كافة التي يقدر عددها ب1677 مدرسة، يراهن المراقبون على أنه أكثر فاعلية من البرامج التوعوية الأخرى لتوجهه إلى أكثر الأماكن التي يستقي المجتمع منها توجهاته ويؤمن بما يتلقى منها، سعياً إلى شبان لا يعرفون التطرف. ويرى التربوي تركي الدوسري أن"دول العالم المتقدمة تسعى إلى تسويق التوعية في المجتمع عبر المدرسة، ومن هنا يمكنا أن نقنع المجتمع بأفكارنا التي تسعى إلى بناء ثقافة حب الوطن والحفاظ على أمنه". ويرى أن نتائج هذه الخطوة ستتضح على المديين البعيد والقريب"لا ننكر أن هناك مَنْ سوق الفكر الضال، مستغلاً المدرسة، ولذلك نحن في حاجة إلى وقفة صادقة تكون مثل حائط صد للأفكار الهدامة وتعزيز حب الوطن وتكريس مفهوم أمنه، وضرورة سلامته من الدخلاء". وأشارت الكاتبة قبول الهاجري إلى أن المرأة بحكم تكوينها الفيزيولوجي ترتبط أكثر بالرجل، سواء كان زوجاً أم أخاً أم ابناً وحتى والداً، وبدقة ملاحظتها تستطيع أن تلمح أي تغيير من الممكن أن يطرأ على الرجل، في تصرفاته اليومية ومدى تأثره بأي عوامل خارجية". وأضافت أن"المرأة وإن ابتعدت عن ساحة الأحداث الإرهابية، لا تستطيع أن تخلي مسؤوليتها من حماية هذا البلد بكل مقتنياته، فلها دور في التوعية الفكرية وشرح مفهوم الإرهاب وأثره في المجتمعات". وكان أكثر من 200 مدير مدرسة يتقدمهم المدير العام للتربية والتعليم في مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز الدبيان جددوا عبر لوحة قماش حملت تواقيعهم رفضهم للإرهاب، مؤكدين أهمية تعزيز التلاحم بين المؤسسات التعليمية. وأشار الدبيان، إلى أن الأسبوع الأمني لمدارس منطقة الرياض يأتي عقب الإنجاز الأمني الذي أعلنته وزارة الداخلية أخيراً، والذي وجهت من خلاله ضربة موجعة للفكر الضال وأهله ممن يحاولون النيل من أمن البلد واستقراره. وشدد محافظ الدرعية الأمير المهندس أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن، على أهمية القضاء على الإرهاب وقطع جذوره، مشيراً إلى أن الإرهاب التكفيري أخطر أنواع الفساد التي تجب محاربتها. وأوضح خلال افتتاحه الأسبوع الأمني لمدارس منطقة الرياض في مجمع الملك سعود التعليمي أمس، أن الإرهاب خطر يوازي نشر المخدرات والرذيلة التي تتطلب محاربتها والقضاء عليها، داعياً الجميع إلى التكاتف والتعاضد في قطع جذور الإرهاب بأجناسه كافة. وتسعى مدارس مدينة الرياض من خلال الأسبوع الأمني إلى استقطاب عدد من المحاضرين التربويين والأمنيين لتوعية 50 ألف طالب وأولياء أمورهم بخطر الإرهاب عبر برامج تنفذ طوال الأسبوع الجاري داخل هذه المؤسسات التعليمية.