أكدت سعوديات أن الأمن مطلب ضروري وحيوي للتنمية والاستقرار فلا تنمية بلا أمن، حيث إن نمو المجتمع وتقدمه وتطوره في مختلف مجالات وشؤون الحياة مرتبط بشكل لصيق بتوافر عناصر الأمن، وغياب الأمن يؤدي إلى الفوضى وتعطيل مشاريع التنمية في البلاد. وأشرن خلال حديثهن ل "اليوم" عن أثر الإرهاب على التنمية أن يكون للإعلام دور مهني وفعل من خلال التقليل من جرعات المشاهد الدموية ومشاهد العنف والدمار والقتل، مع الأخذ بعين الاعتبار الدراسة المسبقة لتأثير نشرها على الرأي العام، من أجل تفويت الفرصة على الإرهابيين للاستئثار بالإضاءة الإعلامية التي يسعون إليها وضرورة أن يكون التركيز على المسألة العلاجية للظاهرة الإرهابية لا على تغطية الحدث الإرهابي، وضرورة تقديم رؤى تساعد القارئ أو المشاهد على تكوين رأي وطني بحيث يتحول إلى موقف ومن ثم إلى سلوك ايجابي. ولفتن إلى ضرورة أن توجد المرأة توازنا بين مهمتها الأساسية كأم ومهامها الثانوية في سوق العمل, مؤكدات أن ظاهرة الإرهاب تفاقمت بعد أن اضمحل دور الأم في المنزل وارتفع مؤشرها في سوق العمل. يهدد مفاهيم المجتمع في البداية تؤكد مها باوزير مستشار تدريبي وتعليمي أن الإرهاب يؤثر على المجتمعات وبالأخص المجتمع الإسلامي بالنسبة لنا لأنه يهدد جميع مفاهيم وتعاليم الدين الإسلامي للأمن والرحمة والثقة بين الأفراد وكل تلك المفاهيم تنعكس سلبا على التنمية في البلاد إن فقدت. وفيما يتعلق بدور مؤسسات المجتمع كافة تقول باوزير: إن دورها جدا مهم في مكافحة الإرهاب إذا استغل بشكل صحيح. فالمؤسسات الإعلامية تقوم بالتوعية والبرامج المحاربة لهذا الفكر، والمدرسة بإعادة النظر في الكثير من المناهج الدراسية والأساليب التربوية بعقلية انفتاحية جديدة وإضافة مناهج جديدة حول الوقاية من الجريمة والانحراف توضح كيف يمكن للشباب تحصين أنفسهم من الجريمة ومعرفة السبل الناجحة للابتعاد عن مهاوي الرذيلة والانحراف كمنهج بناء الشخصية الذي عزز الكثير من المفاهيم الصحيحة لدى الأطفال وبث روح الرحمة بين الطلاب وتفعيل برامج خدمة المجتمع. وعن دور المرأة تؤكد أن المرأة هي الأساس والمنطلق الأول لمحاربة هذا الفكر الضال وهمزة الوصل بين النشء والمجتمع، فالنشء يقتدي بخلق الأم وطريقة تعايشها مع المجتمع ويستقي تعاليمه الأولى منها. الأمن مطلب ضروري من جانبها تقول نجاة عقاب مستشار اسري : إن الإرهاب يمثل أكبر خطر وتهديد على مشاريع التنمية والاستقرار في أي بلد من البلدان، حيث إن الإرهاب يعتبر المهدد الأول للأمن، الذي هو أساس التنمية والاستقرار والطمأنينة في أي بلد ، وعندما يسود الأمن في البلاد فإن الناس يتفرغون إلى معاشهم وأعمالهم. أما إذا انعدم الأمن بسبب يد الإرهاب العابثة فإن تحقيق الاستقرار للفرد والمجتمع على حد سواء يعتبر مطلبا مستحيلا وصعب المنال، مؤكدة أن الأمن مطلب ضروري وحيوي للتنمية والاستقرار فلا تنمية بلا أمن، حيث إن نمو المجتمع وتقدمه وتطوره في مختلف مجالات وشؤون الحياة مرتبط بشكل لصيق بتوافر عناصر الأمن، وغياب الأمن يؤدي إلى الفوضى وتعطيل مشاريع التنمية في البلاد. وفيما يتعلق بدور المرأة في تعزيز مفهوم الهوية الوطنية ومواجهة الإرهاب تؤكد عقاب أن دور المرأة دور تكاملي وتشاركي مع الرجال، وقد يكون مؤسسيا يؤسس فكرة السلام والأمن الفكري لأنها مربية الأجيال والمهد الأول للنشء وتوجيه فكر الأجيال. عاطفة الأمومة ودورها نحو ملاحظة تصرف غريب من قبل أحد أبناء الأسرة خاصة أننا نعلم بأن طبيعة المرأة هنا تتيح لها الاطلاع الكامل على أدق تفاصيل خصوصيات الزوج والابن والأب بدرجة أقرب من غيرها لذلك تكون لديها أسرار كثيرة ومتابعة دقيقة ومعرفة خفايا متعددة عن مسؤوليات وسلوكيات وتوجهات وتصرفات وتحركات جميع أفراد الأسرة, مشيرة إلى أن هذا الدور يمكن المرأة من علاج وحل المشكلة قبل تفاقمها, و تنفي عقاب ما يقال حول تقليل المجتمع دور المرأة في مواجهة الإرهاب، قائلة: إن حكومتنا الرشيدة تعول على المرأة الكثير في خدمة أمن البلاد ومواجهة فتنة الإرهاب وغيرها من الفتن وما نراه من تمكين للمرأة في مجال العمل والأسرة هو خير شاهد على دعم المجتمع والحكومة لنا. الإسلام دين التعايش من جانبها تؤكد الأستاذ المشارك ومسؤولة وحدة الدعم الطلابي في كلية التربية والآداب بجامعة الطائف الدكتورة نجاة عبد المقصود أن الإرهاب إعاقة للتنمية بكافة أصعدتها الاجتماعية والاقتصادية, الإرهاب تحويل الفرد من مفكر وقائد فكري وفرد ساع للإصلاح في الأرض إلى شخص تابع ومنصاع خلف ثلة لا يعرف ماهية أهدافها الحقيقية توصل الى الدين بمنظور خاطئ بعيدا عن حقيقة الإسلام كونه دين التسامح والتعايش مع الآخرين, منوها إلى مكافحة الإرهاب تبدأ من مكافحة كل مظاهره وإيجاد قدوة صالحة ذات وسطية في تفكيرها توصل حقيقة الدين الإسلامي وبالأخص في حرمة النفس لدى الدين الإسلامي ومحاربة المعتدين عليها ومحاجة أصحاب الفكر الضال. وترى عبدالمقصود أن مؤسسات المجتمع المدني لها دور كبير في مواجهة الإرهاب لان كل مؤسسة وبالأخص التي تعمل في مجال التنمية البشرية وخدمة المجتمع لابد أن يكون بها سياسة واضحة لمكافحة الإرهاب ولديها برامج تخدم هذه السياسة تشرف عليها جهات تعليمية ودينية وأمنية كي تقدم الدور المنوط بها. وتوضح عبدالمقصود عن الإعلام أنه سلاح ذو حدين من الممكن أن نراه عنصرا مكافحا ومحاربا للإرهاب وهذا نشاهده في قنوات التلفزيون والإذاعة والصحف المعتدلة التي تنشر المحتوى الهادف الذي يساهم في دعم السياسات الأمنية في مكافحة الإرهاب, وأيضا من الممكن أن نراه عنصرا مدمرا ومثيرا للفتن وباعثا للطائفية والمفاهيم الخاطئة ورسم صورة الإرهابي من أي طائفة بصورة البطل الذي قتل من أجل نيل أهداف سامية، وذلك التوجه يجذب صغار السن ويغذي أفكارهم بأفكار هدامة، وذلك النوع من الإعلام يجب محاربته بالمنع من البث أو النشر وحجبه إن كان الكترونيا، بالإضافة إلى محاربته بالإعلام المعتدل. قصور التربية من جانبها ذكرت المواطنة شريفة الغامدي ان أهم ما يزعزع أمن المجتمعات ويبث في الآمنين معنى الخوف والفزع وإثارة الذعر وإلحاق الرعب هو فعل الارهاب بشتى انواعه. وعن أهم أسباب الارهاب وخروج بعض أفراد المجتمع عن التفكير السليم وبناء مجتمعهم فيرجع لقصور في التربية والاهمال أي الانحراف, ويكون الشرارة الأولى التي ينحرف منها الفرد عن المسار الصحيح، ويجعل الفرد عرضة للانحراف الفكري ومناخًا ملائمًا لبث السموم الفكرية لتحقيق أهداف إرهابية من فئات ضلت طريق الصواب والهداية, ولتبرير ما يحدثونه من فوضى وزعزعة للأمن , شرعوا هذه التصرفات والافكار , لكن الإسلام براء منهم ومن تصرفاتهم التي لا تمت للدين بصلة، وانما استعمال العنف بشكل غير شرعي لإحداث جو من الذعر وعدم الأمن وهو فعلا لا دين له. وأردفت الغامدي: وفي النهاية نخلص إلى قناعة مفادها أن الارهاب جريمة كبرى ترتكب في حق الأبرياء والانسانية جمعاء، ومن واجب الدول والشعوب وكل من شاهد أو أحس بتصرف غير اعتيادي أن يبلغ الجهات الأمنية لمكافحة ومحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على الشعوب الإسلامية التي لا نريدها ان تتفشى في شعوب العالم على حد سواء. تثقيف الشباب من جانب آخر أفادت فاطمة سعيد بأن أهم طرق معالجة الارهاب تثقيف الشباب حول مفهوم الدين الإسلامي الصحيح الذي يحث على السلام والتعايش ونبذ العنف والطائفية بشتى انواعها وتوعية الشباب خصوصا عن أساليب البحث عن المعلومة الدينية والحصول عليها من مصادرها، وهي: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وليس أخذ المعلومة الدينية من أي شخص كان أو موقع غير موثوق فيه. وعن الاثار المترتبة على الارهاب في تنمية المجتمع أوضحت بقولها: هو بلا شك يزرع التفكك وعدم الشعور بالأمن في المجتمع, حيث تنتشر فيه ظاهرة منبوذة وغريبة على مجتمعنا, لذلك دورنا جميعا وليس فقط رجال الامن ان نقف صفا واحدا للحد من هذه الظاهرة ومحاربتها كل حسب استطاعته. وأضافت : " الواجب هنا علينا ايضا ان نتصدى لهذه الظاهرة وهذا الفكر بالتعليم والتربية والدعوة، والعناية بالتوازن في البيان والبناء، والعناية بالنشء وفق سنن الهدى, التي تجمع بين تعظيم الحق، والرحمة بالخلق، والعناية بالنفس، والبذل للآخرين، والانقياد للنصوص والوقوف عند حدودها، بعيداً عن الغلو والإفراط أو التساهل والتفريط. وعن أهم المسببات الاجتماعية تشير الى معاناة الشباب من الفراغ بأبعاده المختلفة: الروحي، والفكري، والزمني، هذا الفراغ الممتد بدرجات متفاوتة في حياة الشباب ،حيث يوجد لديهم القابلية لسائر المؤثرات، سواء المتجهة إلى التفريط والانحلال، أو إلى الإفراط والغلو والعنف، وهذا الفراغ بآثاره السيئة تؤكد الحاجة إلى توفير المحاضن التربوية, من أندية طلابية، ومراكز علمية وثقافية ونحوها، لتشغل وقت فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع، من خلال برامج متكاملة، تنمي العقول، وتزكي النفوس، وترتقي بالاستعدادات والمواهب، وتسهم في غرس القيم الفاضلة، بالتطوع وبذل الجهد في بناء مجتمعهم والاتقاء به وتروح عن النفوس، في ظل عناية تامة بالإشراف والمتابعة. حقوق الإنسان وعن أهم الطرق لمعالجة الارهاب تقول المحامية افنان الدخيل : عدم معرفة الفرد بواجباته تجاه وطنه الذي منحه الامن والرعاية قد يتجه الى اتجاهين: إما الإلحاد ويحمل ذلك على الدين، أو الإرهاب ويحمل ذلك على الوطن، فإذا سار على نهج الإرهاب تولد لدينا مشكلة يجب معالجتها وتنتج عن طريق الزام وتقنين لكل شخص حقه دينيا واجتماعيا وانصافه ومنحه شعور حريته واحترامه والاخذ بحقوقه، ومنع دخول كل دخيل يحرض على زعزعة أمن الوطن وهذا ما جاء به نظام جرائم الارهاب وتمويله السعودي. فقد سن جميع الجرائم الإرهابية الموجبة للتوقيف, فإذا تم اجراء مثل هذه الطرق وحل جريمة الارهاب من العمق واجتثاثها نصبح اكثر أمنا وأقل عرضة للإرهاب. واستطردت الدخيل بأن المجتمع يتأثر بذلك نفسيا اولا ويدمر حضارته وأمنه ثانيا، لكن مع معالجته بالطرق السابقة الذكر سنكون اكثر وعيا واكثر إيجابية لتنمية المجتمع والتعلق بالوطن والسعي لمصلحته النابعة من مواطن يسعى لأمن وخير وطنه وبنائه. الإرهاب الأسود خلال استهداف إدارة المرور مصاب من أحد تفجيرات الإرهاب الأخيرة