تسبب انكسار في"وصلة أنبوب ماء"، في انقطاع الماء عن حي التعاون الشرقي شمال الرياض منذ 15 يوماً. وأكد سكان في الحي ل"الحياة"، أن المشكلة لم تحل حتى الآن، على رغم اتصالاتهم المتكررة ب"طوارئ مياه الرياض"، ما جعلهم ضحايا لجشع بعض ملاك صهاريج الماء. وذكر المواطن نواف ناصر، أنه يسكن في منزلٍ تقطنه أربع عائلات،"وتسبب انقطاع الماء في حرج شديد لنا، وأصبحنا ضحية لجشع ملاك صهاريج الماء، الذين يتقاضون 150 ريالاً في مقابل تعبئة الخزان لمرة واحدة". وحول تجاوب مصلحة مياه الرياض مع شكاواهم، قال نواف:"اتصلت بمصلحة المياه مرات عدة، وبعدما يسجل الموظف بياناتي ورقم العداد يبلغني أنه سيحيل مشكلتي إلى قسم الصيانة"، لافتاً إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي حضرت فرقة من الصيانة إلى منزله، ووضعت ورقة على العداد كتُب فيها أن سبب المشكلة وجود كسر في أحد الأنابيب الذي يزود الحي بالماء. ولاحظت"الحياة"، توافد مواطنين من سكان"التعاون"وأحياء مجاورة له على موقع تنتشر فيه صهاريج بيع المياه حول"محطة توزيع المياه"على الدائري الشرقي، إذ يبلغ ثمن حمولة صهريج الماء"الكبير"180 ريالاً، و"المتوسط"120 ريالاً. وقال مواطن يدعى خالد - كان يفاصل أحد سائقي الصهاريج لتزويده بالماء بمبلغ معقول -:"جئت إلى هنا ثلاث مرات في الأسبوع، للحصول على الماء، وفي كل مرة اتفق مع صاحب صهريج صغير لتعبئة خزان منزلي ب 120 ريالاً"، علماً بأن سعر هذا الصهريج في الأوقات العادية لا يتجاوز 70 ريالاً. واتهم مواطن يدعى سعود، مسؤولي"مصلحة مياه الرياض"بتجاهل ما يعانيه السكان بسبب انقطاع المياه، مضيفاً"أعذر هؤلاء لعدم معرفتهم بحجم معاناتنا، لأن الماء لم يسبق أن انقطع عن منازلهم". ورأى سعود، أن مشكلات انقطاع المياه في بعض أحياء الرياض"أزلية"،"إلا أن حلها ليس مستحيلاً". من جهته، وصف شوكت رحيم وهو سائق صهريج لبيع الماء، فصل الصيف بموسم"الذروة"لديهم،"حتى ان السائقين لا يمنحون إجازات خلال هذه الفترة"، عازياً هذا الأمر إلى انقطاع المياه المتكرر عن بعض الأحياء في الصيف. وعمّا يتردد عن رفعهم الأسعار خلال هذه الفترة قال شوكت:"الأسعار لا أحددها أنا، بل كفيلي"، مبيناً أن تحديد الأسعار يخضع لاعتبارات منها موقع المنزل وقرب خزان الماء من بابه الخارجي. من جهته، عزا مدير التخطيط والمتابعة في مصلحة المياه والصرف الصحي في منطقة الرياض المهندس عبدالله الحمدان، انقطاع الماء عن حي التعاون الشرقي، إلى انكسار في"توصيلة"لأحد أنابيب المياه، مؤكداً أن العمل جار لإصلاحها. وذكر الحمدان، أن المصلحة وضعت خططاً لمواجهة مشكلات المياه التي تطرأ بين فترة وأخرى، بسبب الكثافة السكانية العالية لمدينة الرياض،"إذ كشفت آخر إحصاء أن عدد سكانها بلغ 4.8 مليون شخص".