اقترب الموسم الرياضي السعودي من النهاية، ومعها اقترب رحيل الكثير من المحترفين الأجانب، الذين لم يقدموا الأداء المأمول منهم ولم تكن لهم أية إسهامات واضحة في تطور أداء فرقهم وتحسن نتائجها وقيادتها إلى المنافسة على الألقاب والبطولات، إذ سيغادر هذا الصنف من المحترفين الأجانب، في القريب العاجل وسيتركون أسوأ الانطباعات لدى مسيري أنديتهم وجماهيرهم ومتابعيهم، الذين كانوا يمنون النفس بمشاهدة إبداعاتهم والتفاعل مع فنونهم ولمحاتهم والاستمتاع بمهاراتهم ولمساتهم، قبل أن يتضح لاحقاً أنهم مجرد محترفين أجانب بمراتب مقالب، تقاضوا مئات الآلاف من الدولارات وغادروا إلى بلدانهم من دون أن يقدموا الفائدة المرجوة لفرقهم السعودية، التي استقطبتهم وتعاقدت معهم في الأشهر الماضية. في المقابل، بدأت بعض الأندية السعودية الأخرى في تجهيز صيغ عقودها الجديدة لإبرامها مع محترفيها الأجانب، الذين نجحوا بامتياز في مهمتهم التي حضروا من أجلها، وكانوا عند حسن الظن والثقة والمسؤولية، بعدما أدوا مهماتهم على أكمل وجه، وقدموا مستويات أدائية أكثر من رائعة، وخطفوا الأنظار وسحبوا بساط النجومية في لقاءات فرقهم في الاستحقاقات المحلية الثلاثة والمسابقات والمنافسات الخارجية، إذ تعالت الأصوات أخيراً بضرورة التوقيع معهم مجدداً وضمان بقائهم واستمرارهم مع فرقهم قبل أن يستقر بهم المقام في الأندية الأخرى، سواء السعودية أم الخليجية، التي بدأت تنصب شباكها لاصطيادهم والفوز بصفقاتهم التي تعتبر من العيار الثقيل، قياساً بمواهبهم الكروية المميزة وإمكاناتهم البدنية العالية. ويعتلي الثنائي الأجنبي في الهلال الليبي طارق التايب والبرازيلي تفاريس قائمة المحترفين الأجانب المطلوب تجديد عقودهم في أسرع وقت وأقرب فرصة، خصوصاً التايب الذي قاد فريقه إلى انتصارات عدة قوية، مكنته من التأهل مباشرة طرفاً أول في المباراة النهائية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وكان أبرز لاعبي فريقه في المواجهات الكروية الأخيرة والأميز في تسجيل الأهداف من طرق مختلفة، واللاعب الأكثر صناعة لفرص التسجيل من بقية زملائه الآخرين، كما يعتبر تفاريس صمام الدفاع الأزرق، والصخرة التي تتكسر عليها هجمات ومحاولات الفرق المنافسة، لذا يطالب أنصار"الزعيم"بالحفاظ على التايب وتفاريس في الفترة المقبلة، وتجديد عقديهما الاحترافيين، لحاجة الفريق الماسة إلى خدماتهما. ويأتي الأهلي من أكثر الأندية استفادة من ورقة المحترف الاجنبي، بعد نجاحه في استقطاب صانع الألعاب البرازيلي كايو والمدافع التونسي الخبير خالد بدرة، إذ شكل الثنائي قوة ضاربة في خريطة الأداء الأهلاوي، وكانا من أفضل وأميز لاعبي"القلعة"في الموسم الكروي الحالي، وأسهما في حصول فريقهما على بطولتين محليتين غاليتين من أمام المنافس التقليدي فريق الاتحاد، تمثلتا في كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - وكأس ولي العهد، وباتت الجماهير الأهلاوية تنتظر بفارغ الصبر لحظة مشاهدة توقيع كايو وبدرة على عقديهما الجديدين مع قلعة الكؤوس، في انتظار التعاقد مع محترف أجنبي ثالث يكون في مستوى تطلعات عشاق ومحبي النادي. وجاء فريق الوحدة في المرتبة الثالثة من حيث الاستفادة من المحترفين الأجانب، بعد توفيق إدارته في جلب الثنائي السنغالي حمادجي وداود إنداي والصربي فلاديمير فوكوفيتش، الذين كانوا العلامة الفارقة في منظومة الأداء الوحداوي، ومركز القوة الذي انطلق منه فرسان مكة إلى تحقيق الانتصارات وحصد النقاط والتأهل إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخ النادي، وقرب العودة إلى منصات التتويج بعد غياب استمر أكثر من 40 عاماً، وهو ما جعل إدارة الوحدة تسارع إلى تجديد عقدي حمادجي وإنداي لعام جديد، خوفاً من إغراءات الأندية الأخرى، على أن يتم حسم أمر فلاديمير نهائياً بعد ختام مشوار الفريق في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، إما بتجديد عقده الاحترافي أو البحث عن لاعب بديل في الفترة المقبلة.