أكد استشاري العناية المركزة في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور إسماعيل قوشماق أن متوسط معدلات الإصابة بالجلطات وأمراض تخثر الدم 20 في المئة في المرضي المنومين في أقسام الجراحة العامة وأمراض الباطنية ومعدل الوفيات بالجلطات بين مرضى العناية المركزة 10 في المئة". مشيراً إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض تخثر الدم والجلطات بين المرضى المنومين في العناية المركزة تتراوح بين 60 و80 في المئة. وقال قوشماق في حديث إلى"الحياة"على هامش مؤتمر"أمراض تخثر الدم وطرق تشخيصها وعلاجها"، والذي نظمه المستشفى التخصصي ومركز الأبحاث في جدة وبدأت أعماله أمس ويستمر يوماً واحداً،"إن السبب الرئيس في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض تخثر الدم والجلطات بين المنومين في العناية المركزة، والتي تتسبب في الوفاة بمعدل 10 في المئة، يحدث نتيجة لعدم حركة المرضى لفترات طويلة، إضافة إلى وجود عوامل أخرى مساعدة لحدوث التجلط منها إصابة عوامل مكتسبة وأخرى وراثية". ولخص قوشماق العوامل الوراثية التي تتسبب في حدوث تخثر الدم بعوامل مرتبطة بتكوين الدم الوراثي وجيناته، وأخرى يأتي من نقص في بعض الفيتامينات في الدم، مما يسبب في تخثره. وأضاف"أما العوامل المكتسبة فهي تكون عادة بسبب إصابة المريض بالسرطان، وأخرى بسبب تعاطي المريض لبعض الأدوية التي تسهم في حدوث التجلط، كذلك مرضى الحوادث والإصابات الشديدة وكسور العظام خصوصاً عظام الفخذ والحوض". مشيراً إلى أن المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي في الأوساط الطبية والممارسين لمهنة الطب سواء من أطباء الأسرة أو الفنيين وكذلك الأطباء في مختلف التخصصات الدقيقة إلى مشكلة التجلط، لاسيما وأن الأبحاث العلمية كشفت أن عشرة في المئة من وفيات المرضى تحدث بسبب الإصابة بالجلطات خصوصاً في الرئة. ولا تقتصر أمراض تخثر الدم والجلطات على المرضى الموجودين في أقسام العناية المركزية داخل المستشفيات ومرضى السرطان، بل يمكن أن تصاب المرأة الحامل بتخثر الدم. ويشير الدكتور قوشماق إلى أن أمراض التجلط تصيب المرأة الحامل وتكون سبباً رئيساً في الإجهاض. وأن اختلاف هرمونات المرأة في الحمل يمكن أن يحدث لها إصابة بمرض تخثر الدم، وتكون معرضة بالإصابة بهذا المرض الذي يؤدي إلى الإجهاض في حال إصابتها بجلطة، أو استخدامها لهرمون الهتروجين، والذي يحدث في العادة تغييراً في تركيب الدم. مؤكداً على أهمية تناول المرأة الحامل للأدوية المسيلة للدم، وقال:"إن مرض التخثر بحد ذاته لا يؤدي إلى إجهاض ولكن يحدث تغييرات في الرحم وهذا الاختلاف في تركيب المشيمة يؤدي إلى الإجهاض ومشكلات أخري للأم الحامل". وأضاف:"أن أمراض التخثر تؤدي إلى تجلط الدم في الأوردة في منطقة الفخذ والساق، وتكمن المشكلة في امتدادها أو وصولها إلى الرئة". وعن الأعراض المصاحبة للمرض قال:"انتفاخ الأرجل وتورمها مما يحدث اختلافاً في حجم الساق، وفي الحالات المتقدمة يحدث تغير في لون البشرة إذ يميل للزرقة". وأوضح أن هناك أدوية تستخدم في علاج أمراض تخثر الدم، منها ما يعطى عن طريق الفم وأخرى من طريق الوريد مباشرة وذلك بحسب حال المريض. وقال:"يتم علاج الجلطات من طريق أدوية تكسير الجلطات، وتستمر مدة العلاج بالأدوية المسيلة للدم فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر وفي الغالب يحدد الطبيب المعالج الفترة اللازمة للعلاج".