طالبت المديرة في إحدى المدارس الحكومية المطبقة لنظام دمج طالبات ذوي الاحتياجات الخاصة مع التعليم العام فوزية الراشد، من أقسام ومراكز إدارة التربية والتعليم، بتفهم وضع مديرات المدارس اللائي يخصصن جزءاً من عملهن لتلك الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكدت ل"الحياة"أن بعض المسؤولات يقللن من أهمية أولئك الطالبات، ويعتبرن عمل مديرات المدارس من أجلهن عملاً جانبياً لا يتعلق بدورهن في التعليم العام. وكانت التربية الخاصة عقدت مساء أول من أمس، البرنامج الثقافي الأول لذوي الاحتياجات الخاصة تحت شعار"تعرفوا علينا"، بالتعاون مع الإشراف التربوي للتعليم العام، ومشاركة مدارس حكومية ومعاهد لذوي الاحتياجات الخاصة. وذكرت مديرة إدارة التربية الخاصة في جدة ثريا قاضي ل"الحياة"، أن الإعاقات المسموح دمجها في التعليم العام هي الإعاقات السمعية، ولها خمسة برامج مخصصة في مختلف المراحل الدراسية، إضافة إلى الإعاقات البصرية المتضمنة ضعيفات البصر والكفيفات، وخصص لهن برنامجان أحدهما لمرحلة رياض الأطفال، والآخر للمرحلة الابتدائية. إلى جانب الإعاقات العقلية التي تتضمن الطالبات القابلات للتعلم وتم تخصيص أربعة برامج لها، برنامج لمرحلة رياض الأطفال، وبرنامجان للمرحلة الابتدائية، وبرنامج للمرحلة المتوسطة. وأكدت أن اختيار المدرسة لدمج طالبات ذوي الاحتياجات الخاصة يخضع إلى معايير معينة، مثل قلة كثافة الطالبات في المدرسة، والمبنى النموذجي، مشيرة إلى أن التربية الخاصة تنفذ برنامج توعية للكادر الإداري والتعليمي في المدرسة يسبق عملية الدمج، إضافة إلى تهيئة البيئة المدرسية حسب كل إعاقة، وتهيئة طالبات المعهد المراد دمجهن وتوعيتهن من خلال الاجتماع مع أولياء أمورهن، وأخذ الموافقة منهم قبل الدمج، كما تخضع معلمات التعليم العام إلى دورات تدريبية لكيفية التعامل مع الطالبة وفق كل إعاقة. وعن دور التربية الخاصة في عملية الدمج قالت قاضي:"إن التربية الخاصة توفر جميع المستلزمات التي تحتاجها الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى الاستعانة بمعلمات التربية الخاصة، والتعليم العام، وعدد من الإشراف الإداري والتوجيه، لغرض المتابعة الشهرية للطالبات بعد الدمج". من جانبها، ترى المشرفة التربوية أم السعد إدريس وهي أم لابن"توحدي"، أن الدمج قد يؤثر سلباً على صاحب الإعاقة، إذا لم تهيأ البيئة المناسبة له، إذ يحتاج إلى كوادر تعليمية مؤهلة وإدارة متفهمة وواعية، مشددة على ضرورة حسن اختيار الفئة المناسبة للدمج، كي لا تحدث ردة فعل سلبية لدى الطفل المعوق. وأشارت إلى أن للدمج نواحي إيجابية كثيرة، فهو يسهم بشكل كبير في ارتفاع القدرات لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، ويزيد ثقتهم في أنفسهم، إضافة إلى ارتفاع مستواهم الأكاديمي حينما يرون انعدام الفروقات بينهم وبين أمثالهم من الأفراد الطبيعيين. أما السيدة هويدا وهي أم لفتاتين مصابتين بتأخر عقلي بسيط وقابلتين للتعلم، قالت ل"الحياة": إنها عانت كثيراً قبل دمج ابنتيها، بعد تضجّر معلمات المدارس الأهلية منهما، وعدم تقبّل طالباتها لهما، خصوصاً وأن الطالبات لم يُهيأن من قبل المدارس لتقبّل مثل تلك الفئة". وأضافت أنه تم دمج ابنتيها في إحدى المدارس الحكومية العام الماضي إلا أن عملية الدمج لم تطبق بشكل صحيح، إذ لم يتم دمج الطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية، وإنما وضعت لهن فصول دراسية مستقلة، واقتصرت عملية دمجهن على أوقات الاستراحة وبشكل ضيق، إضافة إلى أن المعلمات يعتمدن طريقة التلقين أثناء التدريس، والتي قد لا تجدي نفعاً مع المعوقات لأنهن بحاجة إلى طرق التدريس المحسوسة. يشار إلى أن عدد الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة اللائي تم دمجهن مع طالبات التعليم العام في مدارس جدة تجاوز ال300 طالبة في مختلف المراحل الدراسية.