نجحت القمة الثالثة لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك التي اختتمت أعمالها في الرياض أمس الأحد في الحفاظ على وحدة المنظمة، وتجنب دعوات"التسييس"، وقفزت برشاقة"براغماتية"فوق نداءات"الثأر"ضد العملة الأميركية الدولار. واعتمدت القمة في بيانها الختامي الأهداف الرئيسية الثلاثة التي اعتمدتها شعاراً للقاء زعماء دول المنظمة في الرياض الذي ترأسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وهي: توجيه المساعي لضمان استقرار الأسواق النفطية العالمية، وتحقيق التنمية المستدامة، وحماية البيئة. وتعهد زعماء"أوبك"للدول المستهلكة بتوفير الإمدادات الكافية وتشجيع"الطاقة البديلة". وخلا البيان من زيادة الإنتاج، لكنه شدد على أن السعر الحالي للنفط الذي يداني 100 دولار"سعر عادل". واختتمت القمة أعمالها أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين بإصدار"إعلان الرياض"، الذي تضمن إعلاناً بيئياً قوياً، أكد التزام المنظمة الحفاظ على كوكب الأرض، ودعم البحوث الرامية للتغلب على التحديات البيئية، من خلال تكليف لجنة تهتم بصندوق الأبحاث الذي أطلقه خادم الحرمين في افتتاح القمة أول من أمس. وعززت الكويت والإمارات وقطر مبادرة الملك عبدالله في هذا الشأن بالتعهد بتقديم 150 مليون دولار من كل منها للصندوق الذي خصص له خادم الحرمين الشريفين 300 مليون دولار. وطمأن قادة"أوبك"في"إعلان الرياض"الدول المستهلكة للنفط بضمان توفير الإمدادات الكافية. وركز على ثلاثة مبادئ، هي: تحقيق استقرار سوق الطاقة العالمية، وتوفير الطاقة من أجل التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة. وحض قادة"أوبك"الدول المستهلكة للنفط على تبني منهجية تجارية شفافة، واستخدام الطاقة من أجل التنمية وردم الفجوة بين العالمين الغني والفقير، والتركيز على السلام العالمي في تعزيز استثمارات الطاقة، ودعوا إلى ضخ الاستثمارات في الدول النامية. وجاء في"إعلان الرياض":"نؤكد مرة أخرى أن سياستنا السوقية غير قابلة للتصرف حول مواردنا الوطنية، ونؤكد التزام دولنا بأن نخدم وندير بصورة فعالة موارد النفط الخاصة بنا من أجل النهوض بالتنمية المستدامة، وتحقيق رفاهية أجيالنا المقبلة، ونؤكد التزامنا بتنمية دولنا والنهوض بمستوى معيشة شعوبنا، ونركز على دور منظمتنا وإسهامها في استقرار سوق الطاقة العالمية والازدهار العالمي". وأضاف الإعلان:"ان عملية إنتاج واستهلاك موارد الطاقة تفرض بعض التحديات الإقليمية والدولية، فالتطورات التكنولوجية لعبت دوراً مهماً في مواجهة تلك التحديات، وتوفير موارد نفط ملائمة للعالم من اجل تحقيق الازدهار والرفاهية، ان منتجي النفط مدعوون لأن يلعبوا دوراً محورياً من اجل ان يوفروا للعالم حاجاته من الطاقة المستقبلية، والتعاون مع المجتمع الدولي من اجل مواجهة المشكلات الخاصة بالبيئة.