علمت"الحياة"أن القمة الثالثة لقادة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، التي ستبدأ أعمالها غداً السبت في الرياض، ستصدر إعلان مبادئ يشكل خريطة طريق للمنظمة خلال السنوات المقبلة، وسيحمل اسم"إعلان مبادئ الرياض". وقالت مصادر رسمية، إن خبراء"أوبك"يعكفون على صياغة هذه المبادئ التي تتمحور حول شعار القمة وهو، توفير إمدادات الطاقة، وتدعيم الرخاء العالمي، وحماية البيئة، إذ يتم العمل على بلورة هذه المحاور وصياغتها في صورة إعلان خاضع للتنفيذ تلتزم به الدول الأعضاء في المنظمة. وأوضحت المصادر التي فضلت عدم نشر أسمائها، أن الدول ال12 الأعضاء في"أوبك"ستلتزم بتنفيذ إعلان الرياض، وستعمل على تحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية، من خلال إمداد العالم بحاجاته النفطية بصورة تتسق مع حاجات الدول المستهلكة والمنتجة ومتطلباتها. وأضافت المصادر أن إعلان الرياض، سيؤكد التزام المنظمة بالإسهام في تحقيق النمو الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، من خلال توفير إمدادات ثابتة وموثوقة من النفط لجميع دول العالم من دون استثناء. وستركز"مبادئ إعلان الرياض"على اتخاذ خطوات ملموسة لحماية النظام البيئي العالمي، من خلال إدراك الدول الأعضاء في المنظمة الحاجة الماسة للتأكد من أن توفير إمدادات ثابتة وموثوقة من موارد الطاقة يتم بصورة غير مضرة بالبيئة. وأشارت المصادر إلى أن"إعلان الرياض"سيشدد على أنه من مصالح الدول المنتجة للنفط تأمين دخل ثابت لها لمواصلة عملية التنمية فيها، وحتى تتمكن من توفير إمدادات نفط فاعلة واقتصادية ومنتظمة للدول المستهلكة، وهو ما يحقق عائداً مجزياً على رأس المال للقطاعات المستثمرة في صناعة النفط. وأوضحت أن"إعلان الرياض"سيؤكد سعي المنظمة إلى إيجاد أفضل السبل والطرق لضمان استقرار الأسعار في أسواق النفط العالمية، وحرصها على تجنب تقلبات الأسعار غير الضرورية والمضرة بالسوق. وسيتم التأكيد على أن منظمة"أوبك"تهدف بصفة أساسية إلى تنسيق السياسات النفطية للدول الأعضاء في المنظمة وتوحيدها، إضافة إلى تحديد أفضل السبل لحماية مصالح تلك الدول، سواءً أكان ذلك بصفة فردية أم بصفة جماعية. يذكر أن مؤتمر قمة"أوبك"الأول الذي عقد في الجزائر عام 1975، صدر عنه"إعلان مبادئ"وحمل إرشادات جديدة في ما يتعلق بالسياسة النفطية على ضوء العلاقات الجديدة بين الدول المصدرة والشركات الدولية، خصوصاً بعد قرارات"أوبك"المهمة في خريف عام 1973، وأشارت إلى أن على المنظمة، من خلال التشاور والتنسيق مع بقية دول العالم، تأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد، مبني على أسس العدالة والتفاهم المشترك، والاهتمام برفاهية الشعوب وازدهارها. وفي"إعلان المبادئ الثاني"الذي صدر بعد مؤتمر القمة الثاني في العاصمة الفنزويلية كراكاس في عام 2000، أكدت دول"أوبك"التزامها بالمبادئ الاسترشادية للمنظمة من أجل تحقيق نظام طاقة عالمي مستقر.