ردت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس على طلب أميركي بزيادة إنتاجها من النفط، وأكدت أنها لا ترى حاجة لزيادة إمدادات النفط للأسواق في الوقت الحالي، فيما شدد مساعد وزير النفط والثروة المعدنية لشؤون النفط الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز على حرص المملكة على توفير إمدادات آمنة للعالم من الطاقة. جاء رد المنظمة على لسان الأمين العام ل"أوبك"عبدالله البدري أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مساعد وزير النفط والثروة المعدنية، لمناسبة انعقاد قمة"أوبك"الثالثة في الرياض السبت المقبل، رداً على طلب أميركي بزيادة إنتاج المنظمة من النفط. وقال البدري رداً على طلب وزير الطاقة الأميركي سامويل بودمان من"أوبك"الموافقة هذا الأسبوع على زيادة إنتاج النفط، لمواجهة تراجع مستويات المخزونات الأميركية وارتفاع أسعار النفط، إن المنظمة"لا ترى حاجة لزيادة إمدادات النفط للأسواق في الوقت الحالي"، وأضاف:"أود أن أقول لوزير الطاقة الأميركي، إننا لا نريد أن نرى أي نقص في الإمدادات". وأوضح أن هذا الأمر سيطرح في اجتماعنا في ابوظبي،"وسنرى إذا كنا بحاجة لإضافة مزيد من النفط". وأردف قائلاً:"في الوقت الحالي لا نرى بصراحة أنه ينبغي لنا إضافة مزيد من النفط، لكن الأمر يرجع إلى الوزراء للبت في هذا الأمر". وقال البدري إن المنظمة"لا تستخدم النفط سلاحاً سياسياً، كما أنها لم تستخدمه في الماضي، ولن تستخدمه في المستقبل سلاحاً ضد الآخرين". وأضاف:"نحن نسعى إلى أن يكون هناك إمداد آمن للطاقة في العالم، ولن نستخدم النفط سلاحاً"، مشيراً إلى أن المنظمة تحكمها أهداف مترسخة في تشريعاتها الموضوعة منذ 47 عاماً، والغاية من هذه الأهداف تنسيق السياسات النفطية للدول الأعضاء وتوحيدها، حتى تضمن استقرار أسواق النفط بأسعار معقولة، من خلال المحافظة على إمدادات منتظمة، وفي الوقت ذاته تحقيق مردود ثابت لرؤوس الأموال المستثمرة في الصناعة النفطية". وأضاف أن الدول الأعضاء في المنظمة، ولمواجهة زيادة الطلب المتوقع على النفط، تقوم بمشاريع عدة لزيادة الطاقة الإنتاجية من مشتقات النفط بقيمة 500 بليون دولار، خلال الأعوام من 2005 إلى 2020، ويتوقع أن تزيد هذه المشاريع من إنتاج"أوبك"بمقدار 9 ملايين برميل يومياً، بحلول عام 2020. من جهته، أوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن السياسة الثابتة التي تقوم عليها المنظمة، والمبادئ التي تريد ترسيخها وأخذها شعاراً لهذه القمة، هي: توفير الإمدادات، دعم الرخاء الاقتصادي، حماية البيئة. وأكد أهمية الدور الذي تقوم به المنظمة في مجال تحقيق هذه المبادئ والحفاظ عليها، مشيراً إلى أن النفط سلعة تؤثر وتتأثر بما يجري في العالم من أمور سياسية وغيرها، لذلك هي في حاجة إلى تكاتف الجميع للحفاظ على توافرها. وأوضح أن المملكة تتصدر الدول في الاستثمارات في صناعة النفط، وما تصرفه في مجالات النفط والغاز يفوق الجميع، حرصاً منها على توفير إمدادات آمنة للعالم من الطاقة. وحول استضافة المملكة للقمة، قال الأمير عبدالعزيز إنه من الطبيعي أن تقام القمة في السعودية، فهي أكبر منتج في المنظمة، ولديها الإمكانات لاستضافتها، وتأكيداً لهذا تم منح اللجنة المنظمة كل ما تحتاجه لإنجاحها، حتى تليق بمكانة المملكة. وأضاف أن الإجراءات التي تتخذها المملكة في مجال حماية المنشآت النفطية من الإرهاب أثبتت كفاءة عالية، وأخذت الإجراءات اللازمة لحماية إنتاج النفط وتصديره، والجميع يشهد بفاعلية السياسة الوقائية التي تتميز بها، كما حظيت بإشادة دولية في هذا المجال، خصوصاً في الضربات الاستباقية التي حققتها. وفي شأن العلاقات السعودية مع الصين وروسيا، قال الأمير عبدالعزيز إن زيارة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى هذين البلدين كانت تاريخية، وحققت اتفاقات اقتصادية مهمة جداً، عكست تطور العلاقة معهما في مجالات الطاقة، وكان من ثمارها المشاريع المشتركة بين"أرامكو السعودية"و"لوك أويل"في مجال الغاز، إضافة إلى شركات أخرى تعمل في السعودية. وأوضح أن هناك تطوراً كبيراً في العلاقات مع الصين، وبخاصة بعد المشاريع الجديدة التي تقوم بها"أرامكو السعودية"في الصين، أو المشاريع التي تشارك فيها شركات صينية في السعودية، مؤكداً أن المملكة تسعى لأن تكون أكبر مورد نفط للصين، من خلال تصدير مليون برميل من النفط في اليوم، وتنفيذ الاتفاقات التي وُقّعت بينهما. وفي ما يتعلق بجهود"أوبك"في دعم حماية البيئة، قال الأمير عبدالعزيز:"توجد جوانب مغيبة عنوة أو غير عنوة للجهود التي تبذلها دول المنظمة في حماية البيئة، التي تسهم بشكل واضح في هذا المجال"، وأضاف أن"أوبك"تنشد إيجاد حلول عادلة لا يوجد فيها تمييز، وتراعى الدول النامية فيها"، وأوضح أن المملكة تعمل على حدوث مواءمة بين الإنتاج والمحافظة على البيئة، وهي تبذل جهوداً كبيرة لذلك. وحول الملف الإيراني قال البدري إن"أوبك"تريد حل المشكلة بين الولاياتالمتحدة وإيران بالطرق السلمية، والمشكلة بين البلدين يجب ألا تتطور بما يضر المنطقة.