أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس أنها لا ترى حاجة إلى زيادة إمدادات النفط للأسواق في الوقت الحالي مثلما تطالب به الولاياتالمتحدة وأنها ستبحث الأمر في اجتماعها الرسمي المقبل، المقرر عقده في ابوظبي في الخامس من ديسمبر كانون الأول المقبل. وفي رد على طلب وزير الطاقة الأميركي سامويل بودمان من"أوبك"الموافقة هذا الأسبوع على زيادة إنتاج النفط لمواجهة تراجع مستويات المخزونات وارتفاع أسعار النفط، قال الأمين العام لأوبك عبدالله البدري أمس في مؤتمر صحافي إن المنظمة"لا ترى حاجة إلى زيادة إمدادات النفط للأسواق في الوقت الحالي". وأضاف"أود ان أقول لوزير الطاقة الأميركي، إننا لا نريد ان نرى أي نقص في الإمدادات وإن هذا الأمر سيطرح في اجتماعنا في ابوظبي. وسنرى إذا كنا في حاجة إلى إضافة مزيد من النفط. في الوقت الحالي لا نرى أنه ينبغي لنا إضافة مزيد من النفط، لكن الأمر يرجع إلى الوزراء للبت في هذا الأمر". وشارك في المؤتمر رئيس اللجنة المنظمة للقمة الثالثة لپ"أوبك"السبت والأحد المقبلين في الرياض الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الذي أوضح أن السياسة الثابتة التي تقوم عليها المنظمة والمبادئ التي تريد ترسيخها وأخذها شعاراً للقمة"توفير الإمدادات، ودعم الرخاء الاقتصادي، وحماية البيئة، تمثل على الدور الذي تقوم به المنظمة في مجال تحقيق هذه المبادئ والحفاظ عليها. وأشار إلى أن النفط كسلعة تؤثر وتتأثر بما يجري في العالم من أمور سياسية وغيرها، لذلك هي في حاجة إلى تكاتف الجميع للحفاظ على توفرها. وقال البدري إن"أوبك""لا تستخدم النفط كسلاح سياسي، كما لم تستخدمه في الماضي، ولن تستخدمه في المستقبل"، وپ"نحن نسعى إلى ان تحقيق إمداد آمن للطاقة في العالم ولن نستخدم النفط كسلاح". وأشار إلى ان المنظمة"تحكمها أهداف راسخة في تشريعاتها الموضوعة منذ 47 سنة، والغاية من هذه الأهداف تنسيق السياسات النفطية للدول الأعضاء وتوحيدها حتى تضمن استقرار أسواق النفط بأسعار معقولة من خلال المحافظة على إمدادات منتظمة، وتحقيق مردود ثابت لرؤوس الأموال المستثمرة في الصناعة النفطية". وأضاف أن الدول الأعضاء، ولمواجهة زيادة الطلب المتوقع على النفط، نفّذت مشاريع متعددة لزيادة الطاقة الإنتاجية من مشتقات النفط تبلغ تكاليفها مجتمعة 500 بليون دولار للأعوام ما بين 2005 - 2020 ويتوقع أن تزيد هذه المشاريع من إنتاج أوبك بمقدار تسعة ملايين برميل يومياً بحلول 2020. وحول الملف الإيراني قال البدري إن أوبك تريد حل المشكلة بين الولاياتالمتحدة وإيران بالطرق السلمية، ان المشكلة بين البلدين يجب أن لا تتطور بما يضر المنطقة. وأول من أمس في كاراكاس قال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي يشارك في القمة ان أسعار النفط ستصل الى 200 دولار للبرميل اذا شنت الولاياتالمتحدة هجوماً على ايران. يذكر أن وزراء النفط والمال والشؤون الخارجية من الدول الأعضاء في المنظمة سيجتمعون غداً الجمعة لمراجعة إعلان مشترك من المقرر اصداره خلال قمة لزعماء دولهم. وقال مندوب:"يلتقي جميع الوزراء يوم الجمعة... ويدرسون الإعلان الخاص بالقمة"، وأضاف أن الإعلان سيتطرق الى أفكار عامة مثل دور النفط في التنمية المستدامة. ونقلت وكالة"رويترز"عن وزير الطاقة القطري عبدالله العطية قوله على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في روما إن في سوق الخام امدادات جيدة وإن الطلب لا يفوق المعروض، مستبعداً أن تناقش قمة"أوبك"وضع السوق. وقال شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري على هامش المؤتمر نفسه إنه لا يتوقع ان يقرر وزراء"أوبك"تغيير الانتاج عندما يجتمعون في أبوظبي في كانون الاول ديسمبر. وأعلنت شركة"أرامكو السعودية"أن المخاوف في شأن بلوغ امدادات النفط ذروتها مبالغ فيها وأن العالم لا يزال يملك احتياطات من النفط تكفي قرناً من الزمن. وجاء في نص كلمة رئيس الشركة ومديرها التنفيذي عبدالله جمعة أمام المؤتمر"لا أعتقد بأن ينبغي للعالم ان يقلق من بلوغ امدادات النفط ذروتها لفترة طويلة جداً. لا يزال لدينا نفط يكفي نحو قرن من الزمن". أن العالم يملك أكثر من ثلاثة تريليونات برميل من مصادر الوقود السائلة التقليدية وغير التقليدية.