أكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس، التزام المملكة زيادة عروض النفط ومشتقاته في الأسواق، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها في هذا المجال. وقال مخاطباً مؤتمر "بتروتك" النفطي في نيودلهي: "أود ان أطمئنكم إلى ان المملكة العربية السعودية ملتزمة زيادة كمية الطاقة المتاحة في الأسواق العالمية". وأضاف:"ليس هذا مجرد كلام فحسب، بل هو حقيقة واقعة تدعمها خطط وإجراءات ملموسة والتزامات بأكثر من 80 بليون دولار لإقامة مشاريع رئيسة لزيادة إمدادات الطاقة إلى السوق العالمية وتخفيف النفط في البنية النفطية التحتية". وأعلن النعيمي ان على رأس أولويات المملكة"برنامج استثماري ضخم لزيادة طاقتنا الإنتاجية القصوى إلى 12.5 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2009، إضافة إلى رصد مشاريع أخرى لتنفيذها بعد عام 2009 إذا دعت أوضاع السوق إلى ذلك". وأوضح أن"هدفنا تشجيع البيئة المساعدة على تحقيق الرخاء العالمي المستدام، ونحن نفعل ذلك من طريق ضمان أسعار النفط تؤمن عائداً كافياً للمنتجين مع حماية المستهلكين، والسعي الدؤوب لزيادة قدرتنا على توصيل النفط الخام والمنتجات للمستهلكين تحسباً لارتفاع الطلب، والمحافظة على طاقة فائضة بين 1.5 مليون ومليوني برميل في اليوم، وتحسين مستوى الشفافية في السوق من طريق الحوار عبر المحافل المختلفة مثل منتدى الطاقة الدولي وإعطاء اهتمام خاص لاقتصادات الدول النامية". وأشار النعيمي إلى ان السعودية"تدرك، بوصفها المنتج والمصدر الأكبر للنفط في العالم، ان تأمين الطاقة الموثوق بها بأسعار مقبولة أمر ضروري للتنمية الاقتصادية وتحقيق الرخاء"، مؤكداً ان النصيب الأكبر من الزيادة في الطلب على الطاقة سيبقى للوقود الأحفوري على رغم التوسع في إنتاج المصادر البديلة للطاقة. وأوضح النعيمي"ان حاجة الهند اليومية من البترول تقدر بنحو 2.3 مليون برميل، يستورد 70 في المئة منها من الخارج"، معرباً عن استعداد السعودية لتزويد الهند بحاجتها من النفط حالياً وفي المستقبل. وكان النعيمي عقد اجتماعاً أول من أمس ووزير البترول والغاز الطبيعي الهندي مورالي ديورا، وجرى خلال الاجتماع بحث أوضاع أسواق النفط الدولية وأهمية تعاون الدول المنتجة والمستهلكة من أجل استقرار السوق، إلى جانب بحث تطوير التعاون الثنائي بين البلدين. وكانت مديرة إدارة مساندة المشاريع ومراقبتها في"أرامكو السعودية"نبيلة التونسي أكدت أمام المؤتمر أول من أمس، ان الشركة"أطلقت أكبر برنامج للتوسع في إنتاج النفط الخام والتكرير والبتروكيماويات في تاريخها لضمان حصول اقتصادات العالم على حاجتها المتنامية من الطاقة"، مشيرة إلى ان الشركة بدأت خطتها الخمسية ببرنامج توسعي طموح لزيادة إنتاج النفط، عبر تنفيذ مشاريع عملاقة تكلفتها نحو 45 بليون دولار، لا تشمل المشاريع المشتركة للشركة في مجال التكرير ومعالجة البتروكيماويات التي تبلغ كلفتها نحو 35 بليون دولار. الأسعار من جهة أخرى، أعلن سفير السعودية في واشنطن الأمير تركي الفيصل ان سعر 55 إلى 60 دولاراً لبرميل النفط سعر معقول في ضوء خفض قيمة الدولار. وأشار الأمير تركي الذي سيتقاعد قريباً، في عشاء خاص استضافته مؤسسة الأممالمتحدة وپ"مؤسسة نيو أميركا"، ان حكومته ستواصل ربط عملتها بالدولار على رغم خفض قيمة العملة الأميركية. وارتفعت أسعار النفط الخام في المعاملات الآجلة أمس قبل صدور بيانات التي يتوقع ان تظهر ارتفاعاً في مخزون النفط الأميركي الخام والمشتقات الوسيطة. وأظهر استطلاع أجرته وكالة"رويترز"لآراء المحللين، ان من المتوقع ان تظهر البيانات ان مخزون النفط الخام الأميركي ارتفع الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ ثمانية أسابيع بمقدار 100 ألف برميل. وتشير التوقعات إلى زيادة مخزون المشتقات الوسيطة 1.9 مليون برميل. وتساهم موجة برد تشهدها الولاياتالمتحدة في رفع أسعار النفط، التي كانت انخفضت لفترة وجيزة أول من أمس إلى أدنى مستوياتها منذ 20 شهراً قبل ان تعاود الارتفاع. وأمس، ارتفع مزيج برنت 0.42 دولار إلى 53.20 دولار للبرميل بينما زاد الخام الأميركي الخفيف 0.36 دولار إلى 52.60 دولار. وارتفع سعر السولار زيت الغاز خمسة دولارات إلى 475.25 دولار للطن. وكالة الطاقة على صعيد آخر، أفادت وكالة الطاقة الدولية أمس ان إنتاج النفط في الدول غير الأعضاء في"أوبك"سيقل هذه السنة عن المتوقع، ما سيزيد العبء على المنظمة في الوقت الذي يخفض فيه أعضاؤها الإنتاج. وتوقعت الوكالة التي تقدم المشورة لپ26 دولة صناعية في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان يرتفع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك في السنة الحالية بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً، أي أقل من التقدير السابق بأن يرتفع 1.7 مليون برميل يومياً. وقال رئيس قسم صناعة النفط وأسواقه بالوكالة لورانس ايغلز"ان المكسيك والنروج وكندا هي السبب الرئيسي وراء خفض التوقعات. وسيتمثل الأثر الصافي في زيادة الطلب على نفط أوبك في 2007". ووازنت الوكالة الخفض المتوقع في الإمدادات من خارج"أوبك"بخفض في توقعات نمو الطلب العالمي يرجع جزئياً إلى اعتدال الطقس في الولاياتالمتحدة الذي دعم خفض الأسعار هذه السنة. وتوقعت الوكالة ان ينمو الطلب العالمي بنسبة 1.6 في المئة أي 1.39 مليون برميل يومياً في 2007 أي أقل من 1.43 مليون برميل كانت متوقعة الشهر الماضي. وأشارت الى ان مخزونات النفط لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هبطت بمقدار 33 مليون برميل في تشرين الثاني نوفمبر وهناك مؤشرات على استمرار هذا الاتجاه في كانون الأول ديسمبر. وبلغت المخزونات نهاية تشرين الثاني ما يعادل الطلب ل 54 يوماً بانخفاض يوم واحد عن مستواها في تشرين الأول أكتوبر.