أكد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) الفارو سيلفا كالدرون اهمية وضع استراتيجية بعيدة المدى للمنظمة ولاسيما في الوقت الحاضر حيث تلقي العولمة بظلالها على الاقتصاد العالمي والتجارة وإمدادات النفط. وابلغ كالدرون اجتماعا لمساعدي وزراء نفط اوبك في مقر المنظمة بفيينا ان اوبك اعتمدت قرارا لوضع مثل هذه الإستراتجية لمتابعة تطورات سوق النفط بعد سلسلة من المناقشات على مستوى عال داخل المنظمة وآخرها في مؤتمر أوبك الوزاري العادي الذي عقد في شهر مارس الماضي. وقال ان زيادة إمدادات الدول المنتجة من خارج أوبك والتقدم الذي طرا على عمليات إنتاج وتصفية النفط الخام وتوفير الطاقة البديلة تعد تحديات كبيرة يتعين مواجهتها. وكان المشاركون في اعمال اجتماع مساعدي وزراء نفط اوبك قد انتخبوا عند بدء جلساتهم مساعد وزير الشؤون النفطية في المملكة الامير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيسا لهذا الاجتماع فيما اختير نائب وزير الطاقة الفنزويلي لويس فيرما مساعدا له. وذكر سيلفا ان المنظمة تهدف الى توريد ما يقرب من نصف كميات الخام التي يستهلكها العالم ، وتوقع ان يرتفع الاستهلاك العالمي من النفط البالغ حاليا نحو 77 مليون برميل الى 89 مليون برميل بحلول عام 2010 والى 107 ملايين برميل بحلول عام 2020. وحسب ما ذكره كالديرون سترفع اوبك نسبة مساهمتها في تلبية الاحتياجات العالمية من 34 في المائة في الوقت الحالي الى اكثر من 40 في المائة "36 مليون برميل" بحلول عام 2010 ثم الى 48 في المائة "52 مليون برميل" بحلول عام 2020 . ومن جانبها أكدت النشرة الشهرية الصادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) أن مراكز البحث الاقتصادي المتخصصة تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بنسبة تتراوح بين 1.5 و 2.2 في المائة سنويا ليرتفع من نحو 77 مليون برميل يوميا الراهنة الى نحو 90 مليون برميل مع نهاية العقد الحالي. وأكدت النشرة ان تلك المراكز البحثية ترى إن تلبية ذلك النمو في الطلب على النفط يستلزم استثمار ما لا يقل عن تريليون (الف مليار) دولار في مختلف الصناعات النفطية. وأشارت النشرة الى ان الأعباء المترتبة على وضع مثل هذا المبلغ الضخم داخل منظومة الاستثمار النفطي تحتاج الى تعاون متزايد بين البلدان المنتجة للنفط والمستهلكة له فضلا عن احتياجها الى تدعيم الهيئات التي تساعد الاطر الحالية(أوبك-وكالة الطاقة العالمية-ومنظمات الطاقة الاقليمية-ومختلف منتديات التنمية والبيئة وغيرها) وتعينها على بلورة مايستجد من قضايا. واضافت النشرة ان هذه الاعباء تتطلب ايضا تبادل الآراء والخبرات تسهيلا لايجاد الحلول لمختلف المشاكل والازمات التي تبرز مبينة ان مساهمة الامانة العامة لمنتدى الطاقة العالمي في مثل تلك القضايا ستكون ذات اهمية بالغة. واكدت النشرة ان مكانة الامانة العامة للمنتدى الدولي للطاقة ستتعزز اكثر فاكثر في المستقبل اذ ان حاجات الاقتصاد العالمي للنفط تتزايد ودرجة الاعتماد على نفط بلدان اوبك والبلدان العربية (السعودية والعراق والكويت) ستبلغ الذروة بداية عام 2010 وبينت النشرة ان منطقة الشرق الاوسط تختزن مالايقل عن 79 في المائة من احتياطيات النفط العالمية المؤكدة وستظل المرشح الوحيد الى الآن على الاقل لتلبية الطلب العالمي على النفط الذي يتوقع ان يصل في تلك الفترة الى مايزيد عن90 مليون برميل يوميا. واشارت النشرة الى ان الامانة العامة بحكم وجودها في عاصمة ذات تاثير هام في اوبك وفي الشرق الاوسط (الرياض) ستلعب دورا مهما في الاشراف على توازن سوق الطاقة والمؤمل ان تكون البوتقة التي تخرج منها مختلف الآراء ذات التاثير الحاسم في هذا المجال الحساس البالغ الاهمية. و بدورها أكدت وكالة الطاقة الدولية انها لا ترى حاجة لان تخفض اوبك امداداتها النفطية للاسواق عندما تجتمع في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال كلود مانديل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة لا ارى فعلا ضرورة (لخفض الامدادات). الفارو سيلفا