اعتبر معلمون سعوديون في مدارس ثانوية في الدمام، أن قرار إلغاء مركزية اختبارات الثانوية سيمنحهم الثقة الكاملة، وسيزيل الشعور بالنقص لديهم نتيجة عدم إسناد الوزارة، مسؤولية إعداد الأسئلة إلى معلمي المدارس في مرحلة الثالث الثانوي، خصوصاً أنهم"يبقون طوال العام على تعليم طلابهم، وفي نهاية الأمر تأتي الأسئلة من خارج مدارسهم". وأكدوا أن القرار اغتال الرهبة لدى الطلاب، إذ"إن كثيرين منهم يعيشون مراحل قلق كبيرة، وأحياناً يتعثر الطالب في المذاكرة، نتيجة الرعب والتوتر الكبيرين اللذين أحدثتهما سمعة أسئلة الوزارة". وقال الملعم أحمد المحمود، إن"القرار يصب في مصلحة الطالب، خصوصاً أنه كان يأمل بأن يضع الأسئلة من قاموا بتعليمه في شكل مباشر، ولقنوه الدروس خلال الفصول الدراسية"، لافتاً إلى أن"القرار أعطى الثقة للمعلم، فهو الذي سيدخل في عملية بناء وتأسيس جيل مقبل، وسيعيش دوره الحقيقي بالكامل من تدريس وإعداد الأسئلة"، مشدداً في الوقت ذاته على أن"المعلم يجب عليه عدم التواني مطلقاً في حمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، بعد القرار الجديد، وأن يكون أميناً في إعداد الأسئلة للطالب". نعرات بين المعلمين وأكد المعلم مساعد العوض 45 عاماً، أن"قرار الوزارة سيحجب النعرات التي كانت تظهر بين المعلمين، حين تعمل الوزارة على تفريغ بعض المعلمين لتصحيح أوراق اختبارات الطلاب، ومن ثم تعطيهم إجازة على ذلك"، موضحاً"ربما يوقع هذا الأمر الخلاف بينهم، إذ إن كثيراً من المعلمين يود أن يدخل في عملية تصحيح الاختبارات حتى ينال الإجازة"، لافتاً إلى أن"المعلم أصبح يشعر بالثفة بعد أن أصبح هو الشخص المخول بإعداد الأسئلة النهائية لطلابه". وأشار إلى أن"القرار لقي تأييداً عاماً بين المعلمين والطلاب وشرائح المجتمع كافة، بعد زوال الرهبة التي تحدثها مركزية اختبارات الثانوية، فضلاً عن انه سيلغي مشكلة تسرب الأسئلة". وكشف المعلم أحمد الحارثي، في ثانوية المدينة في حي الربيع في الدمام، عن مفاجأة قد لا يتوقعها كثيرون من مرحبي ومؤيدي القرار، إذ إن هناك مطالبة جاءت من"غير السعوديين"بإعادة مركزية اختبارات الثانوية، نتيجة الضرر الذي لحق بهم، على حد قولهم. وأجرى الحارثي استطلاعاً للرأي بين الطلاب"غير السعوديين"الدارسين في بعض المدارس الحكومية السعودية حول القرار الجديد، ووجد أنهم لم يرحبوا بالقرار مطلقاً. ويعود عدم ترحبيهم بالقرار ومطالبتهم بإعادة المركزية إلى أن"الطلاب في المدارس الأهلية وليس الحكومية في السعودية سيحصلون على نسب عالية، لما يعرف من تساهل المدرسين في المدارس الأهلية في منح الدرجات لطلابهم". وقال المعلم الحارثي إن"كثيراً، من الطلاب غير السعوديين في المدارس الحكومية، أكدوا أن منح الطلاب غير السعوديين درجات عالية في المدارس الأهلية يجعل جامعاتهم في بلدانهم، تمنحهم مقاعد دراسية، وهي لا تعلم أن الطالب حصل عليها بسهولة نتيجة دراسته في المدارس الأهلية السعودية على عكس الطالب في المدارس الحكومية السعودية الذي حصل على نسبة مرتفعة ولكن بشق الأنفس، ما قد يضيع عليه فرصة الحصول على مقعد دراسي في بلده، نتيجة حصول طلاب المدارس الأهلية على نسب عالية من دون عناء".