طالب عضو مجلس الشورى محمد آل زلفة بتوفير الفرص الرياضية للمرأة السعودية، مشيراً إلى أن المرأة السعودية تعاني من أمراض كثيرة أحد أهم أسبابها عدم توفير الفرص الرياضية لها في أي مكان. وتساءل آل زلفة عن المانع في أن تمارس المرأة الرياضة داخل المدارس، طالما أنها ستكون بإشراف نساء، وفي مكان مخصص لها بعيداً من الرجال مشاهدين أو مدربين. وأشار آل زلفة إلى أن هناك تغييراً الآن باتجاه خلق ثقافة جديدة في السعودية، لافتاً إلى أن المجتمع السعودي تأخر في الحصول على هذه الثقافة لفترة طويلة. وطالب عضو مجلس الشورى بعدم استمرار الإدارات الرياضية لأكثر من ست أو سبع سنوات، مؤكداً أن هناك حاجة لوجوه جديدة في الحركة الرياضية. جاء ذلك في حوار أجرته معه"الحياة"جاء على النحو الآتي: ما نوع الرياضة التي تمارسها؟ - في مثل هذا السن أمارس رياضة المشي بحسب الظروف، وأحاول أن أمشى بمعدل كيلو مترين إلى 3 كيلومترات يومياً. وعلى رغم أن الرياض مدينة ضخمة إلا أنني لا أرى أماكن متاحة بالشكل الكافي للمشي، باستثناء موقع أو موقعين أو بالأصح موقع في شمال الرياض هو الأكثر شهرة. إذا كنتَ لا ترى أماكن متاحة وأنت رجل؟ فماذا يقل بنات حواء؟ وماذا عن الرياضة النسائية؟ - الرياضة النسائية مطلب، وأهم من مطلب، خصوصاً أنها المتنفس الوحيد للمرأة السعودية، والتي أصبحت تعاني من أمراض كثيرة، وأحد أسبابها عدم توفير فرصة الرياضة لها في أي مكان، فحتى في المدارس لا تنال المرأة الرياضة، فكل المدارس النسائية للبنات ومن سيدربهم نساء فلا أدري لماذا هذا التحفظ حتى على حق المرأة في أن تمارس الرياضة في المكان المخصص لها بعيداً من الرجال مشاهدين أو مدربين أو شيء آخر. بوصلتك التشجيعية... إلى أي الأندية تتجه؟ - لا يرتفع الحس الرياضي عندي والتشجيع إلا للمنتخب الوطني عندما يكون مع طرف آخر غير سعودي. من الأهم من وجهة نظرك؟ الشاعر أم رئيس النادي؟ - الشاعر هو المبدع، أما رئيس النادي فإن كان مبدعاً فسيحتضن المبدعين. هل ترى أن الأندية الرياضية قامت بدورها في الشأن الثقافي والاجتماعي؟ - بكل أسف أن الاهتمام الثقافي في المملكة لم يُعْطَ الاهتمام الكبير منذ فترة طويلة، فأنا أحس أن مشكلتنا في المملكة هي مشكلة ثقافية، والتوجه الآن هو أن تدخل الثقافة في كل مكان بما فيها الأندية الرياضية، وبما فيها إعادة تشكيل الأندية الثقافية وإداراتها، وكذلك جمعية الثقافة والفنون التي ران عليها نصف قرن من دون أن تتحرك لا في أشكالها ولا في أنظمتها. والتغيير الآن باتجاه خلق ثقافة جديدة تأخر المجتمع السعودي في الحصول عليها لفترة طويلة. هل تعتقد أن الأندية الرياضية قادرة على المشاركة في هذا التوجه؟ - نعم، الرياضة فن، والفن ثقافة، فإذا لم يكن اللاعب الرياضي فناناً ومثقفاً في فنه وفي مجاله وفي القضايا الأخرى لتساعده على تحقيق الانجاز، فاعتقد بأننا لسنا في حاجة إلى من يحرك كرة القدم فقط، بل إننا نريد أن يكون هناك عقل واع مدرك يحرك هذه الكرة. أيهما الأهم من وجهة نظرك؟ الدوري السعودي أم سوق الأسهم؟ - سوق الأسهم أصبحت الآن الطاغية على اهتمام الناس، إذا ارتفعت ارتفعت مشاعرهم فرحاً، وإذا انخفض تأثرت مشاعرهم سلباً. فقبل عالم الأسهم كان المنتخب السعودي هو المحرك لمشاعر الرجال والنساء والأمهات والأخوات والصغار والكبار، ولكن الآن يبدو لي أن الاهتمام الأكبر هو الأسهم. لو تم تعيينك رئيساً لناد رياضي؟ فما القرار الأول الذي ستتخذه؟ - رفع الروح الوطنية لدى كل لاعب، ولدى كل منسوبي النادي، لأنها هي المحرك لمشاعر الإنسان لتحقيق للانجاز والإبداع. لو كنت رئيساً لقسم رياضي... فما أول قرار ستتخذه؟ - مطالبة كتاب الأعمدة الرياضية بالموضوعية، لأنهم الوحيدون منذ فترة طويلة الذين يقولون ما يشاءون من دون أن يحاسبهم أحد، ولكن الآن نحن أمام انفتاح إعلامي، وأتمنى أن يكونوا موضوعيين وأن يتعاملوا مع ما يطرحونه من قضايا بحس وطني راق، لا يكون فيه تحطيم لناد على حساب آخر، أو تحطيم لمشاعر لاعبين، بل يكونوا عاملاً مسانداً ومشجعاً. لو قرر المدرب البرازيلي باكيتا ضمك إلى الجهاز الإداري للمنتخب السعودي الأول... فماذا ستكون أبرز شروطك؟ - سأطالب بألا يكون هناك وجوه تستمر لأكثر من ست أو سبع سنوات في أي مكان. حتى لو كان نجماً؟ - لا... أنا أتحدث عن الجانب الإداري، أما النجوم فيجب احتضانهم، فالنجوم نولدهم ونحن بلد ولاّد للنجوم، ويجب أن نحتضن النجوم الكبار وان نتبنى النجوم الصغار، لأنهم سيكونون كباراً في المستقبل. ولكن على الصعيد الإداري يجب أن يكون الإداري على مستوى طموحات الوطن، فهناك ناس مضى عليهم مسؤولين على الرياضة لفترة طويلة، وأعتقد أننا بحاجة إلى وجوه جديدة ليقودوا الحركة الرياضة. ويجب مع كل انتكاسة نتعرض لها في كأس العالم أن نغير وجوهاً، ولكن لم أرَ تغيير وجوه إطلاقاً على مستوى قيادة الأندية والمسؤولين عن الشباب. لو مُنِحْتَ صلاحية مطلقة في ما يخص الرياضة السعودية ولم يكن لك سوى قرار واحد فقط... فماذا سيكون؟ - صعب أن يكون هناك قرار واحد أتخذه. دعنا إذاً نقول القرار الأول؟ - خلق ثقافة رياضية لدى الكل، فيجب أن يؤمن الكل أن الرياضة عمل قومي ووطني وثقافي وحضاري، ويجب أن نعمل كلنا سوياً من أجلها، فلا يجب أن نجد أصواتاً بين وقت وآخر تقلل من الرياضة أو نسمع من يقول بأن الرياضة إنفاق في غير محله، فيجب أن نشجع الرياضة وأن نستفيد من المنشآت الرياضية. لو كان لديك درع واحدة لتكريم رياضي... فهل ستمنحه للعداء الشهير هادي صوعان أم للاعب محمد الشلهوب؟ - الحقيقة، أنا مع كرة القدم فهي اللعبة الأولى والأكثر شعبية، ولكني أطالب أيضاً بالاهتمام بالأنشطة الدولية الأخرى لذلك سأعطي الدرع للعداء هادي صوعان. مع أي الفريقين تقف؟ المنادين بتاريخية ماجد عبدالله الوحيدة أم المؤكدين لعالمية سامي الجابر المطلقة؟ - أنا مع النجم إذا صنع نجوميته، فيجب أن نحترم ونقدر مكانة النجم وما قدمه لهذا الوطن، وأنا ضد من ينهشون في سمعه النجوم، أو يتجاهلون مكانتهم أو دورهم، فماجد عبدالله كان نجماً وأسعد جماهيره على مدى فترة طويلة، والآن الجابر نجم أسعد جماهيره، وكل منهما له مكانته، ويجب أن نحتفظ لكل نجم بمكانته. القنوات الرياضية... هل لها محل في جدولك اليومي؟ - بكل تأكيد، أنا اهتمامي بالرياضة من منطلق اهتمام عضو في مجلس الشورى، فمنذ فترة طويلة وأنا عضو في لجنة الثقافة والإعلام والشباب، ودائماً أحرص على كل قضية تتعلق بالرياضة والشباب من خلال المناقشة سواء في اللجنة التي أنتمي إليها أو من خلال مناقشاتنا على مستوى المجلس، لأني أعتبر الرياضة عنصراً مهماً جداً في ارتفاع الشعور الوطني والقومي. - ما الذي قدمه مجلس الشورى للرياضة؟ - يحاول... يحاول... ولكني أتمنى المزيد، وألا يبخس الرياضة حقها وان يقف مع الرياضة، ولكن أيضاً يحاسب من لا يصرف الوقت الكافي والمال الذي يخصص للرياضة، وما نطالب به هو تخصيص المزيد من الموازنة للرياضة لتصرف في المكان المناسب، وليكون الاهتمام بالرياضة على جميع مستوى الوطن. هل تعتقد أن ما صرف على الرياضة كان بالشكل السليم؟ - لقد زرت مناطق مختلفة في المملكة فما بني من أجل الرياضة كان منجزاً كبيراً للوطن ككل، ونقدر لأولئك الرواد الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله تلك الفترة التي أقيمت فيها هذه المنشآت التي ظلت منارات جميلة، ولكن الدور علينا نحن في كيفية استخدامها وصيانتها وجعلها متاحة للجميع. ماذا قلت عندما خسرنا من ألمانيا بثمانية أهداف في كأس العالم 2002؟ - كان مؤلماً، فمنتخبنا"يعشمنا"ثم يخذلنا عندما يصل إلى المراحل النهائية، نراه فارساً في ميادين ما قبل الأخير، لكننا نجد الفارس يتعثر بشكل مؤلم على مستوى الشعور الوطني، أربع مرات تأهل إلى كأس العالم، لكن لم يحقق ولا مرة الطموح الذي يتطلع إليه الشعب السعودي.