أكد العداء هادي صوعان صاحب أول ميدالية أولمبية سعودية، أن عدم استضافة البطولات الكبرى ساهم بشكل كبير في ابتعاد الاعلام والجماهير عن اللعبة، وأن دول العالم تتسابق لاستضافة البطولات العالمية لنشر اللعبة وتشجيع الشباب للدخول والمشاركة فيها أيضا، وأضاف: إن نسبة الشباب بالمملكة كبيرة ولذلك لا يرى وجود داع للتجنيس من أجل تمثيل المملكة في المحافل المختلفة، وشدد هادي على أنه لا يوجد ما يمنع من مشاركة الأجانب المولودين بالسعودية كونهم يعتبرون جزءا من هذا الوطن الكبير، وتمنى أن تشهد ألعاب ريودي جانيرو 2016 تحقيق إنجاز أولمبي جديد للقوى السعودية، وأبدى صوعان أسفه على عدم وجود مراكز تدريبية متخصصة خاصة بالاتحاد السعودي لألعاب القوى في الوقت الراهن وكل هذا وذاك جاء في حوار ل (الميدان). بداية كيف ترى وضع ألعاب القوى حاليا ؟ مستقبل القوى السعودية، لن يكون هناك نقلة كبيرة في الاسماء والنتائج.! وفي المقابل لن يكون هناك انهيار للنتائج أو في الأداء.! بسبب الاستراتيجية ذاتها، إذن الناتج نفسه، وآمل أن تتغير الامور الى الافضل في المستقبل القريب ونشهد تحقيق عدد من الانجازات. لماذا لم نحقق أي ميدالية أولمبية عالمية منذ فضية 2000؟ كانت هناك محاولات في أولمبياد أثينا 2004، وبعد ذلك كنا قريبين جداً في أولمبياد بكين 2008م لتحقيق ميداليتين في الوثب الطويل عن طريق اللاعبين حسين السبع ومحمد الخويلدي، علما بأنهما كانا في قمة المستوى وأعلى التصنيف دوليا.. ولكن لم يكتب للملكة التوفيق، وأيضاً العداء محمد الصالحي، كانت له حظوظ قوية في سباق 800 م، ولكن في أولمبياد لندن 2012، بدا الوضع يختلف وابتعدنا عن المنافسة. من وجهة نظرك ما هي الخطوات لتطوير ونشر اللعبة؟ * أعتقد، لا توجد لدينا مشكلة في انتشار اللعبة ونسبة المشاركة.! ولكن المشكلة في التطوير والبرامج، وقدرة الاتحاد المالية وفي الكوادر الموهلة، والتي تحتاج لعمل جاد إذا اردنا التغيير، فاللعبة منتشرة وتحظى باهتمام من الاعلام والشباب ولكن لابد أن نواكب العصر وندخل التطوير الكبير في الإستراتيجيات والبرامج اذا ما اردنا التواجد في الساحة والمنافسة بقوة في مختلف البطولات. كيف ترى مستقبل ألعاب القوى السعودية؟ * أنا متفائل ولله الحمد بالمرحلة المستقبلية للرياضة السعودية في طور اهتمام القيادة وبرامج وإستراتيجيات تطوّر الرياضة الأولمبية والتي ستنعكس على جميع الالعاب، ومنها ألعاب القوى، والتي ستكون هي الرابح الأكبر. ما مدى رضاك عن مشاركة القوى السعودية الاخيرة في ألعاب إنشتون بكوريا الجنوبية ؟ * مع الأسف الشديد لم تكن المشاركة على قدر التطلعات والآمال.. وأيضا مشاركتنا لم تكن محبطة.! تعتبر صاحب أول ميدالية أولمبية في تاريخ الرياضة السعودية ماذا يعني لك ذلك؟ * اعتبره كرما من رب العالمين أن أعطاني شرف الميدالية الأولمبية الأولى للمملكة العربية السعودية، وهذا سيخلده التاريخ، وآمل من الله أن يمنحني التوفيق وشرف المساهمة في خدمة الشباب لتحقيق ميداليات ونتائج متميزة للرياضة السعودية خلال المستقبل القريب. حدثنا عن يوم الفوز والتتويج بالميدالية الفضية؟ * يوم تاريخي وذكرى ستبقى عالقة في ذهني مدى الحياة. *من هم أبرز النجوم الذين تتوقع أن يكون لهم اسم ومستقبل باهر بالمملكة؟ الواثب حسين عاصم آل حزام، في القفز بالعصا، واللاعب فهد السبيعي، في سباق 200م و 400م هل يوجد لديكم برنامج وخطة لاكتشاف النجوم؟ * أنا الآن أعمل مع شركة تطوير الرياضة المدرسية التابعة لوزارة التعليم، ومن ضمن برامجنا: تطوير ألعاب القوى المدرسية، وأنا المعني بهذا الملف.. وأيضاً يوجد مشروع شراكة لاكتشاف المواهب بين الاتحاد السعودي لألعاب القوى ووزارة التعليم، سوف يكون له صدى كبير في حال رأى النور. هل يتم الاستفادة من برنامج الابتعاث، وذلك لضم عدد من اللاعبين في أندية رياضية متخصصة، خصوصا في أمريكا؟ * بكل صراحة، إلى الآن لا توجد أي علاقة بين برنامج الابتعاث وبين البرامج الرياضية التدريبية للاعبين، ولكن أعتقد أن هناك فكرة للاستفادة من برنامج الابتعاث وتطوير الكوادر في الإدارة الرياضية وبعض البرامج الأخرى. هل بالإمكان استمرار التفوق خليجيا في ظل التطور والتقدم القطري البحريني؟ * إذا غيرنا الفكر الإستراتيجي، واعتمدنا على برنامج واضح، يمكن أن نتفوق خليجيا، لأننا نملك الأهم.. وهو الكادر البشري، لدينا لاعبون جيدون ولكننا بحاجة إلى وجود خطة طويلة وواضحة المعالم تدلنا على الطريق، وإلى أين نحن نتجه. الألعاب الفردية على المستوى العربي، شهدت تراجعا من وجهة نظرك ما هي أسباب التراجع؟ * من وجهة نظري، أعتقد أنه ما زال حضورنا العربي قويا على المستوى العالمي، وخير دليل على ذلك؛ النتائج العربية الفردية في دورة الألعاب الآسيوية والدورة الأفريقية الأخيرة، وأيضاً في دورة لندن الأوليمبية. متى سيظهر نجم ويكون خليفة لهادي صوعان؟ * للأسف هادي صوعان، لم يكن نتاج برنامج أو مشروع رياضي، ليكفل لنا إنتاج (هادي صوعان) آخر.! ولكن نحن في انتظار هبة من رب العالمين. أصدر سمو الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية الامير عبدالله بن مساعد، مؤخرا قرارا يقضي برفع مصروف الجيب خلال المعسكرات، كيف ترى هذا الأمر؟ * القرار مهم وملائم لحاجة الرياضيين، ويعتبر حافزا لهم، ولكن هناك قرارات أهم سوف تصب في صالح الرياضيين والاتحادات من ضمن خطط اللجنة الأولمبية المستقبلية. هل يوجد تعاون بين الأندية والصالات الرياضية الخاصة لتدريب اللاعبين وتطويرهم؟ * نعم يوجد تعاون، ولكن بحدود معينة، وآمل أن يصل إلى حدود الشراكات حيث إن الشراكة تضمن لنا العمل لفترة طويلة من الزمن ومساحة أكبر. بحكم خبرتك الطويلة وقربك من الحدث، ما هو الشيء الذي تغير في ألعاب القوى منذ العام2000 وحتى يومنا الحاضر؟ * تغيرات كثيرة خلال 15 سنة، وأيضاً تحديات كثيرة، والمهم أن اتحاد اللعبة لا يزال يسجل حضوره القوي إقليميا ومحليا مقارنة بباقي الاتحادات، وهذه من الأمور الإيجابية أنك تستطيع البقاء في دائرة المنافسة على خلاف الآخرين. كيف تقرأ وتتوقع مشاركة القوى السعودية في ألعاب ريو دي جانيرو2016؟ * لا أتوقع مشاركة عدد كبير من اللاعبين السعوديين، ولكن أتوقع تحقيق نتائج متميزة وأتوقع التتويج..! هل من خطة موضوعة للمشاركة بالبطولات العالمية وأيضا القارية؟ * أكيد هناك خطط وبرنامج للمشاركات الداخلية والخارجية، وعلى ضوئهما يسير الاتحاد ويتلقّى الدعم والإعانة من الرئاسة العامة أو اللجنة الأولمبية. ما هو رأيك في المراكز الرياضية التابعة لاتحاد ألعاب القوى؟ * للأسف، لا توجد مراكز رياضية تحت رعاية اتحاد ألعاب القوى، وأتمنى وجودها مستقبلا. هل من الأفضل انتقال الألعاب من الأندية إلى المراكز أم لا؟ ولماذا؟ * في الوقت الحاضر، يجب أن تستمر ألعاب القوى في الأندية، وتدعم بالمراكز المتخصصة في تدريب ألعاب القوى تحت إشراف اتحاد اللعبة. ذوو الاحتياجات (الإنجازات) الخاصة تُوجوا مؤخرا بالعديد من الميداليات كيف ترى هذه الإنجازات؟ * بارك الله فيهم، وعافاهم الله.! هم أبطال وحضورهم قوي، ويحظون برعاية واهتمام من إدارة ناجحة ومتخصصة، وأصبحوا هم مصدر إلهام لنا كرياضيين، وجعلونا في تحد مع النفس لتحقيق الإنجازات. ما هي أبرز المعوقات أمام ألعاب القوى؟ -لا توجد معوقات، ولكن تحديات. هل نحن بحاجة إلى التجنيس كما تفعل أغلب دول العالم؟ 30 مليونا، عدد سكان المملكة العربية السعودية و63٪ دون سن العشرين من الشباب، لا أعتقد أننا بحاجة إذا استثمرنا طاقاتهم ووجّهناها، ولكن هذا لا يمنع الاستفادة من غير السعوديين المولودين في السعودية لتمثيل الوطن والذي يعتبرون جزءا منه. الكل يتطلع إلى ميدالية أولمبية بالبرازيل عام2016 فهل من الممكن تحقيقها؟ * إن شاء الله. لماذا لا تحظى الألعاب بالاهتمام الإعلامي والجماهيري رغم أنها أم الألعاب؟ * نحن لا نستضيف أحداثا رياضية كبيرة في ألعاب القوى، ومعظم نجوم القوى السعوديين يتدربون ويشاركون خارج السعودية، هذه بعض الأسباب التي لا تجذب الإعلام أو المهتمين لمتابعة ألعاب القوى في ظل الحضور القوي لكرة القدم أو لبعض الالعاب الأخرى.! وأيضاً نتائجها مؤخراً لا تدعمنا في رفع نسبة المتابعة. كلمة أخيرة تود أن تقولها ؟ * أتمنى أن أكون وفّقت في توضيح بعض الأمور المتعلقة بالرياضة السعودية ورياضة ألعاب القوى للقارئ، وأتمنى ألا أكون قللت من شأن أحد يقوم أو قام بخدمة الرياضة السعودية والشباب، وأتمنى لكم كصحيفة ولنا كرياضيين التوفيق والسداد. الامير نواف بن محمد و هادي صوعان هادي صوعان لحظة تتويجة بالميدالية الفضية في الأولمبياد