رفضت الولاياتالمتحدة أمس، عرض إيران السماح بعمليات تفتيش لمنشآتها النووية في مقابل سحب ملفها النووي من مجلس الأمن، واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تلك المبادرة من"ألاعيب"القيادة الإيرانية و"دليلاً على خوفها"من نتائج إحالة ملفها على مجلس الأمن والعقوبات المترتبة على ذلك. في المقابل، لمح سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المكلف الملف النووي لبلاده إلى مبادرات عربية لحل الأزمة، مبدياً استعداد طهران لدرس"اقتراحات إقليمية"في هذا الصدد، ومعتبراً أن تعليق التخصيب لا يشكل مفتاحاً للحوار مع الغرب الذي دعاه الرئيس محمود احمدي نجاد إلى"وقف إنذاراته"شرطاً لاستئناف حوار لحل الأزمة. راجع ص 18 وحدد لاريجاني أطر العلاقة المستقبلية بين طهران والوكالة الدولية والمجتمع الدولي. ورأى أن حل المشكلة يكمن في"استيفاء إيران كامل حقوقها في معاهدة الحظر النووي واستمرار رقابة الوكالة الدولية لنشاطاتها والاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم في إطار نص واضح ومكتوب وسحب الملف من مجلس الأمن"، مشدداً على استعداد بلاده"الدائم للتفاوض، لكن موضوع تعليق التخصيب يعود للماضي ولا يمكن القبول به مجدداً". وخاطب لاريجاني الدول الغربية بلهجة تهديد قائلاً:"إذا آذيتمونا فإننا سنؤذيكم، وهذا كلام جدي". وفي واشنطن، أكدت رايس في حديث لشبكات تلفزيونية أميركية أن الإيرانيين"حظوا بالكثير من الوقت قبل وصول الملف إلى مجلس الأمن ولم يتعاونوا على الإطلاق"مع الوكالة، معتبرةً عرضهم إعادة بدء المناقشات حول الاقتراح الروسي لتخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية بمثابة"ألاعيب". وأبدت الوزيرة ثقتها"بالأدوات الديبلوماسية"المتوافرة لدى المجتمع الدولي لعزل طهران، ولمحت إلى الابتعاد عن عقوبات نفطية واللجوء إلى تجميد الأرصدة وتقييد تحركات مسؤولين إيرانيين. وقبل اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في نيويورك في التاسع من الشهر الجاري، ولقاء المديرين السياسيين لوزارات الخارجية في تلك الدول في باريس غداً، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي انه لا يزال هناك أمل في إحياء المفاوضات مع روسيا في شأن تخصيب اليورانيوم التي باءت بالفشل، لكنه ربط مجدداً بين الانفراج المحتمل وسحب الملف من مجلس الأمن، وهو تحرك يراه ديبلوماسيون غربيون غير ملائم في ظل رفض إيران الامتثال لدعوة المجلس السابقة لوقف تخصيب اليورانيوم. وبدوره، أكد نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي أن"لا عودة"عن البرنامج النووي الإيراني، وقال:"على المشاركين في اجتماع باريسونيويورك أن يعلموا أن البرنامج النووي الإيراني ينسجم مع الإرادة الشاملة للإيرانيين ولا عودة عنه".