سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"شد حبال" يذكر بالحرب الباردة يسبق اتخاذ مجلس الأمن قراراً حاسماً . إيران تحاول إحياء عرض روسي و "مبادرات عربية" ورايس ترفض "ألاعيب" طهران للتملص من العقوبات
رفضت الولاياتالمتحدة أمس، عرض إيران السماح بعمليات تفتيش لمنشآتها النووية في مقابل سحب ملفها النووي من مجلس الأمن، واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تلك المبادرة من"ألاعيب"القيادة الإيرانية و"دليلاً على خوفها"من نتائج إحالة ملفها على مجلس الأمن والعقوبات المترتبة على ذلك. في المقابل، لمح سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المكلف الملف النووي لبلاده إلى مبادرات عربية لحل الأزمة، مبدياً استعداد طهران لدرس"اقتراحات إقليمية"في هذا الصدد، ومعتبراً أن تعليق التخصيب لا يشكل مفتاحاً للحوار مع الغرب الذي دعاه الرئيس محمود احمدي نجاد إلى"وقف إنذاراته"شرطاً لاستئناف حوار لحل الأزمة. راجع ص8 وحدد لاريجاني أطر العلاقة المستقبلية بين طهران والوكالة الدولية والمجتمع الدولي. ورأى أن حل المشكلة يكمن في"استيفاء إيران كامل حقوقها في معاهدة الحظر النووي واستمرار رقابة الوكالة الدولية لنشاطاتها والاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم في إطار نص واضح ومكتوب وسحب الملف من مجلس الأمن"، مشدداً على استعداد بلاده"الدائم للتفاوض، لكن موضوع تعليق التخصيب يعود للماضي ولا يمكن القبول به مجدداً". وخاطب لاريجاني الدول الغربية بلهجة تهديد قائلاً:"إذا آذيتمونا فإننا سنؤذيكم، وهذا كلام جدي". وفي واشنطن، أكدت رايس في حديث لشبكات تلفزيونية أميركية أن الإيرانيين"حظوا بالكثير من الوقت قبل وصول الملف إلى مجلس الأمن ولم يتعاونوا على الإطلاق"مع الوكالة، معتبرةً عرضهم إعادة بدء المناقشات حول الاقتراح الروسي لتخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية بمثابة"ألاعيب". وجددت الوزيرة الأميركية إصرار واشنطن وحلفائها على السعي إلى إصدار قرار في مجلس الأمن مرتبط بالفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، يلزم إيران تطبيق البيان الرئاسي الصادر عن المجلس الشهر الماضي، وإلا فمواجهة عصا العقوبات أو حتى التهديد بالخيار العسكري. وأبدت الوزيرة ثقتها"بالأدوات الديبلوماسية"المتوافرة لدى المجتمع الدولي لعزل طهران، ولمحت إلى الابتعاد عن عقوبات نفطية واللجوء إلى تجميد الأرصدة وتقييد تحركات مسؤولين إيرانيين. وقبل اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في نيويورك في التاسع من الشهر الجاري، ولقاء المديرين السياسيين لوزارات الخارجية في تلك الدول في باريس غداً، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي انه لا يزال هناك أمل في إحياء المفاوضات مع روسيا في شأن تخصيب اليورانيوم التي باءت بالفشل، لكنه ربط مجدداً بين الانفراج المحتمل وسحب الملف من مجلس الأمن، وهو تحرك يراه ديبلوماسيون غربيون غير ملائم في ظل رفض إيران الامتثال لدعوة المجلس السابقة لوقف تخصيب اليورانيوم. وجاء ذلك في وقت بدأت كل من الولاياتالمتحدةوإيران في كشف استراتيجيات جديدة في شأن الملف النووي الذي تبدو أزمته متجهة نحو مزيد من التصعيد، مع سعي كل من الطرفين إلى توظيف ما يخدمه في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي وجد أن الجمهورية الإسلامية مضت في برنامج تخصيب اليورانيوم في شكل سري. وما كشف عنه في الأيام الثلاثة الماضية، يشبه إلى حد بعيد"الخيبات"التي تجلت خلال الحرب الباردة في ظل التحولات نحو عصر نووي جديد. وكما كانت الحال في الحرب الباردة، سعى الجانبان إلى وضع قواعدهما مستخدمين كل وسيلة متاحة، من تهديدات أميركية بفرض عقوبات، إلى تهديدات إيرانية بقطع الإمدادات النفطية.