نتذكر كلُّ يومٍ نتذكر أننا قصة حزنٍ تتكرّر أننا دمية طفلٍ تتكسّر نتذكر أننا نافورة الماء التي يصبح فيها لونها الأخضر أحمر نتذكر أننا نصغر نصغر كل يومٍ نحن نصغر وصراخ الطفل فينا صار أكبر نتذكر كل يومٍ نتذكر نحن معجونون من ملحٍ مُعطّر نحن مربوطون في غابة تاريخٍ محفّر نحن مطحونون مطحونون يا سيدتي ودمانا تتخثّر نحن يا سيدتي مثل تابوتٍ مسمّر مثل خبزٍ قد تخمّر لم يعدْ في وضعنا الحاليّ ما يفرح أو يسعد يا قارورة العطر ويا ضوء نهارٍ يتنثّر وجهكِ المحفور في ذاكرتي وجهك المحفور في ذاكرة الشمس وفي ذاكرة الماءِ وفي ذاكرة الورد وأيام الشتاء وجهكِ الأحسن والأطهر والأجمل من بين النساء لم يعدْ وجهكِ يظهر كلُّ ما أذكرهُ أنك الفُلُّ الذي تحفره السكين حفراً مثل آلاف النساء وكلانا نتحفّر نحن محفورون حفراً نحن منخورون نخراً كالبغايا نلعق الأحجار صبراً كالمرايا نتكسّر مثل آلاف الضحايا حلمنا الأكبر أن نصبح أكبر نجعل الخبزة تاجاً نأكل الحنظل سكّر ونغني نرفع الموال في أقسى بكاء يا ليالي الشرق يا أقسى بكاء نحن نحتاج البكاء يا ليالي الشرق يا غابة خنجر كل ما نعرفه سوط وخنجر نحن في الشرق عرايا كل من شاهدنا ظَنّ أنّا قد خرجنا من عصور الجاهلية أو عصورٍ تتحجّر فالشفاه الجمر فينا تتحجّر والعيون الظِّل فينا تتحجّر كلُّ ما فينا تحجّر