** أشياء كثيرة يحملها لنا هذا العيد وأشياء أكثر نحملها نحن عند مصافحة كل عيد ** وتحتار وأنت تمسك بمفاتيح هذا العالم المتحرك بين يديك ماذا تكتب في العيد ؟ القضية ليس لأن هناك ماتكتبه ولكن مضامين كثيرة تتقافز الى ذاكرتك كلها تستحق الكتابة فماذا ستختار ؟ " 1 " **- ولأنه ليس بالإمكان تجاهل الكثير من الأشياء في العيد وعن العيد فقد حاولت مع الصباح أن أتقمص ثوب بستاني طائفي يوم أن كانت عندنا بساتين قبل ان تستبيح دمها حوائط الاسمنت ويوم أن كنا أصدقاء للأرض ولرائحة الزروع قبل أن نوكل بها (خان ) و ( عبدالسميع اللميع ) واجمع أكثرمن زهرة داخل سلة واحدة !! " 2 " *-دعوني أبدأ من دواخلكم فالعيد ليس مجرد ورقة من التقويم والعيد بدون استشعاره في عروقنا يظل مظاهر محنطة بلامعنى ولاقيمة حتى وإن غنينا و(تلبسنا ) واحتسينا الحلوى !! هناك من المفاهيم ماهو أعمق وأهم هناك انسانياتنا في العيد.. التسامح ، العفو ،التراحم ،الصفاء ،التواصل ..! قيمنا هي مايزيد العيد جمالاً وبهاء !! وحين تريدون ان تقيسوا جمالياتكم في العيد فلا تقفوا أمام المرايا ولكن أمام النوايا !! " 3 " *-الفرح حق مشروع لنا في العيد لكن علينا ان نتذكر (عيد الدم والدموع ) ماأقسى دموع الاطفال وهم ينزفون الدم وماأصعب بكاء الثكالى في يوم الفرح إنها ( يا سادة ) مأساة إخواننا في الكثير من الأنحاء دعونا نعينهم على الأقل بالدعاء لهم !! " 4 " *-أشد مايؤلمني أولئك الأبناء الذين يعايدون آباءهم برسائل جوال وهم معهم داخل المدينة الواحدة واولئك الأبناء الذين يتنكرون لآبائهم في دور المسنين وأولئك الأبناء الذين لايتذكرون آباءهم المرضى أوالمعاقين الا كما يتذكرهم الآخرون إنها ليست لعنة التقنية ولكنها لعنة العقوق !! اللهم رد الابناء الى أهليهم رداً جميلاً !! " 5 " *- وعلى (طاري ) التقنية يبدو أن لعنتها أحاطت بنا جميعا فقد غابت الزيارات وتقطعت الوشائج واصبحنا نعايد ونهنئ ونعبر عن مشاعرنا برسالة جوال لا ..والمضحك المحزن أن أغلب الرسائل متشابهة العملية فقط نسخ ولصق كيف تصدق الكلمات ؟ أوتثق بالمشاعر؟ اذا كانت معلبة !! ترحموا على (مصداقية أحاسيسنا ) وادعوا( لحميميتنا ) بالمغفرة !! " 6 " *-هذا يدفعنا الى استذكار الكثير من الصورفي الزمن الجميل .. في المدن : صباح العيد صباح كل الاسرة يتجمعون في بيت كبير العائلة يتناولون إفطار العيد ثم يقوم أهل كل حارة بزيارة بيوتات حارتهم وحين يغيب أحدهم عن بيته في زيارت أخرى يترك على باب بيته اوراقاً وقلماً كي يكتب من يخلفه اسمه حتى يعرف من زاره ويرد الزيارة !! " 7 " *- في الأرياف والقرى كان للعيد حكاية أخرى تبدأ من الليلة الأولى للعيد وهي ليلة الترقب حيث تجتمع الأسر عند كبيرها ويقيمون الولائم ويتسامرون وتتحول هذه الليلة الى ليلة فرح ويسميها بعضهم ليلة (عيد الأموات ) فهم يستذكرون الموتى ويدعون لهم ويجعلون ولائمهم الى أرواح موتاهم !! * في يوم العيد تكون الصورة أكثرشروقاً بجماليات العيد فأهل كل قرية يطوفون بيوت القرية بيتاً ..بيتاً ومابين كل بيت وبيت يعرضون ويرددون الأهازيج وفي كل بيت يتناولون القهوة (وأكلة العيد ) ليس هناك تحديد بطعام معينة وليس شرطاً على أحد أن يأكل في كل بيت ولكنه ملزَمٌ ان يدخل كل بيت حتى وان كان متخاصماً مع اهله انه التسامح وهو أحد المعاني الراقية للعيد !! " 8 " *- اليوم اختفت الكثيرمن المظاهر مثل ما اختلفت الكثير من المعاني الأصيلة لم يعد للأحياء تواصلهم وانتهى عيد الأموات وغابت الاوراق والاسماء والوجوه ..!! وفي زمن ( التغيير ) لا اظن ( التقنية ) بمقدورها ان تعيد صورة العيد في الزمن الجميل !!