1 مطعوناً من الخلف يسقطُ ظهر التائه مثل طاحونةِ هواءٍ قديمة. مطعوناً من مرتفعِ البرد وعلى كتفيه دمعة سائبة ليس لها موطنٌ أو عشيرة. مسمّراً إلى النوم كإبنٍ وحيد. 2 كل ما فعلوه أنّهم بدّدوا أيامهم بخفّة. وتحسسوا البغضَ المعلَّق في ملامحهم برفق. في البئر الزرقاء تركوا أصواتهم تئنُّ كالحدآت. وعلى المصاطبِ نسوا مقابضَ الأبواب، والنظرات، ونوباتِ البكاء. كلّ ما فعلوه أنهم لم يتذكروا. 3 كان يُحدِّثُ يديه كمن يفلتُ من الزوال. هو الذي رأى ملكاً يجرُّه آكلو الموتى وقد منحوه اسمَ البابِ العالي- رسولِ القمر. 4 لأجلها تاه المحاربونَ عند الفجر، وعلى أكتافهم ما يغري الممالكَ والقرى أن تتنهّد. جرحى بلكناتٍ غريبةٍ: جبلوا خبزها برائحةِ أجسادهم، ثم راحوا - بغتةً - يحرسونَ صدوعَ المنازلِ حفاةً ومتلعثمين. ظلُّ نظرتها موتٌ في مكانٍ بعيد. نهايات 1999 - دمشق * شاعر سوري.