تأخر المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية خلود آل سالم 20 عاماً، ولكن أن يأتي متأخراً خير من ألا يأتي، فتندثر التجربة، كما حدث لفنانات عدة، وتبرر تأخرها في عرض أعمالها بقولها:"لا أريد طرح أعمالي اعتماداً على الكم من دون اهتمام بالنوعية والكيفية، لذا تأخرت عن إقامة معرض شخصي، ولكن لي مشاركات في معارض جماعية". يضم المعرض، الذي افتتحته رئيس اللجنة النسائية في مركز الخدمة الاجتماعية في محافظة القطيف سميرة القطري، 57 لوحة تنتمي إلى مراحل مختلفة من حياة آل سالم الفنية، ولم يكن مستغرباً أن تعرض أعمالاً قديمة إلى جانب لوحاتها الحديثة. وتوضح:"لأنه أول معرض شخصي، ما أوجب عليّ عرض مختلف أعمالي القديمة والجديدة"، ولكن ما يلفت الانتباه في صدر صالة العرض 12 لوحة تجريدية، حملت عنوان"الجوهر"وتمثل مدرسة فنية مختلفة عن باقي اللوحات المعروضة. وتبين الفنانة أنها"آخر أعمالي التي حملت تجربتي في التجريد بعد تنقلي بين مختلف مدراس التشكيل". وتعتبر أن تجربتها الأخيرة في التجريد"صعبة فليس من السهولة أن يصل الفنان إليها، وبدأت فيها على مراحل فهي أعلى مدرسة تشكيلية". ويلاحظ المتجول بين اللوحات، الأسماء الحالمة التي تختارها آل سالم للوحاتها، خصوصاً أنها تحمل بعداً رمزياً، ومن الأسماء"خضوع"و"داخل الظلّ"و"رؤية"و"الشرنقة"و"سمو"و"عين الوجدان"، ولا تترك أسماء اللوحات المرء يخوض في عمق اللوحة كما يريد، فتجعله ينقاد مع معانيها وخلفياتها، ولا يفلت منها إلا من أراد المشاغبة والتغاضي عنها عن عمد. وتشير آل سالم إلى أنه في كل مرحلة،"من مراحل عمري التشكيلي يعبر اللون حالة نفسية، ويتآلف مع الموضوع ليعطي رمزيته، كما أن الوضع النفسي يؤثر في اللون، وإذا أردت إخراج الحزن مثلاً أستعمل ألواناً معينة، وأستعمل الألوان الفرحة للطبيعة أو البورتريه". وتستدعي كثرة لوحات"البورتريه"في المعرض استفهاماً، فتوضح:"كنت أركز في الدورات التي خضعتها في الفن التشكيلي على البورتريه". وتحضر المرأة في"البورتريه"في شكل لافت، وتبرر ذلك باهتمامها بالمرأة، وتقول"أركز على وضع المرأة في مجتمعنا، لذا هي موجودة في كل أعمالي، وتكون في ركن ما من اللوحة وفي حالة ترقب وانتظار". إلا أن حالة الترقب غير واضحة المعالم عندها، لكنها توضح:"لا أدري ما الذي أنتظره، لكن في مجتمعنا نحن في حال انتظار، ولأنني أحاكي واقعنا أرى أن المرأة تجاهد وتحاول الوصول إلى هدف ما، وهذا ما يظهر من خلال لوحاتي". وتغيب الخامات عن لوحات آل سالم، وهي تشرح أن السبب هو ميلها للوحات الناعمة:"لا أحب الملمس الخشن للوحة، ولا استخدم خامات، مع أن لي تجارب متنوعة في هذا المجال".