افتتحت الفنانة مهدية آل طالب معرضها الشخصي الرابع «سلام شرقي»، مساء الخميس، في صالة نادي الفنون في لجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف، وسط حضور اقتصر على النساء. ويستمر المعرض حتى السبت المقبل. وصاحبت المعرض أمسية شعرية للشاعرتين أمل درويش، وهبة قريش، أدارتها الكاتبة نازك الخنيزي. وقرأت درويش قصائدها «نسائم قطيفي»، و«آدم والإهمال»، و«تفاحة آدم»، و»أحلام تقفز الحبل»، و«وثيقة للرحيل»، و«عشرة أرغفة»، و«أحرار»، و«الطرقة الرابعة». ونوعت قريش في قصائدها، متناولة الشعبي والفصيح، بقصائد «الغروب»، و«ثالث ثلاثة»، و«أفعال ماضية»، و«خصبة روح هذا المساء»، و«ممتد من عطش»، و«حرة أنا»، و«رسالة». واستمتع الحضور بدمج الشعر باللوحات، إذ قالت بتول درويش «كنت أسمع الشعر، وأنا أتأمل جمال اللوحات، وعشت جو المعرض، فهي المرة الأولى التي أحضر فيها أمسية مصاحبة للمعرض، وكانت أمسية لا تنسى». وتعلق آل طالب على الفكرة «لو كانت هنالك مساحة وإمكانية لدمجت الفنون كافة في معرضي، لأنني أعتبرهم فناً واحداً، واخترت الأمسية الشعرية اليوم ليلتقي جمال الكلمة مع جمال اللون». وفاجأت آل طالب زوار معرضها بعرض أربع لوحات واقعية للموهبة الشابة «ابنتها روان عقيل عياش»، ابنة الأربعة عشر عاماً، إلى جانب أعمالها الفنية. وتقول عياش: علمتني أمي الرسم، واشتغلت على اللوحات في ظرف أسبوعين، كي أعرضهم في معرض أمي. وتنجذب عياش لخامة الرصاص، وتود التخصص في البورتريه، وتتمنى أن تفتتح معرضها الشخصي قريباً. وتشجع آل طالب ابنتها، وستدعمها في هذا الأمر، حسب قولها. وبدا جلياً أن ابنة آل طالب الأخرى، سكينة (13 عاماً)، مهتمة بالتصوير، حيث تحتضن كاميرا المحترفين، وتلتقط الصور لزوار المعرض، واللوحات. واختارت سكينة التصوير لتكون متميزة عن أختها وأمها وصديقاتها، وتفكر في إقامة معرض شخصي لها في المستقبل. وشاركت آل طالب في معرضها ب77 لوحة مختلفة الأشكال والأحجام والتقنيات، فكرتها الأساسية «المرأة» في الأساطير الشعبية والتراث، مروراً بالواقع، واستشرافاً للمستقبل. وتقول آل طالب عن الأحجام «منذ بداياتي، وأنا أحب أن أخرج عن الشكل المألوف، ولا يستهويني إلا الحجم الكبير، وفي غالبية لوحاتي هنا استوحيت شكل موجة السفينة، وأخذته من عمق التراث، وليس من فراغ». وفي زاوية من زوايا المعرض، عرضت آل طالب 12 عملاً فنياً، بالخشب والرصاص، مستمدة القوالب من الطائر الأسطورة. وأضافت إلى المعرض 12 لوحة أخرى لم تعرض في المعارض التي شاركت فيها مؤخراً في جدة ودمشق، وموضوعها الرئيس «الطفولة»، واشتغلت على اللوحات في الشهرين الماضيين. وكانت الفنانة شاركت في معرض في جدة العام الماضي، ما دفعها لاختيار مسمى «سلام شرقي»، حيث أحبت إيصال سلام من الشرق إلى الغرب. وتسكب آل طالب اللون على اللوحة العذراء سكباً، وتوضح معالمها مستغلة البقع التي تتشكل عليها. كما تستخدم الأسلوب الرمزي في اللوحات، موظفة القضايا عبر الرموز، ومنها مرض السرطان الذي أرادت في لوحاته أن تبث روح الحياة والأمل، حسبما أوضحت لزوار المعرض. وعرضت آل طالب لوحتين تشكيليتين استوحت موضوعهما من ديوان تعمل عليه الشاعرة أمل درويش، وبدورها اختارت درويش إحدى اللوحتين كغلاف للديوان. وتفضل آل طالب بث روح الأمل والحياة والفرح عبر لوحاتها، حتى لو كان الواقع مأساوياً وسوداوياً. وعندما لاحظنا كثرة استخدامها للألوان المشعة في اللوحات، علقت «نحن محتاجون لألوان الفرح والأمل». ودائماً ما يوجه لآل طالب سؤال: لماذا لم تتناولي الجانب الذكوري في اللوحات، واقتصرت على المرأة؟ فكانت تجيب بأنها ترى كامرأة أنها أقرب لإحساس المرأة، والرجل عندما يرسم المرأة سيرسم شكلاً، وليس إحساساً، والمرأة هي الأقدر على خوض غمار المرأة. ولا تشترط آل طالب أن تصل الرسالة التي تعنيها عبر لوحاتها، مؤكدة «اللوحة تحس أكثر من كونها تشرح». وتقترح على المتلقي أن يعطي اللوحة فرصة لتبوح بأسرارها ومكنوناتها، وألا يستعجل في الحكم، وإن لم يفهمها «يكفي جماليات اللوحة». وتنتقد آل طالب النقاد التشكيليين في المنطقة، وتتهمهم بإبداء آرائهم الشخصية فقط، وترى بأن دور الناقد أن يضع يده على المشكلة في اللوحة، ويقترح الحلول، وأن يمسك بيد الفنان ويرافقه في مسيرته ليرقى، لا أن تُوجه إليه الانتقادات جزافاً. وعلق الناقد السوري يوسف شغري على أعمال الفنانة بأنها مجتهدة جداً، وقوية وجريئة ومغامرة، ولا تخاف من اللون. وأوضح بعض الملاحظات، من بينها وزن الألوان في اللوحات، والزخرفة الموجودة فيها، واحتياج القاعة لمسافة أكبر لعرض اللوحات. وستكرم آل طالب في اليوم الأخير للمعرض من وقف معها في معارضها الشخصية، مؤكدة «أحب أن أعطي كل إنسان تعب معي حقه».