لماذا استهدف الإرهابيون حينا الهادئ؟"...اجتهد سكان وأهالي حي اليرموك شرق الرياض الذي يشتهر بالاستراحات الخاصة والمؤجرة، في الإجابة عن هذا السؤال الذي طرح بقوة بعد المواجهات الأمنية التي وقعت فيه. ويرى السكان أن موقع الحي، من أهم الأسباب التي تجعل الإرهابيين يستهدفون البقاء فيه. وقال أبو عبدالرحمن:"إن الحي واقع قرب الطريق السريع الرابط بين الرياض والمنطقة الشرقية، ومن الممكن أن يكون هذا أحد الأسباب التي أدت إلى استهدافه من الإرهابيين، خصوصاً إذا ما علمنا أن هذه الفئة لها علاقة وثيقة بأحداث بقيق". وأضاف أن الحي هادئ بطبعه والحركة فيه قليلة، كما أنه ولكثرة الاستراحات ذات الإيجار اليومي فيه، فإن السكان أصبحوا لا يستنكرون وجود أي غرباء، بعكس بقية الأحياء والذي يعرف السكان بعضهم فيه، ما يتيح لهذه الفئة الباغية حرية التحرك. واتفق ساكن آخر رفض ذكر اسمه مع أبي عبدالرحمن في أن قرب الطريق السريع من الحي وكثرة منافذه قد يكونان من الأسباب التي أغرت هؤلاء للسكن فيه، ظناً منهم أن هذه الخاصية قد تسهل لهم الهرب في حال وقعت مواجهة أمنية. إلا أنه أكد أنهم يثقون في الأمن لن يغفل عن العناصر الضالة، والدليل على ذلك"موقعة الاثنين"التي أثبتت أن يد الأمن ستطاول كل من يحاول تعريض هذه البلاد للخطر. من جانبه، استبعد الأستاذ في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور فايز الشهري، أن يكون استهداف الإرهابيين للحي مجرد مصادفة. وأوضح أن الاستراتيجية التي تتبعها هذه الفئات في اختيار سكنها تعتمد على خاصتين هما"الاختباء"و"الهروب"، ولا شك أن حي اليرموك يوفر هاتين الخاصيتين، ويعتبر من المناطق المفتوحة التي تسهل كشف المراقبة فيه. وأضاف أن سبباً آخر يرى أنه عزز من تعامل الإرهابيين مع الحي باعتباره"ملاذاً آمناً"، وهو أن غالبية السكان أجانب يعملون في الغالب حراساً للاستراحات، ومن ثم يصعب عليهم التعرف على المطلوبين أمنياً. ولفت إلى أن كثرة مخارج حي اليرموك لا تحول دون محاصرتهم أمنياً إذا لزم الأمر.