عادت الأوضاع في حي اليرموك شرق الرياض الذي شهد مقتل خمسة إرهابيين على يد قوات الأمن، إلى طبيعتها الهادئة. وكان الحي الذي يشتهر بكثرة الاستراحات المؤجرة والخاصة عاش يوماً عصيباً منذ فجر أول من أمس الاثنين إذ استيقظ السكان على صوت طلقات النيران الكثيفة والعشوائية من عناصر الفئة الضالة خلال المواجهة التي جرت مع قوات الأمن. يقول أبو سالم، وهو أحد سكان الحي، إنه استيقظ فجر الاثنين للذهاب كعادته إلى صلاة الفجر إلا أن صوت إطلاق النار الكثيف الذي تزامن مع إقامة الصلاة منعه من الذهاب إلى المسجد. ويضيف أن حالاً من الذعر والهلع أصابت الأطفال والنساء في المنزل خشية أن تصيبهم رصاصة طائشة، ما اضطره إلى الخروج بهم إلى منطقة آمنة بعيدة من الحي حفاظاً على سلامتهم، على رغم محاولات رجال الأمن منعه وطمأنته بأن الوضع تحت السيطرة ما داموا داخل المنزل. ويستطرد أبو سالم قائلاً إنه بمجرد انتهاء العملية وتمكن رجال الأمن من دحر عناصر هذه الفئة الباغية الضالة، امتلأ الحي بعدد كبير من الأشخاص، بينهم رجال إعلام، إضافة إلى مواطنين ومقيمين تجمهروا بدافع الفضول ورؤية موقع الحادثة،"ما سبب لنا إزعاجاً وقلقاً في الحي الذي لم يتعود مثل هذا الضجيج والصخب". من جانبه ذكر أحد سكان الحي رفض ذكر اسمه أن الوضع عاد إلى طبيعته بعد يوم مثير حافل بالأحداث والتطورات، وقال إن أبناءهم عادوا إلى مقاعد الدراسة بعدما اضطروا إلى الغياب يوم الاثنين، لسوء نفسيتهم والخوف الذي كان بادياً عليهم. وأشار إلى أن كل مظاهر الحياة العادية في الحي عادت إلى ما كانت عليه، لافتاً إلى أن الحي هادئ بطبيعته، إذ يستأجر عدد من سكان الرياض استراحات فيه للتنزه بعيداً من صخب المدينة. وأضاف:"خلال 24 ساعة عشنا حياة صاخبة وكنا والحي حديث الناس والإذاعات والفضائيات، كما أن الاتصالات الهاتفية لم تنقطع للاستفسار والاطمئنان، أما اليوم أمس، وبعد أن أسدل الليل ستاره علينا فقد رجعنا إلى ما كنا عليه قبل موقعة الاثنين".