تشكل الاستراحات المقامة في بعض الأحياء السكنية هاجسا أمنيا يثير استياء الكثير من السكان، ففي الوقت الذي يحرص فيه قاطنو الحي على التعرف على حال وسلوك كل جديد يسكن حيهم، نجدهم لا يملكون شيئا أمام هذه الاستراحات التي تنتشر في أحيائهم، وتؤجر كل يوم - تقريبا - لغريب لا يعرفون عنه شيئا. “شمس” رصدت هذه القضية للأخذ بأطرافها. مشاكل أمنية يذكر محمد العنزي (من سكان شرق الرياض) أن الحي كان ينعم بالهدوء والأمن، فلا يكاد يسمع عنه مشاكل البتة، ولكن حدث أمر كان كفيلا بتغير الأوضاع، مضيفا: “فبعد أن اقيمت استراحة في طرف الحي، انقلب الأمر فأصبحنا كل يوم في موعد مع هؤلاء المستأجرين، وجلهم من الشباب العابث، وأقل ما يأتي منهم الإزعاج، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى القيام بسلوكيات وتصرفات لا مسؤولة، ولا يرضى عنها العقلاء، إضافة أن الحي أصبح يعج بالسيارات التي تقصد هذه الاستراحات، فسابقا كان أمر دخول سيارة غريبة محل تساؤل الجميع، ولكن مع وجود هذه الاستراحة أصبح الأمر مألوفا؛ الأمر الذي يشكل خطرا علينا، وهاجسا أمنيا مريبا، وهو ما نتج عنه بالفعل تعدد السرقات للسيارات، والمنازل”، ويضيف فهد الشمري (من سكان حي اليرموك)، أن الحي يعج بالاستراحات التي من شأنها أن تثير قلق السكان ومخاوفهم: “حتى إننا لم نعد نأمن على أطفالنا أن يخرجوا ليلا خوفا مما نسمعه من قصص عن اختطاف الأطفال”، ويذكر محمد العصيمي أن الارهابيين استفادوا من هذه الثغرة، معللا: “نظرا لسهولة الاستئجار من الاستراحات، ولاسيما التي تقبع داخل الأحياء، استأجروها وقاموا بعملياتهم دون أن يلفتوا انتباه أحد ممن حولهم من السكان”. هروب وتأجير ويقول فواز الظفيري (من شرق الرياض): “بنيت استراحة غرب الفحص الدوري؛ لكون الموقع - حينذاك - مكانا للاستراحات فقط، ولكن لم نلبث غير قليل حتى زحفت إلينا المنازل السكنية؛ الأمر الذي اضطر الكثير من أصحاب الاستراحات إلى أحد أمرين: إما أن يؤجروها فترات طويلة، وإما أن يبيعوها بأبخس الأثمان؛ لكثرة الشكوى من قبل ساكني الحي، كما أنها أصبحت صعبة التأجير اليومي”، ويذكر حسن الشهري (من سكان حي طويق) أن هناك تجاوزات في تأجير الاستراحات: “فالنظام يمنع إنشاء وتأجير هذه الاستراحات داخل الأحياء، ولكن هناك احتيال من قبل هؤلاء، فهم يبدؤون بإنشاء سور على أراضيهم لا أكثر، وبعد ذلك يقومون بتحويلها إلى استراحات. واذكر أن أحدهم قام بهذا لدينا في الحي، ولم يكتف بتحويلها إلى استراحة، بل قطّعها إلى غرف وأجّرها لطلاب الجامعة وغيرهم، فتجد في استراحته ما يقارب 20 مستأجرا من العزّاب؛ الأمر الذي يثير مخاوف السكان”، ومن ذات الحي يذكر ثواب المقاطي أن هذه الاستراحات ساهمت في كساد البيوت المنازل المعروضة للتأجير: “ففي السابق نجد أنه ما من بيت يعرض للإيجار، حتى يتنافس عليه المستأجرون، وبالسعر الذي يطلبه المؤجر، ولكن مع وجود هذه الاستراحات أصبح البيت المعروض للإيجار يبقى أشهرا دون أن يسأل عنه أحد”. استراحات بريدة ومن مكان آخر أبدى عدد من اهالي حي الاخضر الواقع شمال الصحة النفسية ببريدة من المخطط رقم (217/ق/1)، شديد تذمرهم وامتعاضهم من وجود استراحات شبابية تحت الانشاء داخل الحي السكاني، مبدين استغرابهم من موافقة الجهات ذات الاختصاص؛ لإقامة مثل تلك الاستراحات داخل الحي السكاني، يقول حمود صالح اللهيب: ان وجود الاستراحات في الاحياء السكنية مُناف للراحة والاستقرار للعوائل: “فبجوار منزلي الذي يحمل الرقم(290) استراحة تم انشاؤها حديثا يلتقي فيها مجموعة من الشبان، وانني اخاف ان يتحول الحي السكاني الى مجموعة من الاستراحات وتتكاثر مثيلاتها داخل الحي السكاني. وعما قام به إزاء هذا الأمر يقول اللهيب: “سبق ان تقدمت بخطاب رسمي الى رئيس بلدية الصفراء الفرعية ببريدة، مطالبا بعدم تشييد تلك الاستراحات التي منها الاستراحة المجاورة لمنزلي ولكن لافائدة”، ويبدي سعود سعد خوفه من انتشار مثيلات لهذه الاستراحة داخل الحي، وبهذا لن يجد اهالي الحي خيارا غير بيع منازلنا بسعر زهيد والخروج من الحي الى الاحياء المجاورة ببريدة، ووافقه الرأي كل من: فهد متروك الحربي ومحمد صقر بقولهما: ان الحي الذي توجد به الاستراحات يقتل سعر المنازل والاراضي الجديدة”.