طالما كانت الأماكن الهادئة ملاذاً للساعين إلى تفجير الأوضاع، فالمطلوبون أمنياً حوّلوا حي المعلمين (شمال بريدة) من مكان يقصده الزوار والأهالي، إلى «وكر» تعقد فيه اللقاءات للتخطيط للعمليات الإرهابية. ويقصد الكثيرون من سكان بريدة حي «المعلمين»، لتميزه بالأجواء الهادئة، نظراً إلى بعده عن صخب المدينة وزحامها المروري. ويفضله الناس لقضاء يوم «هادئ»، من خلال ما يحتضنه من منتجعات واستراحات ومزارع وارفة تميز بها عن غيره من أحياء بريدة وقراها المحيطة. وسمي الحي ب«المعلمين» بعد المنح العقارية التي منحت للمعلمين قبل أعوام عدة. غير أن الحي لم يشهد حركة سكانية كما في غيره من الأحياء، نظراً إلى عدم توافر الخدمات الأساسية فيه، من هاتف ورصف طرقات وصرف صحي، بحجة عدم توافر صكوك رسمية لهذه الاستراحات، إذ اكتفى الملاّك باستخراج صكوك «مشاعة». غير أن أيدي الفئة الضالة طاولت هذا الحي، وتمكنت من تحويل إحدى الاستراحات إلى مكان يختبئون فيه عن الأجهزة الأمنية، قبل أن يتم تطهير الحي منهم بفضل يقظة السلطات الأمنية التي ما زالت تمنع دخول المركبات إلى الحي. حال الحصار الأمني من دون وصول «الحياة» لموقع الحادثة، إذ حذّر رجال الأمن من محاولة الدخول أو المرور خلال الحي للذهاب لقرى أخرى، مقترحين تغيير المسار، «حفاظاً على السلامة». وأوضح أحد ملّاك الاستراحات ل«الحياة» (فضل عدم نشر اسمه) أنه كان قادماً من بريدة لاستراحته، برفقة طفله مساء أول من أمس، كما هي عادته اليومية بعد نهاية الدوام، لكنه تفاجأ بوجود «قوة أمنية» منعته من الوصول للحي، إذ طالبوه بالعودة إلى منزله، حفاظاً على سلامته. ويروي أحد العمال القاطنين في استراحة أخرى أنه سمع إطلاق نار وقت صلاة العصر، مشيراً إلى أنه كان بشكل متقطع قبل أن يسمع صوت الإسعاف ومركبات الشرطة، مضيفاً: «أدركت حينها أن هناك أمراً خطراً يدور هنا، ولزمت مكاني ولم أخرج من الاستراحة إلا صباح اليوم (أمس)»، وعن ملاحظاته على الحي ومن يرتاده، قال: «الحي هادئ جداً، ولا يوجد ما يكدّر الأجواء هنا، إلا أنني سمعت عن وجود مجرمين فارين من العدالة، لاذوا بإحدى الاستراحات ولقوا نصيبهم»، ولم يغفل العامل الآسيوي التعبير عن مشاعره في تقدير ما قامت به الأجهزة الأمنية واحتوائها الموقف، ولحسن تعاملها مع قاطني الحي كافة، وطمأنتهم ونصحهم بعدم الخروج من مقر السكن الخاص بهم.