علمت"الحياة"أن الخلاف عاد مجدداً بين أمانة محافظة جدة ووزارة الصحة والمجلس البلدي في المحافظة بشأن بعوضة حمى الضنك أو كما تسمى ب"الدلوعة"بعدما اختلفت وجهات نظر رؤساء لجان تلك الجهات حول طريقة مطاردة البعوض من المنطقة والقضاء عليها بأسرع وقت ممكن. وفي الوقت الذي بدأت فيه الأمانة بردم المستنقعات والمياه الراكدة في المحافظة من طريق آلية"سلحفائية"، عرقلت لجان في الأمانة خلال الفترة الماضية سير خطة حملة حمى الضنك عندما أوقفت إصدار 200 لوحة توعية في الشوارع والطرق الرئيسة التي تدعمها إحدى الشركات المتخصصة في مكافحة"الضنك"بحجة مخالفات للأنظمة. وعلى رغم الجهود المبذولة في مكافحة هذا المرض الذي أثار جدلاً واسعاً بين السعوديين وتناولته الاشاعات بشكل كبير منذ استيطانه في المحافظة، إلا أن هناك تسجيلاً مستمراً ومتزايداً لحالات اشتباه وإصابات ب"الضنك"، خصوصاً خلال الأسبوعين الماضيين. وأبلغ مصدر طبي"الحياة"أن المستشفيات الحكومية والخاصة في المحافظة استقبلت أمس 25 حال اشتباه بمرض حمى الضنك خلال تسع ساعات فقط، إذ أرسلت عينات من المصابين على الفور إلى المختبر الإقليمي في المحافظة، للتأكد من وجود هذه الإصابات واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن. وأشار"المصدر"نفسه إلى أن هذه الحالات تعود لشبان وفتيات سعوديين ووافدين من جنسيات مختلفة، يسكنون غالبيتهم في الأحياء المصنفة"موبوءة"بحسب وزارة الصحة وأمانة المحافظة. ولم تكتف"الدلوعة"بإثارة الخلاف بين لجان الجهات المعنية بكيفية الخلاص منها، إذ ارتفعت حدة هذا الخلاف بين"الصحة"و"الأمانة"، للفوز بمنصب المتحدث الرسمي لتحركات البعوض في المحافظة. وبحسب"مصدر"مطلع في وزارة الصحة، فإن أحقية نشر معلومات حمى الضنك وحالات الاشتباه والإصابات من اختصاص الصحة وليس الأمانة، كونها الأقرب إلى المريض وتشخيصه ومن ثم الإعلان عنه وتحديد مدى اتساع انتشار الضنك بدقة من طريق التقارير الطبية الواردة للوزارة عن المرضى المصابين. تحركات المجلس البلدي وتفاعله مع الوباء زاد من ثقة الأهالي في احتواء الأزمة على اعتبار أن أعضاءه الأقرب لهم من المسؤولين، إضافة إلى أنهم حلقة الوصل مع الجهات الحكومية في تلبية طلبات سكان الأحياء ومناقشة حاجاتهم. ويأتي هذا القول بعدما اعترض رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي الدكتور حسين البار على نوع المبيدات الحشرية المستخدمة في مطاردة البعوض سواء من جانب الأمانة أو من الشركة الداعمة لحملة الضنك في المحافظة،"المبيدات غير مجدية وبعضها طارد للبعوض وليس قاتلاً له". وأمام هذه التطورات في أزمة مرض حمى الضنك الذي نال من خمسة أحياء في المحافظة واستوطن فيها، طالب مواطنون من أحياء بريمان والمطار والعزيزية الموبوءة في حديث إلى"الحياة"الجهات المعنية سرعة معالجة مسببات نواقل المرض بأحدث الطرق وآمنها. وأكدوا أنهم لمسوا تحركات الجهات الحكومية المكلفة بملاحقة المرض ومحاصرته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، من طريق عمليات الردم والرش داخل الأحياء، مطالبين في الوقت نفسه بتكثيف هذه الجهود وتفعيل دور العمد وأعضاء المجلس البلدي في هذه الأزمة التي وصفوها بمسؤولية الجميع. وفيما راهنت أمانة المحافظة خلال الاجتماع المشترك مع"الصحة"الذي عقد الشهر الماضي على محاصرة المرض والحد من انتشاره خلال فترة قصيرة، خصوصاً بعد إقرار موازنة خاصة بمكافحة الضنك بقيمة 25 مليون ريال، قرر أمين المحافظة المهندس عادل فقيه أخيراً الاستعانة بالمقاولين المعماريين في ردم المستنقعات والمياه الراكدة داخل الأحياء. وتأتي هذه الآلية من طريق فائض الرمل المستخدم في أعمال البناء، وذلك بالتنسيق مع اللجان الاختصاصية في الأمانة قبل الشروع في الردم من أجل سرعة الإنجاز واستغلال الفرص المتاحة في مكافحة هذا الوباء.