يبدو أن تحرك بعوضة الضنك في محافظة جدة بات أسرع من تحركات وزارة الصحة والأمانة بعدما بدأت البعوضة أو المعروفة ب"الدلوعة"بتخليص نفسها من شبكة الحصار المفروض عليها منذ ثلاثة أسابيع في الأحياء الخمسة التي صرحت أمانة المحافظة وصنفتها على أنها"موبوءة"وهي حي أم السلم، والعزيزية، وبريمان، وجدة الجديدة، والمطار. ويأتي هذا التطور الملحوظ في تسلسل الأحداث، بعدما سجل مركز صحي الرويس في المحافظة خلال اليومين الماضيين حال اشتباه بإصابة مرض حمى الضنك لفتاة سعودية، الأمر الذي استدعى تحويلها إلى مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام، من أجل إجراء التحليل المخبري اللازم، للتأكد من الإصابة ومستوى تطور المرض. وقال مصدر طبي ل"الحياة"إن الفتاة أ ج 17 عاماً راجعت مركز صحي الرويس الأربعاء الماضي وهي تعاني من رعشة واحمرار في العين، إضافة إلى أعراض أخرى مشابهة لحمى الضنك، وعلى الفور تم تحويل الفتاة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز للتأكد من حالتها والتعامل معها، متوقعاً في الوقت نفسه أن تظهر نتائج التحاليل وتشخيص المرض اليوم. وأبلغت مصادر طبية اختصاصية"الحياة"، أن نحو 50 حالة اشتباه وإصابة بالمرض تسجل في مدينة جدة أسبوعياً غالبيتها من الفتيات، في الوقت الذي باشرت فيه إدارة الوقاية الصحية أعمالها من خلال متابعتها لأداء فرق مكافحة البعوض والتنسيق في هذا الشأن مع مركز مكافحة نواقل المرض، بهدف تنفيذ توصيات اللجنة المشتركة والمكونة من وزارة الصحة والأمانة لمكافحة الضنك، من طريق حملات توعوية وتكثيف الرش في المناطق الموبوءة لمحاصرتها والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن. وكانت"الحياة"أشارت مطلع الأسبوع الماضي إلى إصابة إحدى الفتيات في شرق محافظة جدة بحمى الضنك، ونقلت إلى أحد المستوصفات الطبية الخاصة، والذي بادر إلى إعطائها العلاج اللازم بعد التأكد من إصابتها بالمرض، وإخطار الشؤون الصحية في المحافظة بالحالة حسب تعليمات وزارة الصحة في هذا الشأن. وأوضح مسؤول الحملة التوعوية بحمى الضنك مهند خياط، أن الجهات المعنية بمطاردة الضنك تحمل على عاتقها هاجس الوقاية والمكافحة في خطتها التنفيذية للقضاء على هذا الوباء، الذي أثار جدلاً واسعاً في مجالس السعوديين. وأشار إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ جولات على الأسواق والمراكز التجارية أمس، بلغ عددها عشرة مراكز في جنوبجدة، إذ تم اطلاع المتسوقين والجمهور على ماهية مرض الضنك وكيفية الوقاية منه، وتغذية مبدأ استشعار المسؤولية والتفاعل معها، من طريق الإبلاغ عن حالات الاشتباه والإصابة لدى الجهات ذات الاختصاص، ومن طريق الرقم 940 المجاني على مدار الساعة. وعاد للقول، إن الجولات ستستمر خلال الأسبوع المقبل في عشرة مراكز تقع في شمال المحافظة، تعرض فيها أفلام وصور عن"الضنك"باللغتين العربية والانكليزية من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. وأكد في حديثه، على أن شريحة كبيرة من المواطنين بدأت تسهم في مكافحة بعوضة الضنك بعد استشعارهم خطورة اللامبالاة، خصوصاً في مسألة الوقاية والابتعاد عن مسببات نواقل المرض. مضيفاً أنه تم تنظيم مسابقات وتوزيع جوائز للجمهور تدور حول المرض وأعراضه وسبل الوقاية منه. وقال خياط:"إنه تم رصد آراء وردود الفعل لدى الجمهور من خلال الحوار المباشر"، موضحاً في الوقت نفسه أن اللجان المختصة سترفع تقريرها بهذا الخصوص إلى وزارة الصحة والأمانة. وأضاف أن"هناك من يطالب الأمانة برش مواقع تجمعات المياه والمستنقعات داخل الأحياء، إضافة إلى أنهم يتساءلون عن تطور المرض في المحافظة ومدى خطورته على السكان". وأشار إلى أن المواطنين متخوفون من انتقال البعوض الناقل للمرض من أحياء جنوب المحافظة إلى شمالها، وقال"نحاول طمأنة الجمهور حول عدم تفشي المرض في المحافظة، مع ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية منه، على اعتبار أن الإصابة به خطرة على صحة الإنسان من دون تضخيم أو التسبب بفزع وهلع الأهالي".