حال من الخوف والقلق تسيطر على المواطنين والمقيمين في محافظة جدة لمواجهة تزايد حالات المصابين بحمى الضنك، بعد أن انتشر هذا الوباء في الكثير من أحياء المحافظة، يقابلها فرحة واستبشار المواطنين بالدعم المالي الأخير وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للجهات المختصة للعمل على القضاء على المرض بأسرع وقت ممكن. ويأتي ذلك في وقت لا تزال المراكز الصحية والمستشفيات في المحافظة تواصل إجراء فحوصات دقيقة للكثير من الحالات المصابة والمشتبه في إصابتها بهذا الوباء، خصوصاً بعد أن سجلت قائمة المصابين بالمرض في تلك المستشفيات تزايداً كبيراً في عدد الحالات المصابة والمشتبه في إصابتها. وسجلت محافظة جدة أكثر من 20 حياً تنتشر فيها حمى الضنك حتى الآن، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة القلق لدى المواطنين في ظل تزايد الإصابات بين سكان هذه الأحياء، وبدورهم وجه هؤلاء السكان أصابع الاتهام إلى الجهات الصحية وأمانة محافظة جدة بالإهمال في القضاء على البعوض الناقل لهذا المرض. كما اتهم سكان الأحياء المصابة بحمى الضنك أمانة محافظة جدة تحديداً بتقصيرها في مكافحة البعوض بالشكل المطلوب، وهو ما ساعد في انتشاره واستيطانه في المزيد من الأحياء السكنية، وبالتالي زيادة استهلاك الموارد المالية والبشرية، خصوصاً وأن التقارير الطبية تؤكد أن تكرار الإصابة بالمرض للمرة الثانية يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في الحال. وفي السياق نفسه يلفت الكثير من المواطنين إلى العديد من السلبيات في عمل الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بمحاربة ومكافحة المرض، على رغم تخصيص الحكومة مبالغ مالية كبيرة في سبيل القضاء على هذا المرض وحماية المواطنين من الإصابة به. وأبدى المواطن عبدالله المالكي استياءه الشديد من ضعف الجهود من قبل أمانة محافظة جدة للقضاء على هذا الوباء، مستشهداً بالأعداد الكبيرة من المستنقعات الموجودة في الكثير من أحياء المحافظة. ويقول المواطن سعود الزهراني"إن المستنقعات الراكدة والمياه القذرة التي تضخها ناقلات الصرف الصحي داخل الأحياء، وتبقى لفترة طويلة من دون ردمها من البلديات، وإهمال نقل حاويات القمامة الداخلية تسبب الأمراض سواء من طريق وجود البعوض بها أو استنشاق الروائح المنبعثة منها، وكل ذلك يندرج تحت مسؤوليات الأمانة". وأضاف أنه على رغم التكاتف الذي أظهره سكان الأحياء في محاولة للقضاء على هذا الوباء الذي انتشر إلا أنهم لا يزالون بحاجة إلى التوعية والدعم من قبل الصحة والأمانة للتخلص منه والقضاء عليه إلى الأبد. ويرى المواطن سلمان صالح أن جميع الأهالي أصابهم الهلع والفزع بعد انتشار أخبار عن تفشي وباء حمى الضنك في جدة بهذا الحجم الكبير حيث لجأ الكثير من السكان إلى محال بيع المبيدات الحشرية في محاولة منهم لمجابهة هذا البعوض الناقل لحمى الضنك. ولفت إلى أن الدلائل تشير إلى أن تكاثر البعوض في هذه الفترة أسهم بشكل كبير في الإصابة بأمراض وبائية من بينها حمى الضنك، إذ يعتبر البعوض الناقل الأساس لهذا المرض كونه يتغذى على المياه الراكدة خصوصاً العذبة منها الموجودة داخل الأحياء. من جهة أخرى، لم يخف العديد من سكان المحافظة ارتياحهم من الأعمال التي بدأت بها الجهات المعنية في المحافظة، والتوجهات الفعلية للقضاء على هذا البعوض الخطر في المنطقة واستئصالها. ويقول حامد الأنصاري من سكان جنوبجدة:"إن منطقتنا مصنفة من ضمن المناطق الموبوءة، وأصبحنا نشك في أي حال ارتفاع للحرارة في أي فرد من أفراد الأسرة وننقلها سريعاً إلى المستشفى لنتأكد من الحالة، ونحن نتمنى أن تكثف حملات الرش على المستنقعات المائية للقضاء على البعوض المسبب للمرض". أما إسماعيل الخيبري وهو من سكان حي الجامعة فهو يرى أنه يجب أن يقضى على هذا الوباء كي لا ينتشر في جميع أحياء محافظة جدة، ويتسبب في الكثير من المعاناة لسكانها. ويؤكد أنه على اللجان المشتركة في جهود القضاء على البعوض الناقل للمرض أن تفعل أكثر مما هي عليه الآن،"لأنه منذ انتشار المرض لم أر أي سيارة للرش تطوف الأحياء للقضاء على البعوض فالرش بالمبيد اقتصر على الأحياء الموبوءة فقط، مع أن هناك أحياء منتشرة فيها المستنقعات المائية ولم تصنف ضمن الأحياء الموبوءة، وهذا ما يجعلهم يمتنعون عن رش هذه المستنقعات بحجة أنها في أحياء غير موبوءة وغير مصنفة". ويقول إبراهيم المزمومي"ادفع الكثير من المال على شراء المبيدات الحشرية لمنزلي للقضاء على البعوض الناقل للمرض، فمنزلنا لا يخلو من هذه المبيدات سواء تلك التي ترش في المنزل أو التي ترش على الجسم لكي تبعد البعوض". ويأمل أن تسهم أي جهة سواء حكومية أو خاصة في توفير مثل هذه المبيدات مجاناً، أو أن يطلب من رجال الأعمال الإسهام في مثل توفير هذه المبيدات، حتى ولو في المناطق الموبوءة بالمرض فقط. ويلفت بشير الردادي إلى"أن الخوف دخل إلى نفوس المواطنين بعد أن انتشرت إشاعة يتداولها الناس مفادها أن مدينة جدة مصنفة عالمياً بأنها مدينة موبوءة، وهو ما يهدد حياة ساكنيها". ويستدرك المزمومي بالقول إن الموازنة الكبيرة التي خصصها خادم الحرمين الشريفين للقضاء على هذا المرض أراحت الكثير من السكان، ولكن يبقى الأهم وهو تفعيل هذه الموازنة والقضاء على مسببات المرض والبعوض الناقل له. ويرى أحمد العامودي وهو من سكان حي البغدادية أن لا داعي للخوف من هذا المرض، لأن البعوض الناقل للمرض سيختفي بعد أقل من شهر من الآن، لدخول الأشهر الحارة في مدينة جدة التي لا يستطيع البعوض العيش فيها وبالتالي سيختفي طوال تلك الأشهر. ويضيف"لكن الأهم هو القضاء على بيض هذه الحشرات التي لا تخرج إلا في العام المقبل في الأشهر الباردة، ما يمكن الجهات المعنية من التخلص من هذه الحشرات في وقت كافٍ".