إذا عرفنا أن الفرق في الغالب بين العاشق والمتزوج هو أن العاشق يرى حبيبته اجمل مما هي عليه، عرفنا عندها مربط الفرس، فمن المعروف ان العاشق يرى حبيبته جميلة حتى وان لم تكن كذلك، لسبب بسيط وهو انه يعشقها، بينما المتزوج يحب زوجته ولكن...، وهذا حال الغالبية من المتزوجين، حب من نوع آخر كحب الام او الاخ او الاخت، وهذا مرده الى الملل الذي يصيب الانسان عادة نتيجة الاشباع الذي هو حصيلة سنوات من الزواج، عكس العاشق الذي يسترق النظرات واللحظات، فيبقى في لهفة دائمة! وخلاصة القول، ان العشق يصنع الجمال وليس بالضرورة ان يصنع الجمال العشق. وهنا السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نصل الى درجة العشق حتى يعشق الزوج زوجته ويعيش في شوق دائم لها، ما ينعكس على الحياة الزوجية بشكل ايجابي؟ ان التحول في الحياة الزوجية من درجة الحب الى درجة العشق عملية صعبة يقع الثقل الاكبر فيها على الزوجة، وتتمثل الصعوبة في بناء ثقة الزوج بجمال زوجته، وهذه الثقة اهم من ثقة الزوجة بجمالها، لأن الزوج هو الهدف الذي تسعى الزوجة لارضائه، ولكن هل الجمال جمال الخلقة فقط؟ بالطبع لا، فالجمال له اشكال عدة منها جمال الروح وجمال الزينة، واهم من ذلك كله جمال التعامل، عندها ستكسب الزوجة قلب زوجها وهذا من جانب الزوجة. اما من جانب الزوج، فعليه ان يقنع بما عنده، فالقناعة تولد الرضا، والرضا يولد السعادة، وفي النهاية سيجني هو الثمرة ان كانت حلوة ام مرة، فالزوج اذا كان لزوجته زوجاً فقط كانت حياتهما رتيبة، واذا كان لزوجته مخلصاً كانت حياتهما سعيدة، واذا كان الزوج لزوجته حنوناً كانت حياتهما لطيفة، اما اذا كان لزوجته عاشقاً فان حياتهما ستكون بإذن الله متجددة وسعيدة ولطيفة. واخيراً، اقول لكل زوج اذا اردت ان تجعل زوجتك جميلة فاعشقها. محمد صبر - ابها