أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، خلال افتتاح اللقاء ال13 للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية جستن أمس، ضرورة الاهتمام بالمعلم، باعتباره أهم المطالب الأساسية التي تبنى عليها العملية التعليمية. ومن جانبه، لاحظ رئيس الجمعية عضو مجلس الشورى الدكتور راشد الكثيري، أن قطاع التعليم في المملكة يواجه"نقصاً حاداً"في كم المعلمين ونوعهم، إلى جانب"نقص واضح"في الأساتذة الجامعيين الذي يقومون بتدريس معلمي المستقبل. وأشار في كلمة ألقاها في افتتاح فعاليات اللقاء السنوي الثالث عشر للجمعية أمس، إلى أن العديد من هؤلاء الأساتذة لا يحملون درجة الدكتوراه. وأضاف أن نسبة الأساتذة إلى الطلاب"ضئيلة جداً"، مقارنة بمثيلاتها في دول العالم الأخرى. ورأى أن من أبرز المعوقات التي تواجه تنمية قطاع التعليم، أن المشرفين على التدريب العملي للطلاب المتقدمين لوظيفة التعليم ليسوا من المؤهلين لهذه المهمة. وأشار إلى قلة خبرة البعض منهم، وعدم حملهم شهادات عليا في التعليم تؤهلهم لتقويم طلاب التدريب العملي وتعليمهم. وأوضح وكيل وزارة التربية لكليات المعلمين الدكتور محمد الصائغ، في تصريح إلى"الحياة"، أن البحوث التي سيناقشها اللقاء تجاوزت مرحلة سعودة قطاع التعليم، إلى نوعية المعلمين السعوديين الذين يقومون بتدريس الطلاب، وكيفية تهيئتهم ليكونوا معلمين فاعلين في العملية التعليمية. وذكر الصائغ أن البحوث المقدمة تخدم جميع قطاعات التعليم في المملكة، باعتبار أن بعضها يناقش ويقوّم أعمالاً سابقة لتلافي الأخطاء الموجودة فيها، إلى جانب بحوث تطويرية ابتكارية، تطرح للقائمين على قطاع التعليم آفاقاً جديدة، يمكنها أن تسهم في تطوير العملية الإبداعية بشكل سريع، إضافة إلى بحوث تقوّم أعمالاً شرع قطاع التعليم في تنفيذها. وأكد عضو مجلس إدارة الجمعية الأستاذ في كلية التربية في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان العيد، أهمية هذا اللقاء في الظروف التي يعيشها المجتمع السعودي خصوصاً، والمجتمع العربي بشكل عام، تفرض على قطاع التعليم تحولات عدة ليواكب حاجة المجتمع ورغبته الملحة في التطوير، مبيناً أن للقاء دوراً في تعزيز أهمية التطوير، مع المحافظة على أصالة القيم والثوابت الإسلامية التي يعيشها المجتمع ويؤمن بها. وحضر الجلسة الافتتاحية للقاء وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله العبيد، ونواب ووكلاء وزير التربية والتعليم، لشؤون كليات المعلمين، وكليات البنات، وتعليم البنات، والتطوير التربوي. ويبلغ عدد البحوث المقدمة 70 بحثاً، يتم تقديمها في عشر جلسات علمية على مدى يومين متتاليين. ... ومطالبات بتفعيل توصيات اللقاء وبحوثه أرجع أستاذ أصول التربية في جامعتي الأزهر والإمام محمد بن سعود الدكتور محمد حسنين هيكل، ضعف الأساس السيكولوجي لبناء المناهج التعليمية، إلى عدم الاستفادة من نتائج البحوث والتجارب التربوية والنفسية، سواء المحلية أو الدولية المعاصرة إلا بنسبة ضئيلة، وعلى فترات متباعدة. وتساءل هيكل في بحثه المقدم للقاء عن جدوى المؤتمرات الكثيرة التي عقدت ولا تزال تعقد لمناقشة قضايا ومشكلات التعليم في مصر وفي البلاد العربية الأخرى، وذلك على مدى سنوات طويلة، وهل تمت الاستفادة الكاملة من نتائج وتوصيات البحوث والدراسات التربوية والنفسية التي قدمت إلى هذه المؤتمرات وتم نشرها ومناقشتها؟ واستطرد قائلاً:"إن واقع التعليم في الدول العربية يجيب عن التساؤل المهم والخطير بالنفي". وأضاف:"للحقيقة نذكر أنه حتى لو كانت هناك استفادة فهي استفادة محدودة وضعيفة وغير مؤثرة". وأشار إلى أن المؤتمر الرابع لوزراء التربية والتعليم العرب الذي عقد في صنعاء خلال الفترة من 23 إلى 30 ديسمبر عام 1972 بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، اقترح تطوير إعداد المعلمين وتدريبهم للارتفاع بمستواهم المهني وتحسين نوعياتهم، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل حدث بالفعل تطوير ملموس وواضح وأصيل في إعداد المعلمين وتدريبهم إعمالاً وتنفيذًا لهذا الاقتراح الذي صدر عن مؤتمر على هذا المستوى الرفيع؟