أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم على اهمية تطوير التعليم معتبراً انه ظلّ لبضعة عقود هاجساً يؤرق المجتمعات إلا انه لم يكن في أي من هذه العقود كما هي حالة اليوم فعجلة النمو المعرفي والتقني والاتصالي تتسارع لتصنع واقعا جديدا بمعادلات تنافسية معرفية جديدة. وأبان سمو وزير التربية والتعليم في كلمة القاها نيابة عنه نائب وزير التربية والتعليم لتعليم "البنين" الدكتور خالد السبتي خلال رعايته أمس اللقاء السنوي الخامس عشر للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية "جستن" وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض انه بالرغم من المحاولات الجادة والمتتالية وما قدمته القيادة الرشيدة من دعم غير محدود إلا انه بسبب معدلات التغير السريعة والتحول إلى مجتمع المعرفة فهناك حاجة إلى تطوير نوعي مستمر شامل للمدرسة بأبعادها المختلفة مشيراً إلى أن التطوير الذي ننشده هو التطوير الذي يرتكز على ديننا الحنيف ويثمر تنمية شاملة للمتعلمين في جوانب شخصياتهم القيمية والأخلاقية والمعرفية والمهارية ويفتح أمامهم فضاء شاسعا من الأمل والثقة والانتماء والإبداع والإنتاج فليست المعرفة العلمية المجردة هدفا في ذاتها ما لم تقترن بالقيم والمهارات، ونحن نؤمن أكثر من أي وقت مضى بان عملية التطوير تحتاج إلى مشاركة حقيقية من مؤسسات المجتمع العامة والخاصة وعلى رأسها الجامعات والمؤسسات البحثية والأسرة. وقال سمو وزير التربية والتعليم إننا نؤمن ان المدرسة هي وحدة التطوير والمعلم هو ركنه ومفهوم التعلم هو المعادلة الصعبة فيه وإننا لن نعيد اختراع العجلة وان مفاهيم الإدارة الحديثة وأدواتها وتقنياتها قادرة على تحسين كفاءة جهاز الوزارة والإدارات المساندة لها في الميدان وان خيارنا الاستراتيجي يقوم على إعادة هيكلة قطاع التعليم العام من خلال منظومة تكاملية يتضح فيها الدور التشريعي والتخطيطي والرقابي والتنظيمي والتنفيذي إضافة إلى تطبيق اللامركزية بالأسلوب المناسب مع تطبيق نظام العملية الفعال للأداء والتميز بناء على مؤشرات أداء إدارية وتعليمية واعتبار ان المعلم هو أساس العملية التعليمية والتربوية ولا بد من تخصيص نسبة كبيرة من جهود تطوير التعليم العام للمعلم "إعداده، اختياره، تدريبه، تحفيزه، محاسبته، زيادة ولائه وانتمائه للمهنة" وتوسيع نطاق التشاركية مع المجتمع والقطاع الخاص بمؤسساته وعقوله ولهذا تم إنشاء مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام لقيادة عملية التطوير النوعي المنشود. وكان اللقاء قد تضمن كلمة لرئيس جمعية "جستن" الدكتور/ حمود البدر شدد فيها على ان تطوير التعليم لم يعد ترفا بل ضرورة تمليها متطلبات العصر المتسارعة والتنافسية التي صارت بعداً أساسيا في كل المجالات مشيراً الى أننا نعيش عصراً لا مكان فيه للضعفاء وغير القادرين على المنافسة الا ان يكونوا تابعين وعالة على الآخرينً مؤكداً بأن الجمعية اختارت هذا العنوان للملتقى إيمانا منها بأن المملكة تعيش حقبة تطوير وان التعليم هو مفتاح ذلك التطوير كما ان ذلك كان عن يقين بأن كل مقومات التطوير ممكنة بل متوفرة وعلى رأس أولويات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين كما اشاد الدكتور البدر بالتطوير الذي حدث في التعليم لدينا الا انه استدرك قائلاً: هذا لا يعني الرضا التام او نفي القصور فالعين التربوية بطبيعتها الرضا تطلع دائماً للكمال مهما بلغت وحققت من انجاز واستطرد قائلاً:ان عملية تطوير التعليم ذات بعدين اساسيين بعد نظري أكاديمي وبعد ميداني عملي والقصور واضح في البعدين وهو اظهر واكبر على المستوى الأكاديمي والنظري فالمؤسسات التربوية الأكاديمية لم تقدم النموذج التطويري المناسب بل إنني ازعم ان الممارسين قد سبقوا المنظرين بمراحل واضاف: ان من اهداف هذا اللقاء ان نلفت النظر الى هذا النقص او الخلل ومن اهدافه ايضاً ان تقوم الجمعية السعودية للعلوم والتربية النفسية (جستن) بوصفها جمعية علمية في ايجاد اللحمة بين الأكاديميين والميدانيين بشكل ميداني وعلمي تتكامل فيه الجهود ولعل بوادر هذا التكامل هو ان تشرف الجمعية على جائزة الوزارة للتميز التربوي لهذا العام .من جهته كشف نائب وزير التربية والتعليم لتعليم "البنين" الدكتور خالد السبتي ان ملف حقوق المعلمين بحث من قبل اللجنة المعنية وبتت في الأمر كما بحث في ديوان المظالم وهذه آخر التطورات .وحول مدى تطبيق خطة وزارة التربية والتعليم الجديدة التي تقوم على المحاسبية بشكل عام، قال ان جهود الوزارة الحالية هي امتداد لجهود الوزارة السابقة ومن ضمن الجهود إعادة هيكلة القطاع والتوسع في اللا مركزية ويكون هناك إضافة عن المحاسبية والتميز والعمل جار متمنيا ان يكون هناك شيء واضح في القريب العاجل، مشيرا إلى انه من ضمن الأشياء الواضحة حاليا هو تنظيم جائزة التربية والتعليم للتميز من قبل الجمعية السعودية التربوية النفسية "جستن".موضحاً ان عملية تطوير التعليم عملية تشمل جميع المؤسسات في الدولة والمجتمع والجمعيات العلمية لها دور أساسي في دعم الجهود العلمية والبحثية والجمعية السعودية للتربوية النفسية "جستن" هي شريك استراتيجي لوزارة التربية والتعليم ونتطلع لشراكات مستقبلية مع الجمعية وبداية هذه الشركات في المرحلة المقبلة هو تولي الجمعية إدارة وتنظيم جائزة التربية والتعليم للتميز. وأوضح ان المؤتمرات تكون بداية لأعمال مختلفة وليست نهاية فمن ضمنها تواجد الباحثين والأكاديميين وتلاقي الأفكار وتقديم البحوث المختلفة وبعد انتهاء المؤتمر يتم الانتقال إلى الميدان للتطبيق فالمؤتمرات مجالها واسع جدا. وكان الملتقى قد شمل تكريم اعضاء الجمعية السابقين والجهات المشاركة والراعية.