يعد مدير الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتحاد حمد الصنيع أحد الإداريين الناجحين، الذين يمتازون بفكر إداري مصحوب بفهم للقوانين والأنظمة، ومنذ توليه مهمة إدارة الجهاز الإداري شهدت فترته الوصول إلى العالمية وتحقيق البطولات القارية والعربية من جهة وتدني المستويات الفنية لفريقه من جهة أخرى. سألناه عن أمور عدة، ليكشف لنا الخفايا والأسرار، وأكد أن فريقه سيعود إلى سابق عهده، وأن ما يحدث للفريق أمر طبيعي، مشيراً إلى أن الجهاز الإداري في الاتحاد يرفض القزع جملة وتفصيلاً، وقال إن يوردانيسكو هو من يتعاقد مع أجانب الاتحاد، وتطرق للحديث عن اللاعبين الأجانب وأسباب إلغاء عقودهم، فإلى التفاصيل: ما زال الفريق الاتحادي يقدم مستويات متواضعة لا تليق بآمال وتطلعات جماهيره العريضة، ما هي الأسباب؟ - هناك أسباب كثيرة منها التغيير الذي طرأ على الفريق بعد وجود عناصر عدة في صفوف المنتخب الوطني، وكذلك الإصابات وأعتبره أمراً طبيعياً، فالفريق أي فريق لا يستطيع أن يسير ستة أشهر متواصلة على وتيرة واحدة، ففريقنا خاض أربع بطولات على مستوى عال من المنافسة، فلا بد من أن يحدث هبوط واضح في الأداء الفني، لكن يعود بعدها إلى مستوياته المعهودة تدريجياً. لكن خسارتكم أمام الحزم كانت مفاجئة لجماهيركم، ما أسبابها؟ - بصراحة كانت هزيمة الحزم صدمة ينبغي على الجميع الاستفادة منها، وأتمنى أن تكون جرس إنذار أو صحوة للفريق اعتباراً من المباريات المقبلة. وهل ستصالحون جماهيركم بالفوز على الهلال؟ - نحن نتمنى الفوز وندرك صعوبة اللقاء، ولكن تحدثنا مع اللاعبين وشددنا على ضرورة الارتقاء بمستويات الفريق لا سيما أن هناك جهوداً كبيرة تبذلها إدارة النادي من أجل الحفاظ على البطولات، إضافة إلى أن جماهير نادينا تعودت على البطولات واعتلاء منصات التتويج، فنحن نعد الاتحاديين كافة بعكس الصورة التي ظهر بها الفريق في المباريات الماضية. البعض من الزملاء الصحافيين يتهمك بعدم التجاوب معهم ومعاونتهم في البحث عن المعلومة الصحيحة، الأمر الذي أوجد فجوة بينك وبينهم على عكس بداياتك مع الجهاز الإداري في الفريق، ما رأيك؟ - أكن للجميع التقدير والاحترام ولكن في اعتقادي أنهم هم من أوجدوا تلك الفجوة، فللأسف بعض الصحافيين يتصلون علي في ساعات متأخرة من الليل ويسأل ماذا حدث في التدريبات، وعن أخبار النادي، ويجعلني مندوباً لديه ولصحيفته، وهذا أمر لا أقبله. ولدينا في نادي الاتحاد مركز إعلامي، يقوم بتزويدهم بالأخبار لكنهم يريدونني أن أسرب أخباراً نحن نعتبرها في النادي معلومات سرية كالتعاقدات وأخبار اللاعبين الشخصية، وهذا لا يمكن أن أدلي به إطلاقاً وربما هناك بعض الإخوة الصحافيين لم يهضموا دور المركز الإعلامي وكيفية التعامل معه كما ينبغي، وأتمنى أن يستفيدوا منه، وحقيقة هاتف جوالي مع الكل وأتعامل مع الجميع بالتقدير والاحترام وإذا كان البعض من الإخوة الصحافيين يعتقد أن بيني وبينه مواقف شخصية فهذه مشكلته وبالنسبة لي لا أجامل صحافياً على آخر، فكلهم عندي سواسية، ومن يكون متعاوناً معي سأكون متعاوناً معه على أعلى مستوى. كثر الحديث عما تم بين اللاعب محمد نور والحكم القحطاني في مباراة الفريق أمام الشباب، نود معرفة ماذا حدث؟ - حقيقة تحدثنا عن هذا الموضوع كثيراً، ولكن أعتقد الحكم الرابع أنه لامس يده، وهذا لم يحدث مطلقاً ولم يتلفظ عليه بأي من الكلمات، وكل ما في الأمر أنه كان يطالب بالوقت المتبقي من بدل الضائع باعتباره قائداً للفريق. لكن هناك تعليمات صادرة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقضي بمنع القزع ولكن نرى حالات عدة شهدها الفريق في المباريات الماضية، سواء كان في الموسم الحالي أو الموسم الماضي، والكثير يحملكم في الجهاز الإداري مسألة ضبط هذه الحالات؟ - قبل وجود تعميم الرئاسة العامة لرعاية الشباب هناك توجيه ديني، إذ يحث ديننا الإسلامي، وعلى العكس الحزم الإداري موجود ولدينا حسومات على كل لاعب، يسجل حالات القزع أو يخرجه حكم المباراة لهذا السبب، واللاعبون يطلعون على اللائحة الداخلية بشأن الحسومات المالية، وفي تصوري أن العملية للأسف تقديرات شخصية لا أكثر ولا أقل، تختلف من شخص إلى آخر، خصوصاً محمد نور لعب أكثر من ثماني مباريات في الدوري لم يتطرق الحكام الى شعره ولم يمنعوه من اللعب، وكان في تقدير هؤلاء الحكام لا وجود للقزع وحكم المباراة أمام الشباب كان يختلف عن الباقين، وكنت أتمنى أن يبلغنا بوقت كاف حتى يمكننا أن نعدل الوضع، وفي الأصل نحن لا نسمح بالقزع حتى في التدريبات. ولكن هناك معلومات تسربت أن الحكم الرابع أنذر هؤلاء اللاعبين قبل بداية المباراة لتصحيح الوضع؟ - نعم، وجه الحكم الرابع ذلك الإنذار ولكن قبل بدء المباراة بدقائق معدودة إذ اختبرنا بعد أن دخل اللاعبون إلى غرفة الملابس بعد أداء تدريبات الإحماء وحاولنا على رغم ذلك معالجة ما يريده ولكن بالفعل تم ذلك إلا أنه وحسب وجهة نظره وفي تقديره انه ما زال هناك قزع. يقول المدير الفني للفريق يوردانيسكو أن حمد الصنيع هو من يتعاقد مع أجانب الاتحاد، هل هذا صحيح؟ - نادي الاتحاد هو من يتعاقد مع الأجانب، فليس مهماً من يمثله سواء حمد الصنيع أو غيره، وبودي أن أوضح لكم أمراً أنه ليس هناك لاعب تعاقد معه النادي إلا بعد موافقة يوردانيسكو عليه وجميع اللاعبين عرضت عليه سيرتهم الذاتية والموافقة على اللاعب تكون برضا جميع الأطراف، الجهاز الفني وإدارة النادي وأما الإجراءات التعاقدية فهذه طبيعة عملي. ولماذا تم إلقاء عقد جوب على رغم أنه ظهر بمستويات جيدة في بداية مشاركته مع الفريق، وحاربتم كثيراً من أجل مشاركته في المونديال لكن هذه القناعات تبدلت؟ - جوزيف جوب كاسم لاعب ممتاز ومعروف في بلاده وفي الدوري الإنكليزي، وعندما تعاقد الاتحاد معك كان اسماً لامعاً ما بين المحترفين الأجانب في إنكليزا لكن هذه وجهة نظر فنية، وأعطيت له الفرصة الكاملة في بداية احترافه مع الاتحاد لكنها قناعات ممثلة في الجهاز الفني للبحث عن لاعب يفوق في إمكاناته الفنية اللاعب جوب، وتم التعاقد مع برنس تابو، وهذا يدل على أن الإدارة تسخر كل الإمكانات من أجل تهيئة الأجواء المناسبة للجهاز الفني والتغييرات في اللاعبين لم تأت من اجتهاد إدارة النادي وإنما بناء على طلب المدرب يوردانيسكو. لاحظنا في الآونة الأخيرة الكشف عن العقوبات المالية التي تتخذها الإدارة بحق اللاعبين المصرين، على عكس الفترة الماضية إذ كانت تلك العقوبات تحاط بالسرية الشديدة، هل هذا بسبب امتصاص غضب الجماهير على الفريق؟ - نحن لا نعلن عقوبة لاعب بعينه، فإذا كانت هناك عقوبة على لاعب واحد فلن يتم الإعلان عن عقوبته، ولكن إذا كانت العقوبة على جميع اللاعبين فهذا أمر آخر، وبالمناسبة سبق وأن حدثت هذه العقوبة الجماعية عقب مباراة العربي الكويتي في بطولة دوري أبطال آسيا، إبان إشراف المدرب كاندينو، على رغم فوزنا بهدفين من دون مقابل، ولكن لضياع العديد من الفرص أمام المرمى أعلن رئيس النادي حرمان اللاعبين من مكافآت الفوز. في أكثر من مناسبة أرجع يوردانيسكو تراجع أداء الفريق إلى انتهاء عقد تشيكو، هل مسيرة الاتحاد تتوقف مع غيابه؟ - بالطبع لا، الاتحاد حصد البطولات من دون تشيكو، ولكن حقيقة ترك فراغاً بعد انتهاء عقده، ونأمل من الزايري سد غيابه، وبودي أن أوضح أن تشيكو انتهى عقده في أيلول سبتمبر وكان بيننا تفاهم على ألا يتم التجديد معه بسبب ظروفه ورغبته في العودة إلى بلاده. يقال إن هناك حالة عدم رضا تمر بينك وبين رئيس النادي، هل هذا صحيح؟ - حقيقة أول مرة أسمع بهذا الكلام، ولم يحدث أي خلاف بيننا وإن حدث هذا فأعتبره أمراً طبيعياً، ولكن ليس بالصورة التي يصنفها البعض، وهناك أناس يتمنون أن يحدث هذا الخلاف، وهناك تفاهم كبير، ونحن سائرون في العمل السليم من أجل تحقيق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ولا ينقصنا سوى التوفيق، فالحظوظ للحصول على أقوى وأغلى المنافسات ما زالت قوية وبإذن الله سيكون من نصيبنا، إذ إن التركيز ينصب على الدوري فنحن الأقرب وسيكون الفريق في مباريات المربع الذهبي في وضعه الطبيعي وجاهزيته التامة من خلال اكتمال عناصره. فرطت في عملك الرسمي من أجل التفرغ للاتحاد، ألم تندم يوماً على هذا القرار؟ - قرار الاستقالة من عملي ليس له علاقة بالنادي، فأنا موجود في النادي متطوعاً، ولم أتقاض راتباً منذ انضممت لإدارة الكرة ولست محترفاً فيها، ولست محتاجاً لأتقاضى راتباً من النادي على رغم أنني مع احتراف وتفرغ الجهاز الإداري في الأندية، خصوصاً في الفريق الأول لكرة القدم إذ أعتبرها من الخطوات الأساسية التي تساعد في تطور ونجاح الاحتراف في الأندية، وأنا فضلت التفرغ للاتحاد لأنه يمر بمرحلة مهمة في تاريخه، ويحتاج للتركيز والاهتمام والوقوف مع رئيس النادي، تقديراً لوقفاته معي كثيراً إلى جانب استكمال دراستي الجامعية، وأكون على مستوى المسؤولية لا سيما أن الفريق أصبحت متطلباته كثيرة، منها تمثيل النادي في اجتماعات عدة خارج المملكة وداخلها. يقال إن المشرف السابق خالد سلطان صديقك المقرب وهو من استعان بك في الجهاز الإداري لكنك كنت سبباً في إبعاده؟ - وما زال خالد سلطان صديقاً عزيزاً ولكن كما ذكرت الفريق يتطلب تفرغاً ولم يستطع التفرغ للفريق وظروفه العملية حالت دون استمراره. بالعكس ما يقال ليس صحيحاً، وأنا كنت أتمنى استمراره فحتى الآن ما زال مكان خالد سلطان شاغراً في الفريق، فمنصبه مشرف على الفريق، بينما أنا مدير للفريق وما زلت، ولأن المشرف على الفريق هو رئيس النادي وكنا في الجهاز الإداري بوجود حامد البلوي منظومة عمل جيدة، ويومياً على اتصال معه وأبو ثامر حاول كثيراً لاستمراره لكن ظروفه العملية حالت دون ذلك. ولماذا تُشعرون لاعبي الفريق بأنهم مستهدفون من الحكام، ما جعل هذا الشعور يترسخ لديهم؟ - هذا غير صحيح، فلم يحدث يوماً سواء من إدارة النادي أو الجهازين الفني أو الإداري في الفريق أن أشعروهم بذلك، فعلى العكس تماماً إذا كان في الفريق قصور في إحدى المباريات جميعنا نتحمل المسؤولية، واللاعبون يدركون ذلك حتى انهم يعترفون عقب المباراة مباشرة بهذا القصور. وهل من كلمة أخيرة تود قولها في نهاية حوارنا معك؟ - أتمنى أن أكون وضحت من خلال"الحياة"أموراً كثيرة، وكذلك أتمنى من الإخوة الصحافيين التعاون معنا، لأن هذا في مصلحتهم ومصلحتنا جميعاً، وبالنسبة إلى فريقنا فنحن نعتذر لجماهيرنا على ما ظهر به الفريق في المباريات الماضية، ونعد بإسعادهم في المرحلة المقبلة من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. البرازيلي ليما لم يخفق مع النصر وصف مدير الكرة في نادي الاتحاد حمد الصنيع التعاقدات الاتحادية بالمتباينة"في البداية ليما لم يخفق مع الاتحاد لأنه لم يلعب معه لكنه أخفق مع النصر، ومن الممكن أن يخفق ليما وغيره مع أي فريق في العالم ولكن ربما يلعب مع الاتحاد ويحالفه التوفيق ومسألة توفيق اللاعب تحددها أمور كثيرة، منها ظروف الفريق وراحته النفسية وتعاون اللاعبين معه، وكذلك الجهازان الفني والإداري ولا أحد يستطيع أن يحكم على هذا الثلاثي البرازيلي لأن هذا في علم الغيب، وكان هناك اجتماع مع رئيس النادي منصور البلوي والجهاز الفني وكنت حاضراً في ذلك الاجتماع، وطلب يوردانيسكو ثلاثة لاعبين يلعبون في خط الهجوم وفي خانة الظهير الأيسر وفي خط الوسط، وطرحت أسماء كثيرة". وأضاف"نظراً لضيق الوقت رأينا أن أفضل ثلاثة لاعبين هم ليما وماركو وبيدرينهو علماً بأن هؤلاء الثلاثة لديهم سيرة ذاتية ممتازة، وخضنا مباريات ودية وقدموا مستويات عالية خصوصاً ماركو، وهو لاعب مميز جداً، ولم يتم لنا تسجيلهم في نهائيات كأس العالم، ولا أحد يستطيع أن يحكم على فائدتهم للفريق من عدمها". وكشف الصنيع"التعاقد معهم كان على أساس المشاركة في نهائيات كأس العالم وليس للمشاركة في المسابقات المحلية، فالفريق لا يحتاج إلى ظهير أيسر لمباريات الدوري، فاللاعبون المحليون فيهم الخير ولاعب الوسط بيدرينهو لاعب ممتاز لكنه لن يتمكن من المشاركة في الدوري لأن لدينا ضغطاً في المباريات، ولا يستطيع تحمل هذا الضغط بسبب بنيته الضعيفة، فبالتالي لن يقدم المستوى المأمول منه في جميع المباريات، وفضلنا التعاقد مع لاعب على مستوى عال وتم التعاقد مع المغربي جواد زايري، ولو كان الكاميروني جوزيف جوب يسمح له باللعب في النهائيات لما جلبنا ليما".