شهدت الملاعب السعودية في الآونة الأخيرة غزواً ل "قصات القزع" على الرغم من تأكيدات المسؤولين في هيئة الرياضة بمحاربة هذه الظاهرة ومنعها ومعاقبة اللاعبين المحليين والأجانب الذين يصرون عليها بالمنع من المشاركة في المباريات وتحويل مخالفاتهم إلى لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ففي وقت سابق كان مراقب المباراة يتدخل قبل بداية اللقاء ويقوم بمهمة التفتيش ومراقبة اللاعبين في غرفة الملابس وتنبيه إداري الفريق ان كان هنالك لاعب مخالف وذلك لإزالة "القزع" أو منعه من المشاركة، وحدث ذلك مرات عدة اصطادت الكاميرات التلفزيونية بعضاً منها، بيد أن الحال اختلف اليوم، فما نشاهده في ملاعبنا من انتشار للقزع بين اللاعبين يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المسؤولين اما أنهم الغوا قرار منع القزع، أو أن مراقبي المباريات لا يقومون بعملهم جهلاً أو محاباة للاعبين المخالفين وقرار المنع حبر على ورق، وعلى مسؤولي اتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين أن يوضحوا للمهتمين بشأن رياضتنا حقيقة ذلك، فإن كان القرار قد أُلغي من هيئة الرياضة ما المانع من إعلان ذلك؟، أما لو كان لا يزال سارياً فما هو المبرر من تواجد "القزع" في ملاعبنا بشكل لافت في الفترة الأخيرة؟ ومتى سيتدخل المسؤولون لإعادة تطبيق القرار مثلما كان يحدث في وقت سابق. الجولة 20 من "دوري جميل" وحدها اظهرت لنا نماذج عدة اثارت علامة التعجب والاستفهام حول سبب السماح للاعبين المخالفين بالمشاركة في المباريات على الرغم من قرار منع القزع، وفي مقدمتهم على سبيل المثال لا الحصر لاعب وسط النصر ابراهيم غالب في لقاء الفيصلي، ومدافع الاتحاد ياسين حمزة في "كلاسيكو" الهلال، وزميله المدافع عدنان فلاته في المباراة ذاتها، هناك لاعبون كُثر مخالفون، لكن "قزع" هذه الأسماء كان ظاهراً بشكل اثار الحيرة، والغريب هو أن إدارات الأندية لا تهتم بهذا الملف وكأنه لا يعنيها من قريب ولا بعيد. قبل أيام انذرت لجنة الانضباط بالاتحاد الإماراتي لكرة القدم 33 لاعباً ووجهت لهم لفت نظر بسبب "القزع"، وتوعدت بمعاقبتهم بالإيقاف والغرامة المالية إذا ما استمروا في قصات الشعر الغريبة المخالفة للعادات والتقاليد، وهذه الخطوة نأمل أن يطبقها اتحاد القدم لدينا، بدلاً من التفتيش على اللاعبين ومنعهم من المشاركة قبل المباريات يتم مخاطبة الأندية بمنع القزع ونماذج مصورة لقصات القزع، ويتم إحالة أي لاعب مخالف إلى لجنة الانضباط لإيقافه وتغريمه مادياً، عندها سيحسب اللاعب الف حساب لقرار المنع لأنه يعلم بأن العقوبة مصيره من "الانضباط"، ومصيره لن يحدد مراقب واحد لا ينتبه إليه أو يجهل النظام أو يحابيه. مصدر مسؤول رفيع المستوى في اتحاد القدم قال ل "الرياض": القزع ممنوع بأمر من رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالله بن مساعد، وهناك أكثر من تعميم بهذا الشأن، مراقب المباراة يكشف على اللاعبين قبل بدايتها وإذا وجد لاعبا مخالفا يبلغ مقيم الحكام الذي بدوره يتواصل مع إداري الفريق لإزالة المخالفة، ويدون ذلك في تقريره، مهمة مراقبي المباريات تنتهي بإبلاغ مقيمي الحكام، فالمراقب لا يمتلك بطاقات ملونة وليس لديه حق منع المخالف من المشاركة في وقت سابق كان المراقب من يمنع اللاعب، الآن المقيم هو المسؤول عن المنع والمشاركة، ويدون المخالفة في تقريره، لكن المشكلة أن لوائح اتحاد القدم الخاصة بالمسابقات والانضباط لا يوجد فيها نص صريح حول عقوبة القزع، لذلك ما يكتب في التقرير ضد اللاعب المخالف ليس له أهمية، فاللجان لا تستطيع أن تصدر عقوبة بدون نص في اللائحة، فإن عاقبت لاعباً اجنبياً مثلاً وقدم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم ستلغى العقوبة بداعي عدم وجود نص للعقوبة وأنها حرية شخصية، لا بد من تعديل اللوائح وإضافة هذه النقطة حتى يلتزم بها اللاعبون، أو إيجاد آلية بين هيئة الرياضة واتحاد القدم ومسؤولي الأندية لتطبيق قرار المنع، هناك إدارات متعاونة معنا وتمنع اللاعبين من القزع، واخرى لا تلتفت إلى تعاميم المنع". ابراهيم غالب