يرجح ان تلحق الحملة الشعبية السعودية لمقاطعة المنتجات الدنماركية، خسائر بها تقدر بنحو 125 مليون ريال شهراً، بعدما أعلن عدد كبير من الشركات والأسواق السعودية إيقاف استيراد المنتجات الدنماركية، في مقاطعة شعبية كبيرة، ساندتها ودعت لها منابر المساجد ووسائل الإعلام وساحات شبكة الانترنت. وعلقت أسواق المواد الغذائية الكبيرة مثل العثيم والسدحان وبلشرف وغيرها من الأسواق، لوحات مقاطعة المنتجات الدنماركية على أبوابها، تضامناً مع الحملة الشعبية الكبيرة الداعية للمقاطعة. وقال مختص في إحدى الأسواق الغذائية الكبيرة فضل عدم كشف اسمه إن ل"الحياة":"البضائع الدنماركية تتمثل غالباً في منتجات الألبان والاجبان والحليب المجفف، وهي سلع ليست نادرة وإنما يتوافر لها بدائل محلية ومستوردة تكفي حاجة السوق السعودية لفترات زمنية طويلة، ولن يؤثر وقف استيراد المنتجات الدنماركية على الأسعار بأي شكل من الأشكال، نظراً إلى توافر البدائل الكثيرة كما ذكرت". من جهته، ذكر مستورد آخر أن شركته أوقفت بيع جميع المنتجات الدنماركية، وخاطبت شركة دنماركية موردة لإحدى منتجات الأجبان في السعودية بالاعتذار، وشجب الهجوم على نبي الإسلام في الصحف السعودية والدنماركية في الوقت نفسه، معتبراً أن موقف شركته بمنع الاستيراد من الدنمارك يأتي لتسجيل موقف تجاه ما تعرض له نبي الإسلام من اهانة من دون النظر للأرباح والخسائر. وأوضح أن حجم التبادل التجاري الذي يشكل فيه استيراد السعودية سنوياً من الدنمارك نحو 1.5 بليون ريال، ليس كبيراً ولن يؤثر في حجم السوق السعودية المفتوحة على كل دول العالم. وطالب رئيس دائرة الدراسات الاقتصادية الدكتور عبدالعزيز الداغستاني جميع الشركات السعودية المستوردة للمنتجات الدنماركية ب"ايقاف وارداتها من هذه الدولة، خصوصاً ان المقاطعة سلاح مطبق على مستوى دول العالم، وله اثر كبير وقوي يجب علينا في المملكة وفي دول العالم الاسلامي تفعيله، خصوصاً في هذا الوقت الذي نشهد فيه التطاول على ديننا ورسولنا". وأكد ان"تجاوب المجتمع في شكل عام ورجال الأعمال في شكل خاص مع هذا الاتجاه، سيسهم في شكل كبير في الحد من هذه التصرفات وليس في الدنمارك وحدها، بل في مختلف الدول التي تنهج هذا النهج". ولفت الداغستاني الى اهيمة قيام الدول الاسلامية ورجال الاعمال فيها بالدور المطلوب منها في هذا الوقت، مؤكداً ان التبادل التجاري بين الدنمارك والسعودية محدود جداً، ولا يمثل ثقلاً اقتصادياً كبيراً، خصوصاً ان وارداتها الى المملكة لا تتجاوز البليون ونصف البليون ريال سنوياً. ولا تصدر السعودية لها إلا البتروكيماويات فقط. ودعا جميع الشركات السعودية إلى جعل سلاح المقاطعة هو السلاح الذي تدافع به عن شريعتنا ووطننا، في ظل التهاون الكبير الذي نشهده من مختلف دول العالم الإسلامي. من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة العثيم القابضة عبدالله العثيم ان""شركته ستمضي قدماً في قرار المقاطعة إلى حين تقديم اعتذار عما بدر من هذه الصحف تجاه الإساءات والتطاولات على النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - عبر رسومات ساخرة تحمل افتراءات مضللة وتلصق التهم الباطلة بالمبعوث بالرحمة للبشر، إضافة إلى وضعها رسومات مزعومة تصّور النبي - صلى الله عليه وسلم - بصورة مقززة ومقيتة، وتم وضعها على الصفحات الأولى عبر صحفها الرسمية ذات الشعبية الكبيرة ، مشيراً إلى أن هذا التطاول قد مس مشاعر كل المسلمين في أنحاء العالم وهو أمر غير مقبول إطلاقاً لدى أي مسلم. موضحاً أن هذا الأمر يعتبر في غاية الخطورة ويجب التصدي له من كل المسلمين، كل بحسب إسهامه . فإذا كانت لهم حرية الصحافة والرأي فنحن لنا حرية الشراء والتعامل مع منتجاتهم. فأسهم أخي المسلم بهذه المقاطعة وعدم الشراء من هذه المنتجات لهذه الدولة". وحث العثيم المسؤولين الدنماركيين إلى عدم السكوت عن هذا التصرف وأن يتخذ إجراء رادع تجاه هذه الصحف وعاجلاً، لتصحيح صورة رسول السلام، مشيراً إلى أن السفارة الدنماركية قدمت على موقعها في الإنترنت اعتذاراً لا يليق بحجم الإساءة، ونحن في انتظار جميع الجهات الدنماركية التي ترغب التعامل معنا لإيضاح موقفها والإعلان عنه بالصحف، داعياً كل من له تعامل أو صلة بأي جهة في الدنمارك إلى قطعها من أجل توحيد كلمة المسلمين، وتبيان أن من حارب الله ورسوله فإنه محارب من المسلمين والبشرية أجمع.