تواصلت دعوة تفعيل المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدنماركية أمس من خلال خطب الجمعة في مختلف مدن المملكة، جراء الاستهزاء بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيفة دنماركية رسمية، ويتسم ذلك مع الموقف الرسمي السعودي من خلال مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، وطلب السفير السعودي أمس الأول من كوبنهاغن الحضور للرياض للتشاور بعد تأخر الحكومة الدنماركية في اتخاذ موقف رسمي يناسب ما حدث من خطأ كبير بحق كل المسلمين. وركز الكثير من خطباء الجوامع على ضرورة التفاعل مع دعوى المقاطعة الاقتصادية لتحقيق موقف إيجابي تجبر من خلاله حكومة الدنمارك على الاعتذار علناً، وتعترف الصحيفة علناً بما اقترفت من خطأ جسيم بعد أن استهزأت بشخص الرسول برسوم ساخرة.. ففي جامع الراجحي الكبير بالرياض دعا الشيخ صالح الهبدان بضرورة التفاعل مع دعوى مقاطعة منتجات الدولة التي أساءت وسائل إعلامها لشخص الرسول الكريم بكل الطرق الممكنة، منوهاً بضرورة مواصلة الاستنكار لما حدث بأكثر من وسيلة حتى يعلنون رجوعهم عما بدر من خطأ رسمياً وعلى أعلى مستوى. وطالب الدكتور عبدالله الشتوي امام جامع عبدالرازق عفيفي بحي المروجبالرياض بضرورة أن يواصل كبار المستوردين وأصحاب المجمعات التجارية الكبيرة دورهم في وقف استيراد أو بيع المنتجات الدنماركية، وخاصة في ظل توفر بدائل أخرى يمكن أن تغني عن مختلف منتجاتهم، وتمنى أن يقتدي من تأخر من التجار في التفاعل مع قرار المقاطعة بمن سبقوه في التجاوب مع رغبة شعبية لإجبار حكومة الدنمارك على الاعتذار علناً، بل ومحاكمة من كان وراء نشر ذلك الرسم الساخر المستهجن. وكانت العديد من المجمعات التجارية المعروفة في الرياض ومدن أخرى بالمملكة قد رفعت لوحات تنوه فيها بسحب جميع المنتجات الدنماركية من مجمعاتها التجارية وفروعها، مع وجود بدائل أخرى يمكن أن يحصل عليها المستهلك من نفس هذه المنتجات. يذكر ان اجمالي قيمة المنتجات الدنماركية إلى المملكة في العام الماضي 2005م وصلت إلى ما يزيد على 1,7 مليار ريال 50٪ حيث شهدت زيادة عن عام 2004م تقدر ب 14٪، وأبرز المنتجات الدنماركية للمملكة هي منتجات غذائية معلبة وألبان ومشتقاتها، إضافة للعديد من الآلات المستخدمة في تصنيع الأغذية ومعدات طبية وعقاقير ومواد بناء. وأرجع العديد من المتابعين موقف بعض التجار لتفعيل المقاطعة للتوافق مع موقف المواطنين المستهلكين الذين عزف الكثير منهم عن شراء منتجات دنمركية، بعد انتشار رسائل الجوال والرسائل الالكترونية عبر شبكة الانترنت تدعو للتكاتف في قرار المقاطعة الجماعية اضافة لنشرات توزع في بعض الجوامع توضح المنتجات الدنماركية الموجودة في السعودية والتي يجب أن تقاطع من قبل كل المستهلكين. وقالت نفس الصحيفة (jillands-posten) التي نشرت الرسم الساخر ان شركة (arla) الدنماركية المنتجة لمشتقات الألبان تتخوف بالفعل من تهديد المستهلكين السعوديين بالمقاطعة والذي سيكلفها خسائر تقدر بالملايين، وكانت نفس الشركة تعتزم أن تفتح معمل البان في المملكة للتوسع في بيع منتجاتها، وهناك مشاورات تعقدها حالياً مع شركائها السعوديين لتقييم الوضع بعد اتضاح قوة دعاوى المقاطعة على أكثر من صعيد. كما أكد سفير الدنمارك في الرياض أن التهديد بالمقاطعة أصبح واسع الانتشار وزادت في الأيام الأخيرة، منوهاً بأن الخطر الاقتصادي لهذا الحدث على الدنمارك قد لا يقتصر على السعودية فقط بل سيشمل كل العالم الإسلامي، وعلينا أن نأخذ الأمر بجدية كبيرة.