تهيمن على "أم صالح" رغبة "جامحة" في السرقة. فهي لا تتورع عن سرقة ضيفاتها، بعدما تستل في هدوء حقيبة الضيفة، وتخرج منها ما تيسر. لا يهم حجم المبلغ الذي تسرقه، بل المهم ان تسرق. وتروي إحدى السيدات اللواتي تستضيفهن أم صالح، أنها سرقت منها 70 ريالاً، فيما كانت قيمة الأطعمة الخفيفة والمقبلات التي قدمتها لهن تتجاوز ال 500 ريال. ولا تسرق"أم صالح"لأنها في حاجة إلى المال، بل لأنها اعتادت على السرقة منذ طفولتها، لسبب لا يعرفه أحد، حتى هي. فهي تنتمي إلى أسرة ميسورة، وتزوجت من رجل ثري، لكنها على رغم بلوغها قبل أيام عامها الخمسين، لم تستطع أبداً التخلص من عادتها القديمة. و"أمل"هي إحدى ضحايا هواية"أم صالح"، لكنها تعتبرها"الصديقة المفضلة"، وتتعاطف معها، وتزورها في استمرار. وتقول:"في إحدى الزيارات ذهبت معي أختي ووالدتي، وكنت أراقب"أم صالح"وهي تسحب حقيبة أختي بخفة، وتسحب منها مبلغاً متواضعاً جداً". وبعد ذلك خرجن جميعاً إلى السوق، فاشترت أخت أمل قميصاً، وحين همت لتدفع ثمنه وجدت أن المبلغ الذي في حوزتها لا يكفي، فأرادت إعادة القميص، لكن"أم صالح"رفضت ذلك، وأصرت على أن تأخذ أخت أمل القميص، ودفعت إلى البائع 300 ريال. وإذا كانت أم صالح تسرق وهي لا تحتاج إلى ما تسرقه، فإن هناك فتيات أو سيدات يسرقن لأنهن محتاجات، أو يدعين الحاجة. وتروي"انتصار"موقفاً حدث لها:"خرجت إلى التبضع في السوق، وفي جيبي راتبي، واعتزمت شراء ملابس لأطفالي، خصوصاً أن العيد كان على الأبواب، ولكنني صدمت ،حين أردت محاسبة البائع، باختفاء محفظة نقودي، التي تحوي نحو تسعة آلاف ريال. وكنت أتذكر أنني وضعتها في حقيبتي، التي وجدتها ممزقة بآلة حادة، على رغم أنني أعلقها على كتفي، ويبدو ان من فعلها كان خبيراً". وأعادت"انتصار"الملابس، وعادت إلى منزلها والحيرة تسيطر عليها. وبعد يومين من سرقة محفظتها أتاها اتصال على هاتف منزلها، وكان المتحدث عبر السماعة سيدة، وبصوت حاد وجاد قالت:"أنت فقدت محفظتك قبل يومين، إنها بحوزتي. هل تردينها أم لا؟"لم تتمالك انتصار نفسها، فوجهت لها أسئلة متتالية. ولم تستطع المتحدثة الرد عليها من كثرتها وإلحاحها المتسارع. وبتحفظ شديد قالت:"محفظتك مليئة ببطاقاتك الخاصة وأرقامك، وأنا لست في حاجة إليها، كل ما أريده المال، لسداد إيجار المنزل". وتضيف انتصار"حددت السارقة مكاناً، فذهبت إليه لأجد المحفظة، ولكن من غير المبلغ".