كنت قد سردت قصة سرقة محفظتي امام "الحجر الاسعد" في نهار شهر رمضان في العدد الماضي وأواصل هنا ما تبقى منها. أكملت السبعة اشواط وذهبت بعدها الى اصدقائي اجر اذيال الخيبة والاحباط مكفهر الوجه فبادرني احدهم متسائلا "ما الخطب"؟ قلت مجيبا الخطب جلل فقد سرقت محفظتي وأنا في الطواف. فتضاحك القوم مهونين على فداحة المصيبة وأخبروني بأنني سأجدها لدى "مفقودات الحرم" بعد يوم او يومين وما عليّ الا الذهاب اليهم واعطاءهم أوصافها ومحتوياتها فان السارق لا تهمه سوى النقود التي بداخلها فذهبت الى هناك واعطيتهم اوصافها ومحتوياتها والى يومنا هذا والمحفظة ومحتوياتها في عالم الغيب. أخبرني احد الاصدقاء انني استطيع استرداد المحفظة وما بداخلها من محتويات عدا الفلوس طبعا فقلت له "في عرضك" فبالرغم من كبر المبلغ الذي كان بداخل المحفظة الا انني كنت احمل هم مراجعة الاحوال المدنية واخبارهم ببلاهتي واهمالي فضلا عن توقف جميع معاملاتي لدى المحاكم وكتابة العدل والبنوك بالرغم من ان زياراتي لهؤلاء نادرة واما بطاقات الائتمان فقد اتصلت بابني في جدة وطلبت منه الغاءها فورا عن طريق الخط الساخن قبل ان يبرد ويعطي فرصة للسارق لاستعمال البطاقات في شراء سندويتش او زجاجة كولا. واعود الى الصديق حيث نظرت الى وجهه وتسابقت الافكار في رأسي وتذكرت قصة سيدنا سليمان وعرش بلقيس وكيف ان الذي عنده علم من الكتاب أتى بالعرش في اقل من غمضة عين وتخيلت ان صديقي هذا قد يكون اعطي بعضاً من ذلك العلم فتحسست جيبي الا انني لم اجد المحفظة قلت قد يكون صديقي تعرف على جني وانني سألتقي بمحفظتي قبل ان نفترق ولكن خيبة الامل لازمتني اذ ان صديقي قال وعلى وجهه علامات الخبرة اذهب الى باب مكة وتمشى هناك بطريقة تدعو الى الريبة عندها سيأتي اليك احدهم ويسألك عن ماذا تبحث فاذكر له قصة السرقة واعطيه اسمك وعنوانك ورقم تليفونك وسيأتيك احدهم بالمحفظة ومحتوياتها بعد يوم او يومين مقابل الف ريال. ولم انفذ ما قاله الصديق لسببين أولهما انني لا اعرف كيفية المشي بطريقة تدعو الى الريبة والآخر انني لم اكن املك الالف ريال المطلوبة وللحديث بقية ان كان في العمر بقية.