لم يحز في قلب «دعاء» سرقة راتبها (3500 ريال) الذي توجهت به عقب تسلمه من موقع عملها إلى إحدى الأسواق لاقتناء بعض حاجاتها الشخصية، بقدر ألمها وحزنها على صور خاصة ضمتها محفظتها إلى جانب الفلوس التي ذهبت ضحية استغلال نفوس ضعيفة. وعلى رغم عدم وجود إحصاء دقيق للسرقات المنفذة، إلا أن المتحدث الإعلامي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق كشف ل «الحياة» وجود فرق سرية مكثفة في المراكز التجارية وعناصر نسائية في الأسواق، إضافة إلى عناصر سرية موجودة بين المتسوقين من البحث الجنائي، وكمائن توضع لمثل هذه الحالات، محذراً في الوقت نفسه من التساهل في حمل المبالغ المالية، خصوصاً في مواقع الازدحام وأوقات الذروة. وأشار البوق إلى أن سرقة الحقائب النسائية لا تشكل ظاهرة، مشدداً على ضرورة أخذ الاحتياطات في حمل الأشياء وذلك بهدف تضييق الخناق على ضعاف النفوس. وكحال دعاء، أفادت نورة «الحياة» بتعرض حقيبة يدها للسرقة وبداخلها هاتفها النقال وبعض المقتنيات الشخصية، لكنها في الوقت ذاته اعترفت بإهمالها وأنها السبب في كونها «ضحية سهلة»، إذ لا تنتبه في غمرة بحثها عن الملابس داخل المحال إلى حقيبتها وأين تضعها، إلا أن تكرر سيناريوهات خطف مجموعة حقائب منها جعلتها لا تفارق حقيبة يدها قيد أنملة، بل إنها تضع النقود والهاتف في جيبها خلال تسوقها. وكثيراً ما تحدث أعمال النهب والسرقة في الأماكن المزدحمة، إذ يستغل الجناة أعمالهم في تنفيذ ما سهل سرقته، خصوصاً حقائب النساء والهواتف ثم يختفون بعيداً عن الأنظار، مشكلين بذلك عصابات مختصة في تنفيذ تلك الأعمال الإجرامية. ولا تنتهي الحال عند المتسوقات وسرقتهن، إذ إن الباعة هم الآخرون يذهبون ضحايا تلك العصابات فيتعرضون كغيرهم للنشل والسرقة، لا سيما المحال التي تمتلك الطابع ذات الدخل العالي، وأفصح أحد أصحاب المحال فهد عن أساليب وطرق جديدة للسرقات بالقرب من المحال، إذ تتم في وقت ومكان لا يتوقعه أحد، مفيداً بكثرتها في الأسواق خصوصاً «أسواق الهواتف الخليوية»، إذ إن آخر ما تعرض له سرقة هاتف من محله يتجاوز سعره 2000 ريال، وقال: «إن أحد الجناة دخل إلى المحل وطلب مني رؤية بعض الأجهزة، وبعد أن اتفقنا على السعر، طلب تحرير فاتورة، وأثناء انهماكي في استخراجها فر هارباً بالجهاز، ولم أتمكن من القبض عليه إذ كان هناك شخص آخر ينتظره في سيارة جاهزة للانطلاق». وتجاوز سيناريو النشل الأسواق ليأخذ طريقه إلى محال الصالونات النسائية، وفي حيلة ماكرة تعرضت «أم بدر» للسرقة من إحدى «المزينات المتجولات» للبيوت، موهمة إياها بأنها من أحد الصالونات، وبعدما دخلت إليها رشت على وجهها مادة مخدرة ما جعلها تفقد الوعي، وتنفذ عملية السرقة في حقها وأخذ ما بحوزتها من بطاقة الصراف وصندق مجوهراتها. وبعد أن أفاقت من صدمتها، سارعت المجني عليها إلى إبلاغ الجهات المختصة بيد أن النتيجة لم تأت بجديد إذ لم يعثر لها على أثر.