أصبح من المألوف أن نقرأ أو نسمع عبر وسائل الإعلام، تقارير أمنية تتحدث عن ضبط جرائم سرقة، أبطالها نساء. تلك الجرائم تطال المحال التجارية المتخصصة في بيع المستلزمات النسائية، كمحال الذهب والمجوهرات والساعات والإكسسوارات والحقائب والعطورات والجوالات، وبخاصة داخل المجمعات النسائية المغلقة. وقد دفع ارتفاع معدلات السرقة بين النساء، إدارات الأسواق إلى تعيين حارسات أمن، لضبط الوضع والقضاء على ظاهرة السرقة، التي أصبحت أمرا مألوفا، مع ضعف الرقابة، رغم تدني قيمة بعض المسروقات. وتتم السرقات النسائية في الأسواق عادة، من خلال سرعة تنفيذ السرقة، والتستر خلف الزي الرسمي للنساء في السعودية، وإهمال الضحايا لمقتنياتهم، أو عدم التركيز فيما يدور داخل محالهم التجارية. وذكرت شيخة العمري أن غالبية النساء اللاتي يمتهن السرقة أقدمن على طرق جديدة هي الاحتيال. وتحكي موقفا شاهدته في أحد محال الذهب في العاصمة السعودية الرياض، وتقول: “ذهبت إلى أحد محال الذهب والمجوهرات برفقة زوجي، وشاهدت امرأة في المحل تتصرف بشكل غريب جدا”. وذكرت: “كانت المرأة تقوم بسلوك يدعو للشك”. وتوضح: “كانت تعمد إلى إغراء العاملين بالمحل، وتدفعهم لعرض أكثر من عقد أمامها، لتستغل انشغال البائع في الذهاب إلى إحضار عقد آخر لها لمقارنته بما تحمله في يدها”. وتضيف: “فجأة غادرت المرأة المحل ليعود البائع، ويستنجد ويصيح (حرامية) ولكن دون جدوى”. وأوضحت: “لقد لاذت المرأة بالفرار، ولم يتم العثور لها على أثر، تاركة للبائع حسرة، وخسارة سيسددها المسكين من راتبه الشهري”. عصابة منازل وأوضحت هدى الغامدي أن المتورطات بقضايا السرقة لم يكتفين بالسرقة في الأسواق والأماكن العامة، بل أصبحن يجدن في المنازل مرتعا خصبا لسرقة الأموال والمجوهرات. وأضافت أن امرأة سعودية زارتهم في منزلهم في جنوبالرياض. وأشارت إلى أنها أوهمتهم بالبحث عن منزل أحد أقاربها في نفس الحي. وقالت: “بدأت العائلة تستعد لإكرامها”. وأوضحت: “عند عودتنا إليها لم نجد لها أثرا، ليكتشف الوالد فقدان مبلغ 500 ريال من محفظته الخاصة التي كانت ملقاة في المجلس”. وقالت هدى: “تكررت الحادثة مع قريبتي وبالأسلوب نفسه، ولكن اختلف المبلغ والمسروقات”. وأضافت: “عند تقديمهم بلاغا إلى مركز الحي، فوجئوا بأن هناك عدة بلاغات عن تعرضهم للسرقة بالطريقة ذاتها”. وقالت: “ذكر العاملون في المركز أنها عصابة نسائية تمتهن السرقة بهذا الأسلوب”. استغلال الزحام واعتبر مشعل عبدالله، بائع في محل للذهب والمجوهرات، أن النساء السارقات يشكلن ظاهرة لم تعد تثير استغراب الباعة، لأن أغلب العاملين بالسوق مر بالتجربة ذاتها. وقال: “ظاهرة السرقة تفشت بشكل غير طبيعي في جميع محال الذهب والمجوهرات”. وأضاف: “أصبحت النساء يتفنن في السرقة، حيث يستغل بعضهن أوقات الازدحام ليقمن بسرقة قطعة الذهب دون أن يلحظها أحد”. وأوضح أنه “إذا اكتشفنا ذلك لحظة وجود السارقة، فإننا نبلغ الشرطة فورا”. وقال: “نحن الموظفين نتحمل مسؤولية السرقة، فصاحب المحل يطالبنا بدفع قيمتها، رغم أن سعرالقطعة غالبا ما يكون أضعاف المرتب الذي نتقاضاه”. دليلي احتار وأكد سامر إحسان، بائع في أحد محال الملابس النسائية، كثرة تعرضهم للسرقة من قبل نساء، على الرغم من وجود كاميرات مراقبة وجهاز إنذار على الباب، وقطع ممغنطة على الملابس، تصدر أصوات عند الخروج. وأضاف: “هذه الطريقة أصبحت غير مجدية، وذلك لتمكن السارقات بالتخلص من أجهزة الإنذار المزروعة داخل المحل”. وأضاف أن “غالبية من يمارسن السرقة، يتم ضبطهن في سرقات لا تتجاوز قيمتها 300 ريال”.وقال: “غالبا ما نبادر السارقة بالنصح، ولا نقوم بتسليمها إلى الأجهزة الأمنية، أو الحراسات الموجودة داخل المجمع التجاري”.